خلال مشاركته في حلقة نقاشية ضمن فعاليات منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع 2017
أكد سعادة سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، خلال مشاركة في جلسة نقاشية بعنوان «إدارة المشاريع التنموية» ضمن فعاليات الدورة الرابعة من «منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع»، الذي تنظمه هيئة الطرق والمواصلات في دبي، سعي هيئة كهرباء ومياه دبي لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز التنمية المستدامة الشاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر تبني المنظور الثلاثي الأبعاد للتنمية المستدامة؛ الذي يشمل المجتمع والبيئة والاقتصاد في جميع مشاريعها التنموية، واعتمادها أفضل الممارسات العالمية وأحدث الأساليب في إدارة مشاريعها، من أجل ضمان المستوى العالمي من الاعتمادية والكفاءة والسلامة .
جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية، التي عقدت في مدينة جميرا بدبي، وضمت إلى جانب سعادة / سعيد محمد الطاير، كلاً من سعادة / خلف الحبتور، رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، وسعادة / فرودي مورينج، المنسق المقيم للأمم المتحدة، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأدارها الدكتور / خالد حمدي، مستشار المدير العام لشؤون المشاريع في هيئة الطرق والمواصلات-دبي.
وفي معرض حديثه عن أهمية إدارة المشاريع المرتبطة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، قال سعادة /سعيد محمد الطاير: “نعمل في الهيئة لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية لجعل الدولة من أفضل دول العالم، ونقوم في الهيئة بإدارة مشاريعنا وفقاً لأفضل الممارسات العالمية مع الأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الثلاثة للاستدامة الموجودة في خريطتنا الاستراتيجية، وهي تشمل الأبعاد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. وسابقاً اعتمدت هيئة كهرباء ومياه دبي نموذج الهندسة والمشتريات والبناء (EPC) لمشاريع انتاج الطاقة. ومنذ عام 2014 باتت هيئة كهرباء ومياه دبي رائدة في إدارة المشاريع وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة (IPP) ، الذي يتميز بالعديد من المزايا الاجتماعية والاقتصادية ، مكنت الهيئة من تحقيق نتائج عالمية المستوى ووضعت معياراً عالمياً جديداً من خلال تحقيق أرقام قياسية عالمية في أسعار الطاقة الشمسية (5.6 سنت / كيلووات ساعة للمرحلة الثانية بقدرة 200 ميجاوات في 2015 و 2.99 سنت / كيلووات ساعة للمرحلة الثالثة بقدرة 800 ميجاوات في 2016) و7.3 سنت لكل كيلووات ساعة للمرحلة الرابعة بتقنية الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميجاوات، وهو السعر الأدنى عالمياً بنظام المنتج المستقل. وأدت المنافسة التي أطلقتها الهيئة بين المُطورين في مشاريع المنتج المستقل للطاقة إلى انخفاض كبير في الإنفاق الرأسمالي لكل ميجاوات من الطاقة المركبة مقارنة مع نموذج الهندسة والمشتريات والبناء، مما أدى إلى استخدام أكثر كفاءة للموارد الاقتصادية المتاحة. واجتذبت هيئة كهرباء ومياه دبي استثمارات عملاقة إلى الدولة من القطاع الخاص والمصارف الأجنبية، مما أدى إلى زيادة التدفقات النقدية إلى اقتصاد دبي ودولة الإمارات. وتركز الشركات التي أنشأتها الهيئة وشركاؤها من القطاع الخاص على التوظيف ونقل المعرفة للموظفين إلى مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يعود بالفائدة المباشرة على المجتمع المحلي. وحالياً تمتلك الهيئة أكثر من 4000 ميجاوات من مشاريع المنتج المستقل للطاقة قيد التنفيذ، بالشراكة مع القطاع الخاص، وإجمالي استثمارات تزيد عن 32 مليار درهم. ومن خلال هذا النموذج قمنا بتوفير أكثر من 26 مليار درهم سمحت لنا بالاستثمار في مشاريع البنية التحتية الأخرى، ونتوقع أن تولد مشاريع المنتج المستقل للطاقة التي يجري تطويرها حالياً آلاف الوظائف خلال دورة عملها. وفي المجال البيئي دعني أخبركم بأن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية سيولد 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، مما سيسهم في تخفيض أكثر من 6.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. وهو أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة”.
وفي إجابة حول مشاريع الطاقة المستدامة التي تخطط لها الهيئة، وكيف تأخذ الاستدامة في الاعتبار في إدارة مشاريعها، قال سعادته: ” الهيئة هي أول مؤسسة حكومية تتبنى الاستدامة كجزء من رؤيتها. وتطورت استراتيجية الهيئة لتضمين الأبعاد الثلاثية للاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي توفر لنا استراتيجية متكاملة ومستدامة للأعمال. ولدينا رؤية واضحة تتمثل في استراتيجية الطاقة النظيفة 2050، حيث نقوم بتأمين إمداداتنا من خلال تنويع مزيج الطاقة، لتشمل الطاقة النظيفة لتوفير 7٪ من إجمالي إنتاج الطاقة في دبي من الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و25٪ بحلول عام 2030، و75٪ بحلول عام 2050. كما وضعت دبي استراتيجية الحد من انبعاثات الكربون تهدف إلى خفض 16٪ في انبعاثات الكربون بحلول عام 2021. وستحقق مشاريع توليد الكهرباء والمياه لتحسين الكفاءة، وفورات تراكمية تصل إلى 70 مليار درهم، كما ستسهم في خفض انبعاثات الكربون بمقدار 235 مليون طن بحلول عام 2030. وتهدف استراتيجية إدارة الطلب على الطاقة التي أطلقتها إمارة دبي، لخفض الطلب على الطاقة والمياه في دبي بنسبة 30٪ بحلول 2030 . وتتضمن الاستراتيجية 8 برامج ترتبط جميعها بكافة مناحي حياتنا اليومية، وتشمل مواصفات وأنظمة البناء الأخضر، وإعادة تأهيل المباني القائمة، والتبريد المركزي للمناطق، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي وأنظمة الري عالية الكفاءة، وبطاقات ومواصفات كفاءة الطاقة للأجهزة والمعدات، ورفع كفاءة أنظمة إنارة الشوارع، بالإضافة إلى مبادرة شمس دبي والمتعلقة بتركيب الألواح الكهروضوئية على أسطح المباني لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. وقد أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي عدداً من المبادرات لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة والمياه من خلال برامج إدارة الطلب على الطاقة التي تشمل إعادة تأهيل المباني وتوفير فرص استثمارية بقيمة 30 مليار درهم حتى عام 2030، إضافة إلى مبادرات أخرى. وعلاوة على ذلك فإننا في إطار مبادرة شمس دبي، نشجع أصحاب المباني على تركيب الألواح الكهروضوئية في مبانيهم لإنتاج الكهرباء، حيث تقوم الهيئة بربطها بشبكتها، وبالتالي إنتاج الطاقة النظيفة، بالإضافة لمبادرة التطبيقات الذكية من خلال شبكات وعدادات الذكية، ومبادرة الشاحن الأخضر، وتهدف إلى تعزيز النقل المستدام من خلال تشجيع المجتمع على استخدام السيارات الكهربائية، وتحلية المياه بالطاقة الشمسية. وتشمل البرامج والمبادرات الخضراء الأخرى، صندوق دبي الأخضر، الذي تبلغ قيمته 100 مليار درهم، ويشجع الاستثمار الأخضر والتنمية الخضراء، والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر (WGEO) أول منظمة رائدة عالمياً في الاقتصاد الأخضر تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي . كما استطعنا رفع القدرة الإنتاجية بحوالي 900 ميجاوات من خلال مبادرات لرفع الإنتاجية والكفاءة باستخدام تقنيات مبتكرة ومن دون الحاجة إلى إضافة مولدات جديدة. وحالياً يتم استخدام الحرارة المفقودة أثناء انتاج الكهرباء لتحلية المياه. حيث يتم انتاج 67% من المياه دون حرق وقود اضافي. ووفق الاستراتيجية الموضوعة فإن 100% من انتاج دبي من المياه المحلاة عام 2030، سيأتي من مزيج من الطاقة النظيفة الذي يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والاعتماد على استخدام الحرارة المفقودة. وقامت الهيئة بدراسة لتحسين انتاج المياه بينت الجدوى الفنية والاقتصادية لاستبدال الحلول التي ترتكز على درجات الحرارة المرتفعة (MSF) لتحلية مياه البحر باستخدام أحدث تقنيات التناضح العكسي (RO) والاعتماد على الطاقة الشمسية حيث يتم انتاج المياه من خلال هذه الطاقة النظيفة والرخيصة. ومن المتوقع أن تصل القدرة الانتاجية لاستخدام تقنية التناضح العكسي إلى 305 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً بحلول العام 2030، بارتفاع يصل إلى 41% مقارنة بـ 5% من اجمالي الانتاج في وقتنا الحالي، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار أن القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة سترتفع عام 2030 لتصل لـ 750 مليون جالون يومياً مقارنة بـ 470 مليون جالون يومياً حاليا”.
وحول جهود الهيئة في مجال العمل المجتمعي والتطوعي، أوضح الطاير: “تعتبر مبادراتنا في مجال المسؤولية المجتمعية جزءً لا يتجزأ من خطتنا الاستراتيجية، وجهودنا لخدمة المجتمع. وتقوم الهيئة بغرس روح التطوع بين موظفيها ولدى أفراد المجتمع، ويشارك موظفوها في العديد من الأنشطة التطوعية داخل وخارج دولة الإمارات، حيث أنهم يؤمنون أن العمل الإنساني هو أحد أسباب السعادة الحقيقية. وقد أسهمت جهودنا في مجال المسؤولية المجتمعية خلال السنوات القليلة الماضية في زيادة سعادة المجتمع من 82٪ عام 2013 إلى 89٪ عام 2016. ووصل إجمالي مساهمتنا في مجال المسؤولية المجتمعية (CSR) لنحو 7.59 % من الإيرادات لعام 2016. ولدينا 12 برنامجا رئيسياً لتقديم 27 مبادرة اجتماعية وإنسانية “.
وفي جواب حول سؤال أخير حول نصيحة سعادته للمعنيين بإدارة مشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية، قال سعادة سعيد محمد الطاير: تشمل الجوانب الرئيسية المهمة لإدارة المشاريع التخطيط الجيد والدروس المستفادة من المشاريع السابقة (مثل مراجعة البنود، شروط المناقصة الخ (، إدارة المشاريع بطريقة جيدة (مسؤوليات واضحة لمديري المشاريع والموظفين، والإشراف الجيد، وتمكين الناس من ذوي الكفاءات العالية، وزيارات الموقع، والمتابعة وعقد الاجتماعات الدورية حول تقدم المشروع). بالإضافة لهندسة المشاريع والمشتريات ومراقبة الجودة، ومراقبة التكاليف والتسليم في الوقت المحدد، والصحة والسلامة.وفيما يتعلق بهيئة كهرباء ومياه دبي، تتم عملية متابعة مشاريعنا أيضا من خلال لوحة تحكم (Dashboard) عبر الهاتف المحمول”. وتقدم سعادته بالشكر إلى منظمي منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع الذي وفر للهيئة منصة ممتازة سمحت لها بإظهار أفضل الممارسات والإنجازات.