صناعة السيارات في العالم العربي.. أين أصبحنا؟

أخبار الإمارات
18 فبراير 2018آخر تحديث : منذ 7 سنوات
صناعة السيارات في العالم العربي.. أين أصبحنا؟

181921-المغرب

الدول العربية إقتحمت غالبية المجالات الصناعية، وبدأت حتى بتجربة بعض الصناعات التي لم تكن تعتمدها من قبل.. تجارب بعضها أثبت النجاح وبعضها الآخر ما زال في مراحل التعلم والتطوير.

في عالم صناعة السيارات ما زلنا في مرحلة التجميع رغم مرور سنوات طويلة على قيامنا بهذا إلا أننا لم ننطلق بعد الى مرحلة التصنيع الفعلي الذي يمكن الدول العربية من المنافسة. بعض الدول قدمت نماذج لسيارات مصنعة «محلياً» ولكن لا يمكن إعتبارها عربية خالصة لأن غالبية -إن لم يكن كل القطع المستخدمة- هي من إنتاج شركات أجنبية.

المغرب في المقدمة

تعود صناعة السيارات في المغرب الى العام ١٩٥٩ بعد إنشاء الشركة المغربية لصناعة السيارات «صوماكا». تمكنت الشركة بمساعدة إيطالية من خلال «فيات» و«سيمكا» اللتين كانتا تمتلكان ٤٠% من الأسهم، من إنتاج ٤ سيارات من ماركة فيات، وطرازين من ماركة «سيمكا». أما اليوم فتملك رينو ٨٠% من أسهم الشركة، والـ ٢٠ % المتبقية تمتلكها شركة «سيتروين».

المغرب يتصدر الدول العربية في مجال صناعة السيارات وقد حدد لنفسه إستراتيجية إنتاج مليون سيارة بحلول العام ٢٠٢٠.

وتيرة صناعة السيارات تسارعت خلال السنوات مع إستقرار شركات عالمية مثل «رينو» و«بيجو» وشركة «بي واي دي» الصينية لصناعة السيارات الكهربائية في البلاد.. كما أن «فولسفاغن» الألمانية و«تويوتا» اليابانية تخططان أيضاً لإنشاء مصانع لها أيضاً.

القطاع يحظى بإهتمام حكومي كبير وقد وقع في العام ٢٠١٧ اكثر من ٢٦ إتفاقاً بتكلفة ١،٤٥ بليون دولار تمكن الدولة من صناعة أجزاء السيارات وتصديرها. وتمثل صناعة وتركيب الأسلاك ٥٠٪ من قطاع السيارات والـ ٥٠٪ المتبقية هي لصناعة القطع الداخلية.

مصر

تفوق المغرب جاء على حساب مصر التي كانت تسير بزخم في قطاع السيارات لتعود وتتراجع. مصر في الواقع كانت السباقة في هذا المجال، ففي خمسينات القرن الماضي بدأت بصناعة السيارات من خلال شركة «النصر للسيارات» وكان الهدف هو البدء بتجميع السيارات ثم الإنتقال الى مرحلة تصنيع أول سيارة مصرية بالكامل. وبالفعل تم إنتاج سيارة رمسيس عام ١٩٦٠ ووجدت إقبالاً كبيراً من المصريين .

ولكن لا يمكن القول بأن رمسيس هي صناعة مصرية خالصة إذ كانت تعديلاً على السيارة الالمانية برينز ٤ من إنتاج شركة أن أس يو الالمانية الغربية ونسبة المكون المحلي فيها لم يتجاوز الـ ٣٠٪.توقفت مصر عن إنتاج رمسيس في العام ١٩٧٢ ولاحقاً تم عقد شراكة مع فيات بحيث يتم تجميع سيارات فيات في البلاد ويتم وضع رمز «النصر» عليها.

في بداية التسعينات شجعت الحكومة على إنشاء مصانع خاصة لانتاج وتجميع السيارات وبدأت شركات عالمية بإنشاء مصانعها في البلاد. ومنذ ذلك الحين بدأت صناعة السيارات، بقيادة القطاع الخاص، في التجميع المحلي، عبر إستيراد مكونات السيارات، وبلغت نسبة المكونات المحلية ٤٥%، وتمتعت المصانع بتخفيض بلغ ٣٠% على جمارك المكونات المستوردة.وتهدف الحكومة المصرية من خلال مشروع «تصنيع سيارة مصرية»، والذي يشرف عليه «المجلس القومي للإنتاج» إلى التحول من التجميع إلى التصنيع.

السعودية

السعودية وفي إطار «البرنامج الوطني للتجمعات الصناعية» وضعت أكثر من رؤية من أجل تشجيع ودعم الإستثمار السعودي والأجنبي في قطاع السيارات، وتعزيز دورها ليصبح رئيسياً في مجال تطوير وصناعة المركبات، وتقليل حجم الواردات وزيادة حجم الصادرات. وقد تم توقيع«اتفاقية خطاب نوايا لمشروع صناعة السيارات مع شركة جاكوار » لإنتاج ٥٠ ألف سيارة سنوياً للأسواق العالمية والمحلية وذلك بحجم إستثمار يصل لـ ٤،٥ مليار ريال في مرحلته الأولى.

في السعودية المسيرة غالباً ما تتوقف بعد طرح النموذج الأولي، فهناك سيارة الغزال والتي هي عبارة عن نموذج إختباري لسيارة رباعية الدفع. الغزال أحدثت ضجة حين تم الكشف عنها وذلك بسبب التمويل الذي حصلت عليه والذي بلغ ١٠٠ مليون ريال ليكتشف الشعب السعودي لاحقاً أنها مجرد مشروع تخرج ولا نية لصنعها.

ثم ظهرت «أصيلة» وهي سيارة سيدان مصنعة في السعودية وبعد الفرح بصناعتها والضجة حولها إختفت وكأنها لم تكن ولم يعد هناك أي حديث عن أي جديد يتعلق بها.

تونس

في العام ٢٠٠٨ قام الشاب التونسي زياد قيقة بصناعة أول سيارة بأيدٍ تونسية. «واليس كار» قدمت سياراتها الأولى في معرض باريس للسيارات وأطلق عليها إسم «إيزس». لناحية الشكل السيارة تشبه الجيب «ويلز» الذي يعتمده الجيش الأميركي وقد تمت صناعتها بالتعاون مع شركة «بيجو سيتروين» التي وفرت التجهيزات الميكانيكية الأساسية.
ومنذ تأسيسها عام ٢٠٠٦ تم بيع ٧٠٠ سيارة أغلبها من نموذج «إيزيس» ولكن كان هناك مشاكل عديدة وذلك بسبب تكلفة الإنتاج العالية مقابل العائدات المنخفضة . البدايات الصعبة لم تمنع الشركة من إنتاج إيزيس ٢ التي ظهرت في العام ٢٠١٦ والتي لاقت رواجاً في تونس وفي دول الخليج العربي.

دبليو موترز

شركة أنشئت بيروت عام ٢٠١٢ وكانت أول مصنع لبناني للسيارات الرياضية. حالياً مقرها هو دبي وهي متخصصة في صناعة السيارات الفاخرة.
إستغرق تطوير العلامة التجارية هذه ٧ سنوات بالتعاون مع عدد من الشركات الاوروبية. أول نموذج هو لايكان هايبر سبورت وظهر في العام ٢٠١٣ وحصلت على ترويج كبير حين طلب من الشركة صنع ١٠ سيارات لتظهر في فيلم «فاست أند فيوريس» . مرافق ؤنتاجها الرئيسية في هي تورينو إيطاليا و هناك خطط لنقل المصانع والمرافق كلها للإمارات.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.