تقام تحت شعار “نحو امدادات طاقة خالية تماماً من الانبعاثات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها”
ألقى سعادة/ سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي الكلمة الافتتاحية في “القمة الثامنة لرواد طاقة الصحراء” التي تنظم يومي 13 و14 نوفمبر الجاري، بفندق جروفنر هاوس -دبي، بتنظيم من مؤسسة “Dii”، ودعم من منظمة التنمية والتعاون للربط العالمي للطاقة، وجامعة الدول العربية، والشبكة الأوروبية الخليجية للطاقة النظيفة.
وجمعت القمة في دورتها الثامنة لهذا العام خبراء عالميين من القطاعين الحكومي والخاص، وقادة إقليميين ودوليين للعمل على سوق الطاقة المتجددة في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط وتركيا وتعزيز التوجه العالمي نحو إمدادات طاقة خالية من الانبعاثات، وذلك من خلال جلسات حوارية وورش عمل يديرها خبراء في مجال الطاقة المتجددة على مدار يومين.
وفي كلمته الافتتاحية، قال سعادة/ سعيد محمد الطاير: “إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في “القمة الثامنة لرواد طاقة الصحراء” التي تنعقد اليوم في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت شعار ” نحو امدادات طاقة خالية تماماً من الانبعاثات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها”، بما يؤكد اهتمام قيادتنا الرشيدة الممثلة في سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، بالتنمية المستدامة، ورؤيتها الثاقبة في استشراف المستقبل وتحقيق أهداف مئوية الامارات 2071 لتأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل للأجيال المقبلة، ورفع مكانة الدولة لتكون أفضل دولة في العالم. وترجمة لرؤية القيادة الرشيدة، حققنا إنجازات محلية وعالمية، حيث فزنا مؤخراً بالجائزة العالمية للتميز من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM) كأول مؤسسة خارج أوروبا تحصل على هذه الجائزة المرموقة، وأول مؤسسة تحصل عليها من المرة الاولى للمشاركة، لتدخل الهيئة بهذا الانجاز الرائد المؤشر العالمي للتميز في الفئة البلاتينية، وهي أعلى تصنيف للتميز عالمياً في هذا المؤشر. كما حصدت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء بحسب نتائج تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2018 الصادر عن البنك الدولي، والذي يقيس سهولة ممارسة أنشطة الأعمال في 190 دولة حول العالم”.
وأضاف سعادته: ” لقد اتخذت دولة الامارات العربية المتحدة قرارات حاسمة وفعالة لمواجهة تحديات البيئة والتغيير المناخي، والاستعانة بتقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة وخصوصاً الطاقة الشمسية، بما يحقق التوازن بين النمو الاقتصادي واستدامة الموارد الطبيعية والبيئية وحفظها للأجيال القادمة. ولا يجب نُغفل دور التعاون الدولي في مجال الطاقة المتجددة من أجل دعم زيادة وسرعة نشر مشاريع الطاقة المتجددة على نطاق واسع في المناطق الصحراوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإدماجها في أنظمة الطاقة المرتبطة والمتكاملة لمزيد من الفوائد المحلية والإقليمية، حيث يجب علينا التركيز على القضايا العملية ومعالجة التحديات التي تؤثر على تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة وتمكين الجهود المشتركة لتوفير التوجيه الاستراتيجي لدعم وتحسين السوق. ونحن في دبي لدينا نظرة شمولية لقطاع الطاقة تراعي معالجة مسائل أمن الطاقة واستدامتها وكفاءتها وترشيد استهلاكها، وتساهم في تحقيق أهداف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 التي أعلنها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله ، لرفع مساهمة الطاقة النظيفة إلى 50 % بحلول عام 2050، وكذلك استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، التي تهدف إلى توفير 7% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و25% بحلول عام 2030 و75% بحلول عام 2050، وتحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، لتكون الإمارة ضمن المرتبة الأولى عالمياً بين المدن الأقل في البصمة الكربونية. ويبرز موضوع ادارة الطلب على الطاقة كأحد أبرز تحديات القرن الواحد والعشرين للمجتمع الدولي، ومع الارتفاع العالمي الكبير في معدلات الطلب على الطاقة من الكهرباء والمياه والنفط والطاقة الأحفورية وغيرها، تظهر الحاجة الملحّة إلى ترشيد استخدام الطاقة وإدارة الطلب عليها لضمان الاستدامة البيئية ووقف هدر الموارد. وفي هذا الإطار، نسعى لتحقيق استراتيجية ادارة الطلب على الطاقة والمياه لخفض استهلاك الطاقة والمياه بنسبة 30% بحلول 2030، واستراتيجية خفض الانبعاثات الكربونية التي تهدف لخفض هذه الانبعاثات بنحو 16% بحلول 2021. وتبلغ قيمة الاستثمارات اللازمة على مدى السنوات الخمس القادمة، لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه في الإمارة حوالي 81 مليار درهم، وسيوفر ذلك فرصاً استثمارية كبيرة، وسيساهم في دعم نمو الاقتصاد الأخضر وخلق ميزة تنافسية للدولة في مجال تقنيات الطاقة النظيفة وكفاءة الطاقة”.
وأوضح سعادته: “لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجيات الواعدة تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي وفق منظومة متكاملة من خطط التوسع في المشاريع والأنشطة على مختلف المحاور من خلال مبادرات وإجراءات عملية للوصول لأعلى مستويات الكفاءة والاعتمادية الممكنة، حيث كانت نتيجة جهود الهيئة متميزة بكل المقاييس، وجرى إدخال العديد من عمليات التطوير والتحسين على العمليات الانتاجية والتشغيلية، بهدف رفع الكفاءة وتخفيض التكاليف. ومن أهم مشاريعنا مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي ستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، ويعد المشروع الأكبر من نوعه في العالم في موقع واحد بنظام المنتج المستقل، وباستثمارات تصل قيمتها إلى 50 مليار درهم. وسيسهم عند اكتماله في خفض ما يقارب 6.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، بما يعزز التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر في دبي. وقد تم بنجاح استكمال المرحلة الأولى من المجمع بقدرة 13 ميجاوات عام 2013، وتم تشغيل المرحلة الثانية من المجمع بقدرة 200 ميجاوات في شهر مارس الماضي، ونحن ماضون في انجاز المرحلة الثالثة لإنتاج 800 ميجاوات من الكهرباء التي سيتم استكمالها بحلول عام 2020. وكما تعلمون، أطلق سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ، رعاه الله، أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركَّزة في العالم بنظام المنتج المستقل في موقع واحد، بقدرة 700 ميجاوات وبتكلفة تصل إلى 14.2 مليار درهم، ضمن المرحلة الرابعة في المجمع. ويمتاز المشروع بأطول برج شمسي في العالم بارتفاع يصل إلى نحو 260 متراً. وسيتم تدشين المشروع على مراحل بدءاً من الربع الأخير من عام 2020 . وستنتهي الأعمال الإنشائية في مركز البحوث والتطوير في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في نهاية هذا العام. ويصل مجموع الاستثمارات في البحوث والتطوير إلى 500 مليون درهم حتى عام 2020، وتتمحور أعمال المركز حول أربعة مجالات رئيسية تشمل إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، تكامل الشبكة الذكية، كفاءة الطاقة، والمياه. وفي خطوة ريادية لاستخدام مزيج من المصادر الجديدة لتوليد الطاقة الكهربائية، حققنا تقدماً في دراسات الأعمال الهندسية لمشروع المحطة الكهرومائية لتوليد الكهرباء بالاستفادة من المياه المخزنة في سد حتا، والتي تعد المحطة الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، بقدرة انتاجية تصل الى 250 ميجاوات”.
وتابع سعادته: “بدأ العمل في المبنى الرئيسي الجديد للهيئة، والذي يحمل اسم “مبنى الشراع”، حيث سيعد أطول وأكبر وأذكى مبنى حكومي في العالم يحقق صفر في انبعاثات الغازات الكربونية. كما حققنا تقدماً في مبادراتنا الذكية الثلاث التي أطلقناها في عام 2014 دعماً لمبادرة “دبي الذكية” التي أعلنها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، لجعل دبي المدينة الأذكى والأسعد في العالم. وقد لاقت المبادرة الأولى “شمس دبي” التي تهدف إلى تشجيع أصحاب المنازل والمباني على تركيب ألواح كهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وربطها مع شبكة الهيئة، رواجاً كبيراً وربطنا أكثر من 450 نظاماً شمسياً على أسطح المباني في إمارة دبي، ولدينا طلبات بقدرة إنتاجية تفوق 180 ميجاوات في مراحل مختلفة من التنفيذ. أما مبادرتنا الثانية، وهي التطبيقات الذكية من خلال الشبكات والعدادات الذكية، فتساهم في رفع الكفاءة وتسمح للمتعاملين بالاستهلاك الأمثل للطاقة والمياه. وفيما يخص مبادرتنا الثالثة “الشاحن الأخضر”، فقد قمنا بتركيب 100 محطة شحن كهربائية في كافة أنحاء إمارة دبي، ونعمل حالياً على إنشاء 100 محطة كهربائية أخرى. وتشكل الشبكة الذكية مكوناً أساسياً في استراتيجية هيئة كهرباء ومياه دبي لتطوير بنية تحتية متقدمة لدعم مساعي دبي لتصبح مدينة ذكية وسعيدة حيث تضم الشبكة الذكية عدة برامج باستثمارات تصل إلى 7 مليارات درهم وسيتم الانتهاء منها في مراحل قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل بين عامي 2014 إلى 2035″.
واختتم سعادته بالقول: ” إن تلبية الطلب العالمي على الكهرباء بطريقة نظيفة وخضراء، و دعم تحقيق اهداف التنمية المستدامة 2030 “SDG’s” الصادرة من الأمم المتحدة من شأنها خدمة التنمية المستدامة للبشرية جمعاء، حيث ان تنوّع مصادر الطاقة وخاصة الطاقة المتجددة من شأنه الارتقاء بنوعية الحياة وتشجيع تطبيقات استخدامها لتحقيق مستقبل مشرق لكافة شعوب الأرض من خلال تطوير صناعة الطاقة التقليدية والتقليل من تأثيراتها البيئية والعمل على تطوير طاقات متجددة وبديلة وزيادة حصتها في مزيج الطاقة العالمي”.
وقد اختتمت فعاليات القمة بزيارة ميدانية قام بها ضيوف القمة إلى مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بمنطقة القدرة.