لا ينحصر دور كبرى الغاليريهات الفنية في تنظيم المعارض كما كان سائداً في المنتصف الأول من القرن الماضي في معظم البلدان العربية، بل يشمل تمثيل عدد من الفنانين البارزين أو الناشئين الواعدين، ليواكب القائمون على الغاليري مسيرتهم والحرص على صقل وتطوير موهبة الناشئين منهم، والمشاركة بأعمالهم في المعارض السنوية العالمية الكبرى كمعرض «بازل» في سويسرا، و«فريز» في بريطانيا ومعرض «ميامي» في الولايات المتحدة، و«آرت دبي» أو «فن أبوظبي» في منطقة الشرق الأوسط.
وبهدف معرفة المزيد عن دور الغاليري وعلاقتها بالفنان، تواصلت «البيان» مع عدد من القيّمين عليها في دبي ممن يعتمدون المعايير العالمية في عملهم. وكانت البداية مع «أيام» التي تأسست في دمشق عام 2006، وافتتحت فرعها الثاني في دبي بعد عامين ولها صالتين في مركز دبي المالي العالمي ومجمع السركال في منطقة القوز.
ظاهرة «أيام»
تقول ميمنة فرحات المديرة الفنية عن تطلعاتهم: شكلت «أيام» منذ انطلاقتها ظاهرة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن المعروف أننا نرعى المواهب ومسيرة الفنانين الناشئين ونعزز مكانة وأهمية إبداعات الفنانين الكبار، والتعريف بنتاجهم سواء في العالم الغربي أو الشرقي. وتحكي عن هدف الغاليري من تمثيل الفنانين: «يبلغ عدد الفنانين الذين نمثلهم حاليا 22 فناناً من العالم العربي وإيران. وهدفنا الأسمى المشاركة في صناعة تاريخ الفن بالمنطقة مع الحرص على إقامة المعارض الاستعادية التي تعنى بمجمل أعمال مسيرة الفنان كمعرضيّ سامية حلبي والراحل مصطفى فتحي». وتضيف قائلة: «وأحد أبرز إنجازاتنا نشرنا حتى اليوم 75 كتاباً وكتيباً قام بتحريرها خبراء وأكاديميون ونقاد، بهدف توسيع مساحة المعلومة المطبوعة حول الفن الحديث والمعاصر في منطقة الشرق الأوسط»
ديناميكية التنوع
وننتقل إلى تجربة أخرى مع غاليري «آرت سوا» في مركز دبي المالي العالمي والتي افتتحت عام 2008. وتحكي لنا القيّمة أمل مكاوي مؤسسة الغاليري قائلة: «بدأنا مشروعنا في دبي لثقافاتها المتعددة وديناميكية إيقاعها. ووجدنا فيها تعطشاً للفن. وأسست منذ البداية منصة تتيح للفنانين العمل من خلالها على تنفيذ مشاريعهم وفي الوقت نفسه تقديم برامج تعليمية تعنى بثقافة الفن، إلى جانب المطبوعات والترويج للفن المعاصر في المنطقة».
أما عن الفنانين الذين تمثلهم فتقول: «تمثل الغاليري 24 فناناً من الشرق والغرب ابتداء بالعراق ومصر وسوريا وتونس إلى تركيا وفرنسا وإيطاليا وصولا إلى فنزويلا والأرجنتين. وهذا التنوع يجدد من ديناميكية العمل مع الفنانين بثقافاتهم المتنوعة. كما يثري الثقافة البصرية في المنطقة».
شهرة عالمية
كما تمثل غاليري «آرت سبيس» في مركز دبي المالي العالمي 21 فناناً وفنانة من مصر ولبنان وسوريا والمغرب والسعودية وتقدم سوسي ديكيجان المديرة الفنية للغاليري مثالاً على دورهم قائلة: «ساهمنا في انتشار شهرة النحات المصري خالد زكي في الغرب حيث لفتت أعماله المستلهمة من بيئته المحلية أنظار الغرب من نقاد وأكاديميين ومقتنين». بالمقابل تمثل غاليري «الخط الثالث» التي تأسست عام 2005 ومقرها الحالي في «مجمع السركال»، 28 فناناً بينهم من وصل إلى العالمية ومن يتابع مسيرة نجاحه. وتتميز هذه الغاليري عموماً بمعارضها المتقدمة في الفن المفاهيمي والتركيبي.
اشتهروا عالمياً
الفنانون الذين اشتهروا عالميا، من غاليري «أيام» التشكيلي السوري صفوان داحول، ومن «آرت سوا» النحات المصري أحمد عسقلاني ومن «الخط الثالث» العراقية هيف كهرمان، ومن «آرت سبيس» النحات خالد زكي.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-lbP