منحت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى أذربيجان في أبريل الماضي من هذا العام 2015، دفعة قوية للعلاقات الإماراتية الأذربيجانية والتي يتوقع أن تشهد انتعاشاً أكبر بعد الزيارة التاريخية لسموه، في وقت تنمو فيه العلاقات التجارية الثنائية بين البلدين بوتيرةٍ عالية مع وجود إمكانياتٍ وفرصٍ واسعة في شتى المجالات.
وطبقاً لغرفة تجارة وصناعة دبي، هناك 6 قطاعات رئيسية توفر فرصاً للاستثمارات المشتركة بين مجتمعي الأعمال في دبي وأذربيجان وهي قطاعات النقل والدعم اللوجيستي، والبناء والتشييد والبنية التحتية، والسياحة والضيافة، والزارعة والصناعات الغذائية، والخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ويعتبر العام الجاري عام تعزيز العلاقات الإماراتية الأذربيجانية، حيث وقع البلدان خلال زيارة سموه الرسمية لأذربيجان مذكرتي تفاهم، الأولى تتعلق بالتعاون وتبادل المعلومات بين هيئة الأوراق المالية والسلع في الدولة ولجنة الأوراق المالية في أذربيجان. والمذكرة الثانية تتعلق بالتعاون في مجال الطوارئ بين الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في الدولة ووزارة الحالات الطارئة في أذربيجان.
الشراكة التجارية
وقال المهندس حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي إن تجارة دبي غير النفطية مع أذربيجان حافظت على استقرارها خلال الفترة من 2011-2014 مسجلة نمواً بنسبة 13% وذلك بارتفاع من 1.6 مليار درهم في عام 2011 إلى 1.8 مليار درهم في العام 2014، في حين احتلت أذربيجان المرتبة 75 على لائحة الشركاء التجاريين لدبي خلال العام 2014 وأظهرت الدراسة أن الآلات والأجهزة الكهربائية والميكانيكية كانت أبرز صادرات وإعادة صادرات دبي إلى أذربيجان خلال العام 2013 بجانب المركبات والطائرات وأجهزة النقل والأغذية المحضّرة والمشروبات والبلاستيك والمطاط ومنتجاتهما، في حين أن أبرز واردات دبي من أذربيجان هي المنتجات المعدنية.
وأشار بوعميم إلى أن تعداد الشركات الأذرية العاملة في دبي والمسجلة في عضوية الغرفة نمت بنسبة 49% بارتفاع من 176 شركة في عام 2012 إلى 262 شركة في العام 2014، مما يعكس الآفاق الواسعة للشراكات الاقتصادية بين مجتمعي الأعمال في دبي وأذربيجان، وتطور العلاقات الاقتصادية وانفتاحها بين الجانبين.
وقال بوعميم عندما اختارت غرفة تجارة وصناعة دبي أذربيجان لتأسيس مكتب تجاري لها في عام 2012 لم يكن الاختيار وليد الصدفة بل كان نتاج دراساتٍ معمقةٍ كانت قد أجرتها الغرفة عن أهمية السوق الآذرية، فقد أظهرت تلك الدراسات المزايا التي توفرها السوق الآذرية كبوابةٍ للاستثمارات في منطقة اتحاد الدول المستقلة ووسط آسيا والقوقاز، بالإضافة إلى وجود فرصٍ استثمارية مميزة في قطاعات متنوعة.
بوابة للاستثمارات
وأكد بوعميم أن المكتب التمثيلي لغرفة دبي في العاصمة الآذرية «باكو» يهدف لرفع القدرة التنافسية لمجتمع الأعمال في دبي في الأسواق الواعدة، وذلك استكمالاً لاستراتيجية عمل الغرفة الجديدة بالترويج التجاري الخارجي لدبي، وتحسين تنافسية بيئة الأعمال في الإمارة. وقال بوعميم إن المكتب التمثيلي التجاري لغرفة دبي يشكل بوابةً للاستثمارات الإماراتية في سوق أذربيجان وخصوصاً في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والبناء والتشييد والسياحة والزراعة وغيرها من القطاعات الهامة والمجزية في أذربيجان بالإضافة إلى فتحه المجال أمام الشركات الأذرية الراغبة بدخول سوق دبي من خلال إبراز أهم المزايا التنافسية التي توفرها دبي في حال اتخاذهم الإمارة مقراً لأعمالهم التوسعية في المنطقة.
الأمن الغذائي
وطبقاً لدراسة حديثة لغرفة تجارة وصناعة دبي يشكل قطاع الزراعة في أذربيجان أحد القطاعات الهامة للاستثمار والتي بإمكانها تلبية قسمٍ من احتياجات الأمن الغذائي للإمارات، وذلك بسبب تنوع المناخ في أذربيجان الملائم لزراعة أنواع متعددة من الفواكه والخضراوات، ويمكن لشركات دبي المساهمة في تطوير هذا القطاع الهام في أذربيجان من خلال الاستثمار في تطوير المعدات والآلات والتقنيات الزراعية والأسمدة.
الخدمات المالية
يعتبر مجال الخدمات المالية الذي يشمل تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتأمين وأسواق المال، والصيرفة الإسلامية وبورصة الأسهم والسلع مجالاً واسعاً للتعاون المشترك، حيث يمكن أن تشكل خبرة دبي في هذه المجالات الإضافة لسوق أذربيجان.
وتبرز خبرة شركات دبي في تكنولوجيا المعلومات وخاصةً في تكنولوجيا الحكومة الإلكترونية وبرامج الكومبيوتر والمحاسبة والثقافة الإلكترونية التي يمكن أن تساعد في نشر الوعي الإلكتروني في السوق الأذرية.
فرص استثمارية
أشارت دراسة حديثة لغرفة تجارة وصناعة دبي إلي أن هناك ستة قطاعات رئيسية توفر فرصاً للاستثمارات المشتركة بين مجتمعي الأعمال في دبي وأذربيجان وهي قطاعات النقل والدعم اللوجيستي، والبناء والتشييد والبنية التحتية، والسياحة والضيافة، والزارعة والصناعات الغذائية، والخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأوضحت الدراسة ان دبي تشكل مركزاً لحركة للصادرات من منطقة آسيا الوسطى إلى العالم نظراً لما تمتلكه من بنية تحتية ولوجستية متطورة، بالإضافة إلى الخبرة الواسعة لشركات دبي في مشاريع تطوير شبكات المواصلات العامة وسكك الحديد، وإمكانية تبادل الخبرات في مجال شبكة الدعم اللوجيستي الخضراء والصديقة للبيئة، خصوصاً مع الاهتمام البارز من قبل الشركات الإماراتية بالتوسع في أسواق رابطة الدول المستقلة.
ويشكل قطاع التشييد والبناء والبينة التحتية مجالاً إضافياً لأشكالٍ متعددة من التعاون منها تشييد المباني الصديقة للبيئة والتي تتمتع فيها شركات دبي بالخبرة الواسعة، وتصدير مواد البناء مثل الرخام والألمنيوم والإسمنت بالإضافة إلى إمكانية تأسيس مصانع لهذه المواد الأولية للتشييد والعمران لشركات دبي في أذربيجان.
النفط والغاز
وتعتبر أذربيجان غنية بالنفط والغاز الطبيعي وتمتلك منطقة القوقاز الصغرى أغلب مخزون البلاد من الذهب الفضة الحديد النحاس التيتانيوم الكروم المنغنيز الكوبالت والموليبدنوم والخامات المركب والإثمد. وفي عام 1994، تم توقيع عقد لمدة 30 عاماً بين شركة النفط الحكومية لجمهورية أذربيجان (سوكار) و13 من شركات النفط من بينها أموكو وبي بي وإكسون موبيل ولوك أويل وشتات أويل.
لكون شركات النفط الغربية قادرة على الاستفادة من حقول النفط في المياه العميقة التي لم يستطع السوفيات الوصول إليها، وتعتبر أذربيجان واحدة من أهم المواقع في العالم للتنقيب عن النفط. في الوقت نفسه تم تأسيس صندوق النفط الحكومي بوصفه صندوقا من خارج الميزانية لضمان استقرار الاقتصاد الكلي والشفافية في إدارة عائدات النفط والحفاظ على الموارد للأجيال المقبلة. في حين تعتزم شركة أزيريغاز، وهي شركة فرعية عن شركة النفط الحكومية في أذربيجان ضمان تحويل البلاد للاعتماد على الغاز بحلول عام 2021.
المواد الخام
تعتبر أذربيجان مركزاً اقتصادياً هاماً لنقل المواد الخام، وقد تم تشغيل خط أنابيب «باكو- تبليسي- جيهان» في مايو 2006 ويمتد لأكثر من 1774 كيلومتراً عبر أراضي أذربيجان وجورجيا وتركيا. وتم تصميم خط أنابيب جيهان لنقل ما يصل إلى 50 مليون طن من النفط الخام سنوياً وينقل النفط من حقول بحر قزوين إلى الأسواق العالمية. كما يمتد خط الأنابيب جنوب القوقاز، ويمتد أيضاً عبر أراضي أذربيجان وجورجيا وتركيا وبدأ تشغيله في نهاية عام 2006 ويقدم إمدادات إضافية من الغاز إلى السوق الأوروبية من غاز حقل شاه دنيز. يتوقع أن يصل إنتاج حقل شاه دنيز إلى 296 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً. وتلعب أذربيجان أيضاً دوراً رئيسياً في مشروع طريق الحرير الذي يرعاه الاتحاد الأوروبي.
حقائق
تقع جمهورية أذربيجان في منطقة القوقاز في أوراسيا على مفترق طرق بين أوروبا الشرقية وغرب آسيا ويحدها بحر قزوين من الشرق وروسيا من الشمال وجورجيا من الشمال الغربي وأرمينيا من الغرب وإيران في الجنوب والغرب، كما تربطها حدود قصيرة مع تركيا شمال غرب البلاد .
وتمتلك أذربيجان علاقات دبلوماسية مع 158 دولة حتى الآن وتحمل عضوية 38 منظمة دولية.
73 %
تعتبر أذربيجان من الدول الرائدة اقتصادياً في منطقة جنوب القوقاز، حيث تشكل ما يقارب من 73٪ من كامل اقتصاد هذه المنطقة، فضلاً عن كونها واحدة من الاقتصادات الرائدة في رابطة الدول المستقلة من حيث نصيب الفرد من الاستثمار الأجنبي المباشر. وتشكل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية واليابان والنرويج وتركيا المصادر الرئيسية للاستثمار الأجنبي المباشر لأذربيجان.
«قبلا» كنز أثري وطبيعة ساحرة
تعتبر مدينة «قبلا» الجبلية أقدم مدن جمهورية أذربيجان والعاصمة القديمة لألبانيا القوقازية، وتدل الأدلة الأثرية على أن المدينة عملت كعاصمة لألبانيا القوقازية في وقت مبكر من القرن الثامن قبل الميلاد. وتثبت بقايا المباني الكبيرة، وأبواب المدينة، وجدران البرج وأنماط من الثقافة المادية أن « قبلا» كانت واحدة من أكثر المدن البارزة في ذلك الوقت.
وتم إنشاء «قبلا» القديمة في أوائل القرن الثالث وأواخر القرن الرابع قبل الميلاد. وقد عاشت المدينة حتى القرن الـ 18 ومنذ ذلك الوقت شهدت المدينة العديد من التغييرات بسبب الأحداث التاريخية المختلفة والتي ألحقت أضراراً بالمدينة أكثر من مرة. وتقع « قبلا» في منتصف طريق للحرير يتجاوز عمره 2500 وجاء ذكر « قبلا» في أعمال بليني «قابالاقا » وفي أعمال الجغرافي اليوناني بطليموس باسم « قبلا»، وفي أعمال المؤرخ العربي أحمد بن يحيى البلاذري باسم « الخرز».
وتعتبر مدينة « قبلا» مقصداً سياحياً شهيراً، حيث تجمع المناخ المعتدل في الربيع، فيما تسطف الغابات على طول الجبال والحيوانات ممتازة من خلال بناء عدد كبير من الفنادق والشقق السكنية في المدينة. العديد من سلاسل الفنادق العالمية كبيرة لديها الوجود في المدينة. وتكثر في« قبلا» الفنادق والشقق السكنية إلي جانب العديد من سلاسل الفنادق العالمية ، وتحتوي المدينة على متنزه، وحلبة للتزلج على الجليد ومسرح على الطراز اليوناني والذي تم بناءه خصيصاً للحفلات الخارجية، و« قبلا» لديها العديد من مراكز التسوق، بما فيها المركز التجاري وسط المدينة الأكثر شهرة وهو « قبل مول».
إلى جانب أن « قبلا» هي موطن لمجمع التزلج المعروف باسم « توفان» والذي يعتبر واحداً من أكبر منتجعات التزلج على الجليد في القوقاز ويستخدمه نحو 3 آلاف نسمة يومياً. وتضم « قبلا» كذلك العديد من المتاحف مثل متحف الإثنوغرافيا التاريخي، والمركز الثقافي لـ «قبلا».
وتشتهر « قبلا» بأنقاض المدينة القديمة « تشاكهور قبلا » والتي يعود تاريخ بنائها للقرن الـ 4 قبل الميلاد. كما يوجد في المدينة نصب تذكاري كبير للحروب والعديد من البيوت الحجرية القديمة. ونصب « رشيد بيك» على شكل كتاب ضخم.
كما تشتهر « قبلا» بالمساحات الخضراء والتي صنفتها الحكومية الأذربيجانية كمناطق محمية، وتضم المدينة « قبلا لاند » والتي تعد أكبر مدينة ملاهٍ في أذربيجان.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-6nB