خفف الانتشار الجغرافي المكثف والمتميز لمحطات شركة أدنوك للتوزيع في إمارة أبوظبي من ظهور حالات ازدحام كبيرة على محطات الوقود طوال أمس الأول وأمس بعد تطبيق التسعيرة الجديدة للوقود.
ولم تشهد محطات شركة أدنوك للتوزيع في مدينة أبوظبي طوال أمس الأول زحاما ملحوظا من قائدي السيارات للتزود بالوقود، وأرجع مستهلكون غياب الزحام الكبير إلى سببين رئيسين أولهما تواجد عدد كبير من محطات أدنوك للتوزيع داخل المدينة موزعة بشكل متميز ومتقارب في المناطق المأهولة بالسكان، حيث يتواجد في إمارة أبوظبي حاليا نحو 221 محطة لشركة أدنوك ترتفع إلى 308 محطات خلال العامين المقبلين، وثانيهما ضآلة الزيادة، حيث ان متوسط الزيادة أسبوعيا لغالبية السيارات المتواجدة في أبوظبي لا يزيد على عشرين درهما.
جولات
ورصدت جولتان لـ«البيان الاقتصادي» أمس وأول أمس في مدينة أبوظبي إقبالا عاديا من قائدي السيارات على محطات الجازولين، وكشفت الجولة عن أن الانتشار الجغرافي المتميز لمحطات أدنوك للتوزيع وانسيابية حركة المرور أديا إلى امتصاص الإقبال المستمر على المحطات، خاصة أثناء الفترة المسائية من أول أمس وقبيل انتهاء ساعات يوم 31 يوليو وهو اليوم الأخير للتسعيرة القديمة، حيث ازدحم عدد من المحطات بالسيارات مثل محطة أدنوك التي تقع بالقرب من بنك أبوظبي التجاري ومحطة الكورنيش الواقعة بالقرب من مصرف الهلال.
وكان من المتوقع أن تشهد محطات شارع المطار وهو أحد الشوارع الرئيسية في مدينة أبوظبي زحاما من السيارات مساء أول أمس ولكن هذا الزحام يكاد يكون قد اختفى، ويرجع سبب هذا الغياب إلى وجود أكثر من عشر محطات في هذا الشارع، حيث عملت شركة أدنوك خلال السنوات القليلة الماضية على إعادة تشييد محطاتها القديمة في الشارع والتوسع في مشروع المحطات المتقابلة بمعنى وجود محطتين متقابلتين في الشارع الواحد ذهابا وإيابا.
ونفس الحال تكرر في محطات شارع السلام والتي شهدت كثافة كبرة نسبيا من السيارات مساء أول أمس، إلا أن موظفي المحطات أكدوا على أن هذا الزحام طبيعي كل أسبوع وخاصة مساء الجمعة والسبت، حيث يرغب قائدو السيارات ملء سياراتهم بالوقود استعدادا للخروج في رحلات برية باليوم التالي مباشرة من بيوتهم دون التوجه لمحطات الوقود.
محدودية
وخلت محطات كثيرة حتى مساء أول أمس من السيارات للتزود بالوقود، وأرجع مستهلكون ذلك إلى محدودية الزيادة الجديدة في الأسعار والتي دفعت غالبية قائدي السيارات للاستمتاع بإجازة الجمعة في منازلهم أمس. ولم تشهد محطات سوق البطين في منطقة البطين ومحطة المستشفى المركزي القديم في شارع المطار ومحطة شارع هزاع بن زايد الأول ومحطة الكورنيش الرئيسية زحاما ملحوظا من قائدي السيارات، بل كان الإقبال على غالبيتها محدودا بسبب إجازة الجمعة.
غياب
وأمام محطة أدنوك الواقعة في شارع المطار بالقرب من المستشفى القديم والمستشفى النفسي لاحظ «البيان الاقتصادي» غياب الزحام على المحطة من السائقين، وأوضح السائق علي عبد الحميد محمود أنه ملأ خزان سيارته على آخره في آخر أيام التسعيرة القديمة للجازولين، مشيرا إلى أنه متعود على ذلك منذ سنوات ولم ينتبه للتسعيرة الجديدة لأن هذه التسعيرة ضئيلة جدا، حيث انه في حال ملء خزان الوقود لديه أسبوعيا سيدفع 95 درهما بدلا من 79 درهما أي أن الفارق أقل من عشرين درهما وهو مبلغ لا يذكر بجانب أسعار السلع التي ترتفع بشكل واضح.
منطقة مأهولة
وأمام محطة أدنوك المجاورة لبنك أبوظبي التجاري وفرع جمعية أبوظبي التعاونية والتي تقع في منطقة مأهولة جدا بالسكان اتضح الإقبال الملحوظ على المحطة مساء أول أمس إلا أن زيادة أعداد العمالة وفوهات التزود بالوقود لعبت دورا كبيرا في امتصاص هذا الإقبال، كما فضل قائدون للسيارات التوجه إلى محطتي شارع السلام الواقعة في شارع فاطمة بنت مبارك (النجدة سابقا)، ومحطة تقاطع شارع الجوازات مع شارع فاطمة بنت مبارك المواجهة لفرع شركة الحبتور للسيارات.
حركة طبيعية
وأمام محطة سوق البطين الواقعة في شارع هزاع بن زايد الأول لم يرصد «البيان الاقتصادي» أية ظواهر للزحام بل كانت الحركة طبيعية على المحطة كعادتها علما بأن هذه المحطة من أحدث وأكبر محطات أدنوك للتوزيع في مدينة أبوظبي.
وذكر مهند الجارحي أنه لم يفاجأ بالإقبال العادي والمحدود من قائدي السيارات على المحطة أو غيرها من المحطات، مشيرا إلى أن غالبية الناس متخوفة من التأثيرات السلبية لرفع أسعار البنزين على أسعار السلع.
وقال، إذا كان سعر لتر الديزل قد انخفض إلا أن غالبية الموردين للسلع لن يقولوا بذلك بل يؤكدوا أنهم يستخدمون الجازولين أكثر في تنقلات سلعهم وموظفيهم وبالتالي سيرفعون أسعار السلع خلال الفترة المقبلة خاصة مع دخول المدارس والناس مشغولة بالاستعداد للعام الدراسي الجديد.
بسيطة
وفي محطة أدنوك الواقعة في شارع الخليج العربي بمقابل مساكن البطين التابعة لشركة الدار لاحظنا زحاما غير عادي إلا أن الزحام لم يكن على فوهات تعبئة الجازولين، بل على الموقع المخصص لغسيل السيارات، حيث تحتوي هذه المحطة على خدمة الغسيل اليدوي للسيارات وتشهد إقبالا كبيرا من قائدي السيارات خاصة يومي السبت والجمعة.
وأوضح حمد الظاهري أن الزيادة الجديدة للتر البنزين لسيارته الفارهة «فيراري» لا تكلفه أكثر من 300 درهم في الشهر وهي زيادة محدودة جدا. ويقول، «عندما سمعنا عن التسعيرة قبل العمل بها كنا نتوقع زيادة تصل إلى عدة آلاف شهريا لكن الحمد لله الحكومة راعت ظروف المقيمين والمواطنين، والمهم أن تركز وزارة الطاقة كما قال معالي الوزير جهودها مع وزارة الاقتصاد للسيطرة على الأسعار والعمل على استقرارها».
خطة توسعية
وفقاً للخطة التوسعية لشركة أدنوك للتوزيع فإن نحو 87 محطة ستضاف لشبكتها المنتشرة في أبوظبي عامي 2016 و2017، ليرتفع عدد محطاتها في أبوظبي لنحو 308 محطات موزعة على أبوظبي والعين والمنطقة الغربية.
وأكد مصدر مسؤول في الشركة أن عدد محطات أدنوك عام 2010 بلغ 180 ارتفع الى 221 حاليا. وأوضح أن أدنوك للتوزيع تعمل على بناء 32 محطة وهي تحت الانشاء 17 منها في أبوظبي واثنتان في العين وست في الغربية وسبع في امارات أخرى، كما أن هناك 82 محطة تحت التصميم منها 24 في أبوظبي و15 في العين و23 في الغربية و20 محطة في الامارات الأخرى ليصبح إجمالي التوسع 122 محطة منها 87 في أبوظبي.