أكد أطباء في شيفيلد ببريطانيا بأن تحسنا “رائعا” حدث في حالة مرضى يعانون من التصلب المتعدد بعد أن تلقوا علاجا يستخدم عادة لعلاج السرطان.
وخضع نحو 20 مريضا لزراعة في نخاع العظم باستخدام خلاياهم الجذعية، وتمكن بعض المرضى المصابين بالشلل من المشي مرة أخرى بعد هذا العلاج.
وقال البروفيسور باسيل شاراك من مستشفى “هالامشير” الملكية في شيفيلد: “وجود علاج يمكنه أن يقاوم الإعاقة هو بالفعل إنجاز كبير.”
وهناك نحو 100 ألف شخص يعانون من التصلب المتعدد في بريطانيا، وهي حالة عصبية غير قابلة للشفاء، ومعظم حالات المرضى يجري تشخيصها لدى أشخاص في العقد الثاني والثالث من العمر.
ويدفع هذا المرض الجهاز المناعي لمهاجمة بطانة الأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي.
وتهدف طريقة العلاج هذه، التي تعرف بعملية عملية زراعة للخلايا الجذعية المكونة للدم (HSCT)، إلى تدمير نظام المناعة الذي يعاني من قصور باستخدام العلاج الكيميائي.
ويعاد بعد ذلك بناء الجهاز المناعي باستخدام خلايا جذعية مأخوذة من المريض نفسه، وهذه الخلايا تكون في مرحلة مبكرة جدا وخالية من العيوب التي تسبب مرض التصلب المتعدد.
وقال البروفيسور جون سنودن استشاري أمراض الدم في مستشفى “هالامشير” الملكية إنه “يعاد تركيب أو بناء النظام المناعي وإعادته للحالة التي كان عليها قبل أن يتسبب في (مرض) التصلب المتعدد” بفضل هذا العلاج.
وعولج نحو 20 مريضا يعانون من التصلب المتعدد في شيفيلد خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأضاف البروفيسور سنودن: “من الواضح أننا حققنا تأثيرا كبيرا في حياة المرضى، وهو أمر يثلج الصدر.”
وتمكن فريق برنامج “بانوراما” في بي بي سي من زيارة العديد من المرضى الذين خضعوا لعملية زراعة للخلايا الجذعية من أجسامهم.
اكتشفت إصابة ستيفن ستوري بمرض التصلب المتعدد في عام 2013، وفي غضون عام تحول ستوري الذي كان رياضيا صحيح البنيان إلى شخص قعيد يفقد الإحساس بمعظم أجزاء جسده.
وقال ستوري: “تحولت من شخص يمارس الركض في مسابقات الماراثون إلى شخص يحتاج إلى رعاية مكثفة على مدار اليوم بأكمله”.
وبعد مرور أيام قليلة من إجراء العملية، استطاع ستوري أن يحرك أصابع قدميه وبعد أربعة أشهر استطاع أن يقف على قدمه دون مساعدة.