شركات اتصالات في الشرق الأوسط نحو عمليات دمج واستحواذ جديدة

تحت المجهر
5 ديسمبر 2017آخر تحديث : منذ 7 سنوات
شركات اتصالات في الشرق الأوسط نحو عمليات دمج واستحواذ جديدة

161025092601MDWB

تتجه شركات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا نحو موجة جديدة من صفقات الدمج والاستحواذ بحثاً عن التوسع والنمو في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الواعد، وذلك في إطار جهودها لسد الثغرات بإمكانياتها الحالية.

وبدأت شركات الاتصالات العالمية وفقاً لدراسة حديثة أجرتها شركة الاستشارات الإدارية ستراتيجي & (بوز أند كومباني سابقاً) التابعة لشبكة «بي دبليو سي»، بالتحول بشكل تدريجي إلى الاستثمار في المجالات الرقمية الناشئة والأسواق المتخصصة، من خلال صفقات الدمج والاستحواذ، بدلاً من حصر نفسها في نفس المجال، أي قطاع الاتصالات.

بلغ مجموع صفقات شركات الاتصالات العالمية 884 صفقة خلال عامي 2015 و2016، قدرت قيمتها بـ200 مليار دولار.

حيث ارتفعت نسبة التوسع في التقنيات ذات الصلة خلال 2015 و2016، ليصل مجموع الصفقات إلى 213 صفقة بلغت قيمتها 14 مليار دولار في تلك الفترة، مقابل 184 صفقة بقيمة 5.1 مليارات دولار خلال عامي 2013 و2014.

ولا تزال عمليات الدمج والاستحواذ في المنطقة خجولة نسبياً، حيث بلغت نسبتها 1% في عامي 2015 و2016. إلا أنه من المتوقع أن يحدث تغيير في هذا التوجه.

محرك
وقال شادي سميّرة، شريك في «ستراتيجي &» الشرق الأوسط: «سيحافظ حجم عمليات الشركات على أهميته بالنسبة لقطاع الاتصالات، وسيبقى المحرك الأساسي لدمج وتوحيد العمليات حيث إن العلاقة بين هوامش الربح وحجم العمليات أصبحت متقاربة لحد كبير.

ومع ذلك، تعمل الرقمنة على تغيير الحدود في القطاعات التقليدية، بشكل يسمح لعمالقة التكنولوجيا مثل أبل وآلفابيت بالتوسع بلا هوادة.

ليس فقط كونهم لا يولون أهمية كبيرة للعوائق الموجودة عند دخولهم مجالاً معيناً، بل لامتلاكهم بنية تحتية رقمية قوية تخولهم إطلاق منتجات وخدمات عبر مختلف القطاعات.

وينبغي لجميع مشغلي الاتصالات السير على نفس الخطى، والتوسع في المجال الرقمي ليصبحوا تكتلات رقمية».
وقال عمرو القسوس، الشريك في الشركة: «التحول نحو التوسع في قطاعات ذات صلة له هدف أساسي.

حيث تسعى شركات الاتصالات إلى تصنيف نفسها كمزود متكامل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولا سيما كشركات تعمل على تزويد الشركات الأخرى بحلول لأعمالها.

ومن المقرر أن ينمو سوق الخدمات المقدمة للشركات والخدمات المقدمة للأفراد في الخليج 12% خلال السنوات الثلاث القادمة، ليصل إلى 14.3 مليار دولار بحلول 2020.

وستشكل استشارات تكنولوجيا المعلومات وتكامل الأنظمة وعمليات تطوير البرمجيات جزءاً كبيراً من الميزانية المخصصة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وستساهم الخطط الاقتصادية الوطنية والتحول الرقمي بجزء كبير من هذا النمو، مع فسح المجال أمام الشراكات بين القطاعين العام والخاص».
ركائز

للاستفادة من تلك الفرص، يتوجب على مشغلي الاتصالات في المنطقة، أن يعالجوا على وجه السرعة النقص في إمكانياتهم في مجال الخدمات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من خلال عمليات الدمج والاستحواذ، والشراكات مع شركات التكنولوجيا سريعة النمو.

وقد وضعت ستراتيجي & أربع ركائز أساسية لشركات الاتصالات العاملة في المنطقة، لتفعيل خططها في مجال عمليات الدمج والاستحواذ:

1- هدف استراتيجي: إدارة أصحاب المصلحة الجدد وبلورة الأهداف والقوى الدافعة الاستراتيجية،

المجالات المستهدفة وخارطة الطريق لتوسيع البيئة الملائمة ونهج الاستثمار.

2- تحديد الفرص الاستثمارية: تبني نهج أكثر فعالية في التعامل مع التحديات/‏ مصادر استباقية وإعلام السوق بنية الاستحواذ وهيكلة فريق الدمج والاستحواذ وتقييم الفرص العالمية.

3- الحوكمة وإدارة الأداء: القبول بأهداف جديدة، مؤشرات الأداء المالي الرئيسية، مؤشرات الأداء التشغيلي الرئيسية ومجموعات أدوات إدارة الأداء.

4- نموذج تشغيلي عقب الصفقة: اعتماد المرونة لتلبية متطلبات الابتكار ومستويات التكامل وأبعاد النموذج التشغيلي.

وشدد تشارلي نخول، مدير أول في «ستراتيجي &» على ضرورة أن تمتلك شركات الاتصالات التي تتمتع بسيولة نقدية في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا مما تشهد نمواً وتقدماً خدمات رقمية، لميزة تنافسية وأن تتوقف عن التعامل مع الصفقات باعتبارها إجراء منفصلاً بحد ذاته.

وعوضاً عن ذلك، عليها أن تدرك طبيعة التعاملات في المجال الرقمي كونها ترتبط بشكل وثيق باستراتيجية الشركة تجاه الأنشطة الحالية وتعتمد على التخطيط الدقيق.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.