قررت وزارة الصحة شمول كافة الليبيين القادمين الى المملكة بالفحوصات اللازمة للكشف عن (مرض نقص المناعة المكتسبة «الايدز» والتهاب الكبد الوبائي بنوعية سي وبي) دون استثناء أية شريحة قادمة للعلاج او مرافقة المرضى، بعد رفض الوزارة ربط إجراء هذه الفحوصات بإجراءات الاقامة الملزمة بإجراء هذه الفحوصات بعد شهر من دخول المملكة.
وبررت الوزارة قرارها بمنع ظروف الاحتكاك، ما يسهل من عملية نقل المرض في حال وجوده.
كما عممت الوزارة على كافة المستشفيات المستقبلة للحالات الليبية بضرورة اجراء الفحوصات المذكورة فور دخول المريض المستشفى بغض النظر عن طبيعة الإجراء الطبي المنوي القيام به.
ويأتي هذا التشديد من قبل الوزارة بعد كشفها عن 10 إصابات بالايدز لمرضى ليبيين وارتفاع نسب الاصابة بالتهاب الكبد الوبائي بنوعيه الى 24 إصابة، وهي أرقام مرشحة للازدياد.
ولضمان الإجراءات وتنفيذا للقرار، أنهت وزارة الصحة ممثلة بإدارة الرعاية الصحية الاولية في الوزارة تحضير مختبر طبي متكامل في أحد الفنادق القريبة من المطار لإجراء كافة الفحصوصات. وتعمل الوزارة على تهيئة الكادر الخاص بهذه المختبرات.
وأكدت الوزارة أن هذا الإجراء يهدف الى حماية المواطنين الاردنيين وسرعة الكشف عن هذه الامراض لدى الليبيين للتنسيق مع حكومتهم لتحضير العلاج اللازم لهم ضمن أراضيهم نظرا للتكلفة العلاجية الكبيرة لهذه الامراض وضمن البروتوكول الخاص المتبع من قبل منظمة الصحة العالمية.
في السياق ذاته، كثفت وزارة الصحة، وعبر مديرية الأمراض السارية، جولاتها للتأكد من اتخاذ المستشفيات لإجراءات ضبط العدوى لاسيما في مراكز الاسنان الواقعة ضمن مسؤولية المستشفيات لسهولة انتقال عدوى هذه الامراض إذا ما تم إهمال إجراءات ضبط العدوى والتعقيم لاسيما في العلاجات السنية.
وكانت مصادر طبية أكدت ارتفاع نسبة الاصابة بمرض الايدز والتهاب الكبد الوبائي بين المرضى الليبيين، مبينة أن ذلك لا يعني أنها مرتفعة بين أفراد الشعب، فهي ضمن المعدل الطبيعي المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية.
من جهة ثانية، وإثر إعلان جمعية المستشفيات الخاصة توقفها عن استقبال المرضى الليبيين بسبب تراكم الفواتير، جدد وزير الصحة الدكتور عبد اللطيف وريكات تأكيده أن مستشفيات الوزارة في الشمال والجنوب تمتلك الامكانات اللازمة لاستقبال المرضى الليبيين الذين آثروا القدوم للعلاج في المملكة.
وأوضح أن المستشفيات الاردنية العامة والخاصة ممثلة بجمعية المستشفيات الاردنية ماضية في استقبال المرضى الليبيين كالمعتاد.
وقال الدكتور وريكات في تصريح صحفي أمس إنه تلقى اتصالا من رئيس جمعية المستشفيات الأردنية الدكتور نائل العدوان أكد فيه استمرار المستشفيات المنضوية تحت إطار الجمعية في استقبال المرضى وعلاجهم.
وتضم جمعية المستشفيات الأردنية في عضويتها 42 مستشفى خاصا وعاما بما فيها الخدمات الطبية الملكية ومستشفى الجامعة الأردنية ومستشفى الأمير حمزة.
وأشار إلى أنه سيتم تلافي جميع السلبيات التي اعترت مسألة استقبال المرضى الليبيين في البدايات بمزيد من التنسيق والتنظيم مع المستشفيات الخاصة التي أبدت استعدادها للاستمرار في استقبال المرضى وعلاجهم.
وبين الدكتور وريكات أن هناك اتصالات مباشرة مع المسؤولين الليبيين لتنظيم استقبال المرضى وتسوية جميع المسائل المتعلقة بقيم فواتير علاج المرضى الليبيين في المستشفيات الأردنية.
ولفت في هذا السياق إلى الزيارة المرتقبة لوزيرة الصحة الليبية للأردن خلال شهر آذار المقبل لبحث التعاون الصحي من جوانبه كافة وتعزيزه وتأطيره مؤسسيا وخاصة استقبال المرضى وإيفاد الكوادر الطبية والتمريضية الى ليبيا واستقبال الكوادر الصحية الليبية وتدريبهم في كلا البلدين الشقيقين.
من جهته الدكتور العدوان في مذكرة أرسلها أخيرا إلى وزير الصحة انه سيتم تسوية الأمور المالية العالقة مع الأشقاء الليبيين بعد قبولهم بمبدأ التحكيم.
وأشار بهذا الصدد الى ان عملية التحكيم فيما يتعلق بقيم الفواتير العلاجية سيتولاها مكتب استشاري تم الاتفاق عليه.
وبين الدكتور العدوان في مذكرته أن اللجنة الصحية الليبية المعتمدة في الأردن سددت حوالي 20 مليون دينار من فواتير علاج المرضى في المستشفيات التابعة للجمعية من أصل المبلغ الإجمالي للفواتير البالغ 50 مليون دينار.
ونوه في مذكرته إلى أن نسبة الحسومات على الفواتير العلاجية تتراوح بين 20 – 30% وان هذه المسألة في طريقها إلى الحل قريبا.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-yC