بقرار رسمي وصادر من إمارة الرياض تم السماح للشباب بدخول المجمعات التجارية بعد منع استمر سنوات وسنوات بلا مبرر حقيقي، المنع كان لأسباب أن الشباب مصدر إزعاج ومشاكل كثيرة، رغم أنهم من بيئتنا ونتاج تربيتنا المدرسية والمنزلية والاجتماعية، وكانت سياسة المنع تشي بتأكيد النظرة بأنهم مصدر خطر وخوف وحذر، رغم أنهم في الواقع مصدر قوة وعمل وبناء تقوم عليها الدول والأمم.
حين نمنع الشباب من المجمعات التجارية، فماذا نتوقع منهم كرد فعل؟ وحين نهمش حضورهم سنجد سلبيات تفوق سياسية المنع المتبعة، فالمنع لا يعني أننا نحقق أفضل النتائج أو نحمي المجتمع من شيء، فالسلوكيات المتجاوزة نتاج طبيعي في كل مجتمع، ومجتمعنا ليس مجتمع ملائكة، لكن غير الطبيعي حينما تفوق المعدلات الطبيعية وهذا يحتاج إعادة نظر.
حين تذهب الأسرة السعودية “العائلة” الى دول خليجية مجاورة، كما هي الآن فترة الإجازة النصف سنوية، نجد الشباب السعودي، بكل المجمعات التجارية والمقاهي والمطاعم، والنقل العام والفنادق، لا مخالفات ولا تجاوز لحريات أحد، وإن وجد من يتجاوز فإن هناك القانون والعقوبة، وهي قليلة على أي حال، فلماذا يلتزم شبابنا بقوانين وأعراف وأنظمة دول مجاورة هي بنفس عاداتنا وسلوكنا ولا يلتزم بها هنا؟ السبب برأيي، أننا هنا همشنا الشباب، أصبح لا يجيد التعامل “الحر” في السوق والمقهى ونظرة الشك والريبة منه مستمرة بلا مبرر، نحتاج منح الثقة لشبابنا وفتح سبل “التنفيس” لهم واستثمار “طاقاتهم” فهم أبناء هذا الوطن.
لدينا هدر كبير لطاقات الشباب، فلا نوادي كافية للشباب، ولا استغلال لهم بعمل وكسب مهارة، يجب منح الشباب حرية ومتنفساً حقيقياً مقبولاً.
*نقلاً عن صحيفة “الرياض” السعودية.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-11H