اذا ذبل عقل المرأة ومات، ذبل عقل الأمة بأكملها وماتت” هذا ماقيل قديماً في مدح المرأة، لتسطرها الأجيال وتتوارثها عبر الأزمان، فقد وُليت المرأة خلال الحقب الزمنية الماضية امتداداً إلى زمنا هذا، مناصب قديرة رفعت من شأنها ومكانتها في شتى الأنحاء، فالمرأةُ كالعشب الناعم ينحني أمام النسيم، ولكنه لا ينكسر للعاصفة، هذا ما حدث تماما مع “امرأة التاريخ الخارقة” كما أجدها، أو “المرأة الحديدية” كما وان سنحت لي الفرصة في وصفها.
امرأة “الخير والعطاء” سلوى أخنوش صاحبة المسيرة الحافلة بالإنجازات والنجاحات بالرغم من كثرة العراقيل التي تعتري طريق المرأة العربية في كافة مراحل حياتها، لكنها جاءت لتبرهن للعالم بأنها امرأة “قوية” ان لزم الأمر وقادرة على العمل وتغيير مفاهيم المجتمع عن المرأة العاملة، وقادرة على تحقيق ما لايستطيع تحقيقه الرجال، وكأنها برزت لتخوض معركة التحدي والفوز في فترات حياتها.
شقت سلوى أخنوش بداية طريقها الحقيقية بقوة حينما دخلت عالم المال والاعمال وافتتاحها لأكبر مول تجاري بالمغرب بتكلفة قاربت خمسة ملايين درهم كأول مشروع تجاري ضخم ومن ثم اتسعت مهمات اعمالها على نطاق واسع في مجال الإستثمار ففتح الحظ أبوابه المشرقة أمامها، الأمر الذي استدعى إقبال كبير عليها من فئة المجتمع المغربي لتكون جزأ منه تشعر بهمومه واوجاعة واقفة على احتياجاته بانسانيتها المتناهية، ومن هنا كانت انطلاقتها الاولى في عالم المال والأعمال والصفقات الدولية.
من جهة اخرى وصلت سلوى اخنوش الى مراحل متقدمة فاقت كل التوقعات، واستطاعت أن تثبت لمن حولها بأنها قادرة على الوصول إلى القمة، بالرغم من كل الظروف التي تحيطها.
أن أهم مايميز سلوى أخنوش عن غيرها في مجال العمل قوة شخصيتها، وشجاعتها، وحكمتها في في التعامل المواقف، وقدرتها على مواجهة الأزمات والعثرات والتحديات، ومعرفتها الكاملة لنقاط القوة والضعف لكافة الأطراف، باختصار، فإنَّ أكثر مايميز سلوى أخنوش عن غيرها شخصيتها القيادية ورؤيتها الثاقبة.
وتعد سلوى أخنوش من القياديات النسائية القليلة التي توازن بين عملها وعائلتها وتعطي كل جهة حقها، بالإضافة إلى مهاراتها العالية في ادراة الوقت، و تستطيع أن تعيش حياتها بتوازن تام وتمارسها بشكل منظم لا يؤثر فيها سلبا، إذن فهي قادرة على تحمل أعباء المنزل والعمل معاً وتستطيع أن تدير شؤون اسرتها على أكمل وجه دون أن يعرقل العمل مسيرتها ، فهي معيل آخر لدخل آخر على الأسرة وذات نفوذ وقرارات حازمة، فبالتخطيط المسبق والتفكير العميق وبعمل دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريعٍ التي تطلقها قبل البدء فيها، هي من أبرز مقومات نجاحها في حياتها العلمية والعملية. فأنَّ طموحها واصرارها وعزيمتها هو السر الحقيقي لوصولها الى مرادها.
فإمرأة الحديد كانت بمثابة طفرة جديدة من نوع آخر، والتي مثلت شريحة معينة من النساءالمغربيات بمكانتها الإجتماعية وانجازاتها الإقتصادية، وأثبتت بطريقتها أنَّ عالم “المال والأعمال” ليس حكراً فقط على الرجال، بل المرأة أيضا تستطيع دخول هذا المجال وجني أرباحاً طائلة، وإقامة شركات استثمارية وعلاقات داخلية وخارجية وأيضاً قادرة على المساهمة في تحسين الإقتصاد.
السبب الذي جعل نجمها يلمع ويصدح، ليتناثر صداها مدوياً ومعانقاً عنان السماء، ولتترك بصمة تاريخية عميقة..فهي “أنثىى” كظاهرة “البرق البركاني” لا تتكرر.
سلــــــــــــــــوى أخنــــــوش … ولدت لتــــــــــــكون سيدة أعمال
نشأت سلوى الادريسي أخنوش في اسرة مغربية سوسية تافراوتية ثرية فجدها والد امها أكبر تجار الشاي في المغرب، “الحاج حماد الفكه” وولدها حسن راجي تاجر شاي السلطان المعروف في المغرب واللذان يرتبطان بعلاقة عمل وصداقها وثيقة توجت بالمصاهرة، تزوجت سنة 1993 من الوزير ورجل الأعمال المغربي ”عزيز أخنوش”، وزير الفلاحة والصيد والمدير التنفيذي لمجموعة “أكوا”، لتوزيع المنتجات النفطية الذي يعد من اثرياء المغرب.
دخلت عالم الاعمال عام 1993 من خلال حصولها على وكالة “زارا” للملابس, بعدها قامت بافتتاح متجر “زارا هوم”، المخصص لعالم للأدوات المنزلية، ومنه هنا بدأت الخطوة الاولى في مسيرة نجاح سيدة الأعمال الحديدية التي استطاعت ان تسطر اسمها بأحرف من ذهب في عالم المال والأعمال.
اكســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــال اكبر شركـــــــــــــــــــــة وكالات عالميــــــــــــــــــة في المغرب
بدأت شركة اكسال نشاطها فعلياً عام 1993 إلا انها لم تحصل على اسمها الحالي إلا في عام 2004 حين تم تحويلها الى شركة قابضة متخصصة في الوكالات العالمية ومنذ ذلك الحين والشركة تعمل على ادخال اهم الوكالات العالمية الا المغرب بعد البداية التي ذكرناها سابقاً “زارا” و” زارا هوم” فتم ادخال “دولتي ماسيمو” و “لاسينزا “… من هنا فقد اصبحت اكسال هي البوابة المغربية المنفتحة على العالم.
كما وتعمل الشركة بالإضافة الى العلامات التجارية في مجال التقسيط والعقار والمتاجر الكبرى.
ونتيجة للحرفية العالية التي تتمتع بها المجموعة حظيت بثقة مجموعات دولية مرموقة كالمجموعة الإسبانية الكبرى في مجال الألبسة “أنديتيكس” و”جاليري لافييت” التي منحت الامتياز الحصري لمجموعة أكسال في استغلال الاسم التجاري للشركة الفرنسية في “موروكومال” المشروع الضخم الذي تتكفّل به المجموعة.
مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوروكو مول الاضخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــم في افريقيا
أضخم مركز تجاري في أفريقيا والعالم العربي وهو Morocco Mall الذي يعدّ من أكبر المشاريع التي قامت بها سيدة الأعمال وافتتحته سنة 2011, بحضور أميرة المغرب، والمغنية العالمية، جنيفر لوبيز, ويقام المول على مساحة عشرة هكتارات منها 200 ألف متر مربع مبنية و 70 ألف متر مربع على طول كورنيش العاصمة الاقتصادية مخصصة للمحلات التجارية وموقف للسيارات تصل مساحته إلى 90 ألف متر مربع.
ويتضمن المركز التجاري الذي يتميز بسقف زجاجي تصل مساحته إلى 20 ألف متر مربع، مطعم مركزي لأكلة البيتزا تقارب مساحته مساحة ملعب لكرة القدم، وسوق مربع ممتاز علاوة على أربعين مطعما كما يتوفر على قاعة للعروض السينمائية بتقنية ثلاثية الأبعاد وفضاء للتزحلق على الجليد لاحتضان مسابقات وعروض فنية إضافة إلى فضاء مخصص للصناعة التقليدية المغربية، وقد كلف المول أكثر من 5 مليار درهم، يضم مئات المحلات، المطاعم، أحواض أسماك ضخمة، وحلبة للتزلج على الجليد. وقد شيد المركز على مساحة عشرين هكتارا ويتميز هذا المركز التجاري بجذب حوالي 14 مليون زائراً يحظون بوجود 200 علامة تجارية وطنية ودولية تمثل أنشطة مختلفة ومتاجر الألبسة والإكسسوارات ومحلات للمجوهرات لبيع الساعات والمنتوجات الفخمة وغيرها.
هذا وقد ساهم المركز في خلق 5000 وظيفة مباشرة و21,000 فرصة عمل غير مباشرة. كما شارك في البناء حوالي ال-10000 شخص.
وتحول مركزها التجاري إلى واجهة تجذب سياح بلدها، مما مكّنها كسيدة أعمال مغربية ناجحة أن تتجاوز شهرتها حدود المغرب.
yan and one
بعد ما يزيد عن 3 اعوام من العمل، والجهد المتواصل ودراسة وتحليل أوضاع السوق أطلقت سلوى إدريسي أخنوش ماركة تجارية لمواد التجميل تحمل اسماً يجمع الأمازيغية بالأنجليزية ” yan and one”.
وتمتد مساحة المتجر الذي سيعرض مختلف منتجات التجميل والعطور والنظافة والعناية والإكسسوارات والشاي التجميلي والمعالج، على 3500 متر مربع، ويضم أكثر من ألف شاشة إلكترونية ستجعل منه أول متجر ذكي لمستحضرات التجميل.
وعملت اخنوش على تصميم متجر بلمسة ذكية وعالمية، اثار انتباه كل من تجول داخله وكأنه يتصفح صفحات الجمال داخل المجلات النسائية.
ومن الجدير بالذكر أن 90 في المئة من منتجات علامة YAN&ONE مستخلصة من زيوت واعشاب طبيعية مغربية من ضمنها زيت الأرجان وزيت التين الشوكي، ويتم تصنيعها في أكبر المصانع والمختبرات في سويسرا وإيطاليا وفرنسا وكوريا.
رائدة العمل التطوعي والخيري
جــــــــــــــــــــــــــــــــــوائز عالميــــــــــــــــــة تؤكـــــــــــــــــــــــــد ريادتها
ولان الريادة نهجها والتميز عنوانها لذا حجزت سيدة الاعمال سلوى اخنوش لنفسها مكانا متقدماً بين رواد الأعمال والمشاريع الكبرى في العالم قادها لتحقيق النجاح تلو النجاح بمسيرة زاخرة بالانجازات لتحصد العديد من الجوائز العالمية وتكرم من اعرق مؤسسات التقييم العالمية، وتتويجاً جودها صنفت ضمن اول 20 سيدة اعمال في الوطن العربي, كما اختارتها مجلة “جون أفريك” الفرنسية ضمن لائحة الشخصيات الأكثر تأثيرا في إفريقيا, كما وجاءت ضمن قائمة أول 100 شخصية قيادية والاولى في المغرب، بالإضافة الى تكريمها من صحيفة “فاينانشال تايمز” ومن كتاب مجتمع الأعمال الذي يستشهد بأمثالها بين سيدات الأعمال الأكثر تأثيراً في العالم العربي.
-
حصـــــــــــــــــــــري لمال وأعمـــــــال يمنع الاقتباس او اعادة النشر