يطلق كبار المطورين العقاريين من داخل الإمارات وخارجها عدداً من المشاريع الفاخرة في قطاعات الضيافة والتجزئة والخدمات التجارية، خلال معرض “سيتي سكيب – أبوظبي” الذي ينطلق اليوم في “مركز أبوظبي الدولي للمعارض”، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار انخفاض أسعار النفط وحال الضبابية مع ضعف الطلب وزيادة العرض، إلى حدوث مزيد من الانكماش في أسعار الوحدات السكنية والإيجارات.
وتشهد دورة العام الحالي من المعرض مشاركة عدد من المطورين الإماراتيين الذين سيعرضون أحدث مشاريعهم للمستثمرين الحاضرين من داخل الدولة وخارجها. كما تستعد مجموعة من العارضين لتقديم عروض حصرية على هامش المعرض، وفقا لصحيفة “الحياة”.
وقال مدير “سيتي سكايب – أبوظبي” لدى “إنفورما للمعارض”، وهي الجهة المنظمة، كارلو شمبري: “كل المؤشرات تظهر أن اليوم الأول سيكون مزدحماً ومليئاً بالفرص خصوصاً في وجود الكثير من المشاريع التي تعرض للمستثمرين بأسعار تفضيلية ونتوقع إتمام عدد كبير من الصفقات”.
وأضاف: “من أبرز النشاطات والفعاليات في دورة العام الحالي مؤتمر نظرة على سوق أبوظبي الذي سيكشف النقاب عن أحدث التوجهات والمبادرات في الإمارة بما فيها التطورات المستقبلية والقوانين والتشريعات العقارية الجديدة”. وأعلنت “الدار العقارية” إطلاق مشروع للفلل السكنية في جزيرة ياس قرب مطار أبوظبي الدولي بقيمة ستة مليار درهم (1.6 مليار دولار).
وقال المدير العام لشركة “أستيكو أبوظبي”، جيري أواتس: “العروض التي نقدمها في سيتي سكايب أبوظبي لهذا العام تتضمن مجموعة من المشاريع المقامة في مناطق جذابة جداً وبخيارات أسعار مصممة لفتح شهية جميع المستثمرين”. وستعرض الشركة مشروعين سكنيين في “نخلة الجميرا” بدبي وهما “دبي أنانتارا ريزيدينس” و”دوكس أوشينيا” اللذان يضمنان عائداً على الاستثمار بنسب 10 و15 في المئة بين ثلاث وخمس سنوات على التوالي.
وستقدم “ترافيلغر بروبريتز” أربعة مشاريع بأسعار مخفضة في أنحاء المملكة المتحدة تتضمن 100 وحدة ضمن مجموعة بنايات “رويال وارف في لندن”، والتي ستكون متوافرة بخصم بنسبة 15 في المئة حصرياً للمستثمرين في “سيتي سكايب”.
ويأتي “سيتي سكايب” في دورته الحالية وسط جدل حول مستويات أسعار الوحدات السكنية أو الإيجارات إذ تؤكد الشركات المتخصصة بقاء متوسط أسعار الإيجارات السكنية مستقراً فيما تواجه المكاتب التجارية ضعفاً في مستويات الطلب.
ووفقاً لتقرير “نظرة على سوق أبوظبي” للربع الأول من شركة الاستشارات العقارية العالمية “سي بي آر إي”، تواصل المساكن توليد طلب قوي مع نمو متواضع في مستوى الإيجارات يصل في بعض الحالات إلى 2 في المئة بينما شهدت الوحدات السكنية الأكبر وبعض العقارات الفاخرة في العاصمة انخفاضاً طفيفاً في إيجاراتها.
وقال رئيس قسم بحوث واستشارات الإمارات في الشركة، ماثيو غرين: “ظلت معدلات الإيجار في مناطق مثل الكورنيش والخالدية عالية مع وصول إيجارات شقق الغرفة الواحدة إلى 120 ألف درهم (33 ألف دولار) سنوياً وشقق الغرفتين إلى 180 ألفاً، وبقيت المساكن في المواقع المركزية الخيار الأكثر رواجاً بين الأسر الصغيرة والأفراد، وذلك لسهولة الوصول إلى شبكات النقل والقرب من مجموعة متنوعة من المرافق الاجتماعية والمؤسسات التجارية». وتابع: «مع استمرار النقص في المساكن الميسورة الكلفة في العاصمة، ستظل مستويات إشغال المساكن المنخفضة التسعير قوية وسط النمو المطرد في تكاليف المعيشة”. ولفت إلى أن سوق مبيعات الوحدات السكنية بقيت مستقرة خلال الربع الحالي مع ضعف الشهية للشراء. ولم يكن هناك تغيير كبير في متوسط سعر العقارات السكنية الذي ظل مستقراً على نطاق واسع.
وقال غرين: “نتيجة تأثر أساسيات السوق، أصبح الشاغلون الآن أكثر حذراً في نهج الإنفاق، مع ملاحظة تزايد الانتقال إلى المكاتب الجديدة خلال الفصول الأخيرة بهدف خفض النفقات، ونتيجة لذلك بدأ المُلاك في إظهار استعداد أكبر للتفاوض مع المستأجرين، في شأن خفض الإيجارات وزيادة “الفترات المجانية من دون إيجار”.
وختم قائلاً: “وسط فترة طويلة من الضبابية وتزايد أخطار السوق أصبح القطاع غير النفطي عنصراً متزايد الأهمية للاقتصاد الكلي، لكن مع توقع استمرار بقاء أسعار النفط منخفضة، ينتظر استمرار نمط الربع الأول من السنة حتى نهايتها، مـع ضـعف الطلب وزيــادة العرض، وبالتالي نتوقع حدوث مزيدٍ من الانكماش في الإيجار”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-bPH