تراجعت أسعار النفط الخام بنحو 3 في المائة أمس وسجل الخام الأمريكي أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، بعد صدور بيانات رسمية بشأن مخزونات النفط الأمريكية أظهرت زيادة مفاجئة في مخزونات الخام والبنزين خلال ذروة موسم السفر في الصيف.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية: إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة زادت 1.7 مليون برميل في الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات المحللين بانخفاض قدره 2.3 مليون برميل.
وصعدت مخزونات البنزين 452 ألف برميل، في حين كانت توقعات المحللين في #استطلاع لـ “رويترز” تشير إلى زيادة بواقع 40 ألف برميل.
وانخفض سعر خام برنت 1.42 دولار أو 3.2 في المائة إلى 43.45 دولار للبرميل، بعدما تراجع في وقت سابق إلى 43.40 دولار للبرميل أدنى مستوى له منذ العاشر من أيار (مايو) الماضي.
وهبط الخام الأمريكي 1.12 دولار أو 2.6 في المائة إلى 41.80 دولار للبرميل، بعدما تراجع في وقت سابق إلى 41.73 دولار للبرميل أدنى مستوى له منذ 20 من نيسان (أبريل) الماضي.
وقالت إدارة معلومات الطاقة: إن استهلاك المصافي هبط 277 ألف برميل يوميا ليتراجع معدل التشغيل 0.8 نقطة مئوية إلى 92.4 في المائة.وتخلى الدولار عن مكاسبه السابقة ليستقر عقب صدور بيانات أظهرت انخفاضا أكبر من المتوقع بلغت نسبته 4 في المائة في طلبيات السلع المعمرة في حزيران (يونيو) الماضي، فيما أشعل من جديد المخاوف بشأن قطاع الصناعات التحويلية. ومن المتوقع أن يبقي مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة دون تغيير أمس الأربعاء في نهاية اجتماعه على مدى يومين.
وقال محللون إنهم يتوقعون أن تشهد أسعار الخام مزيدا من الانخفاض في الأمد القريب مع استمرار تخمة المعروض في حين يتباطأ نمو الطلب.
ولا تزال وتيرة نمو الطلب بطيئة، على الرغم من جهود التحفيز الاقتصادي الواسعة التي تبذلها دول الطلب الرئيسة، وفي مقدمتها الصين واليابان والأخيرة أعلنت عن خطة لتحفيز اقتصادها بنحو 266 مليار دولار، بينما في المقابل استعاد الكثير من المنتجين مستويات إنتاج مرتفعة خاصة الإنتاج الكندي الذي تجاوز تأثيرات حرائق الغابات والتسربات النفطية، وأيضا إيران التي تمكنت من استعادة مستويات تصدير مرتفعة ربما تفوق ما قبل فرض العقوبات الاقتصادية عليها.
ويأتي ذلك فيما رفع البنك الدولي توقعاته لأسعار النفط الخام خلال النصف الثاني من العام الجاري إلى 43 دولارا للبرميل بفعل تقلص الإنتاج، ونمو الطلب، إلا أن البنك شدد على أن التحدي الأكبر الذي يواجه السوق في المرحلة الحالية هو ارتفاع فائض المخزونات، الذي يحتاج إلى بعض الوقت للتخلص منه، ما سيدعم استقرار وتعافي الأسواق. وفي هذا السياق قال ستيف كوب مدير أنشطة التكرير عملاق الطاقة الأمريكي “إكسون موبيل لـ”الاقتصادية” إن موبيل تركز في المرحلة الراهنة على تعزيز محفظتها الاستثمارية، خاصة فيما يتعلق بأصولها في صناعة التكرير العالمية، وبالأخص زيادة القدرة التنافسية لمصافي الشركة في ساحل الخليج الأمريكي.
وأضاف أن “إكسون موبيل” من خلال أنشطتها الواسعة في الإنتاج والتكرير وعبر عدد من الشركات التابعة لها تقود شبكة عالمية من محطات الطاقة الموثوقة والفعالة، إلى جانب أنظمة النقل المتطورة ومراكز التوزيع التي توفر مجموعة واسعة من أنواع الوقود ومواد التشحيم، والمنتجات والمواد الأولية ذات القيمة العالية لعملائنا في جميع أنحاء العالم. وأشار إلى أن “إكسون موبيل” أعلنت عن خطط جديدة لزيادة إنتاج الوقود “شديد الانخفاض في مستوى الكبريت من مصفاة “بومونت” التابعة للشركة بما يقرب من 40 ألف برميل يوميا، وذلك في إطار تطوير الإنتاج وتعزيز محفظتها في مشروعات المصب المتكاملة، إلى جانب تلبية وتأكيد التزامها بالمعايير البيئية ومقررات مكافحة تغير المناخ.
وقالت إيريكا ماندرفينو مدير العلاقات العامة بعملاق الطاقة الإيطالية “إيني” لـ”الاقتصادية” إن شركات الطاقة يجب أن تطور منظومة عملها للتواءم مع التغيرات الجوهرية التي حدثت في سوق الطاقة في السنوات الماضية، مشيرة إلى أن الطاقة التقليدية ستظل تلعب دورا محوريا، ولكن ذلك لن يغني عن التكامل مع الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية، التي يمكن أن تقدم الكثير لاحتياجات الطاقة في العالم خلال السنوات المقبلة.
وأشارت إلى أن الضغوط الدولية على شركات الطاقة للتركيز على الأبعاد البيئية أصبحت أمرا مهما خاصة مع تعهد قادة العالم في مؤتمر باريس COP21 في العام الماضي باتخاذ إجراءات كبيرة ومؤثرة لمكافحة تغير المناخ.
ونوهت إلى أن استغلال موارد الطاقة الشمسية يمكن أن يمثل حلا لتلبية احتياجات الطاقة الحالية المتزايدة، وفي الوقت نفسه مواجهة التحديات البيئية في الوقت نفسه، مشيرة إلى أن الطاقة الشمسية طاقة هائلة وغير مستغلة بالقدر الكافي حتى الآن، ويكفي أن نعرف أن أشعة الشمس التي تضرب سطح الأرض في ساعة واحدة تفوق حجم استهلاك الطاقة العالمي في عام كامل.
وأكدت على وجود تطور هائل في اكتشاف وتطوير المواد والأجهزة الجديدة القادرة على استغلال طاقة الشمس في توليد الطاقة النظيفة والمتجددة وحماية البيئة، كما أن هناك تطورا كبيرا في منظومة عمل مراكز الطاقة، حيث تشهد زيادة الاعتماد على التكنولوجيات البيئية وتحديث التطبيقات الخاصة بالخلايا الكهروضوئية، والتحفيز الضوئي والتمثيل الضوئي الاصطناعي.
من جانبه قال جيرمي بنتهام مدير التخطيط في عملاق الطاقة “رويال داتش شل” لـ”الاقتصادية” إن أبرز التحديات التي تواجه سوق الطاقة الدولية حاليا هي كيفية ضمان أن يتطور نظام الطاقة في العالم لتلبية الطلب المستقبلي، وفي الوقت نفسه نتمكن من تحسين نوعية الحياة وحماية صحة الإنسان من خلال القضاء على الانبعاثات الضارة، مشيرا إلى أن هذه القضية تحظى باهتمام كبير من فريق الأبحاث ودراسات السيناريوهات المستقبلية في شركة شل.
وأشار إلى تطلع “شل” إلى خفض تدريجي متواصل لانبعاثات الكربون بما يتواءم مع تطلعات المجتمع الدولي، وفي هذا الإطار نركز على دراسة التحولات السياسية وتهيئة الظروف لنشر التكنولوجيا والمساهمة في الوصول إلى مسار جديد ومتميز لطاقة أكثر وفرة وأمانا في العالم. وأضاف أن التحولات الضرورية في مجال الطاقة تتطلب جهودا غير عادية وغير مسبوقة من التنسيق والتعاون بين جميع قطاعات المجتمع وفي صدارتها الحكومة، مشيرا إلى أن نظام الطاقة في العالم يجب أن يستجيب لزيادة الاستهلاك نتيجة تزايد عدد السكان وتحسن مستويات المعيشة، حيث من المتوقع أن يتضاعف الاستهلاك العالمي خلال عقود قليلة، ولذا يجب أن نتوقع أن يؤدي هذا التوسع إلى نمو انبعاثات الكربون وغيره من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وبالتالي يفرض ذلك ضغوطا لبذل جهد جماعي أكبر للحد من هذه الانبعاثات العالمية، بحيث لا تؤدي إلى تفاقم مشكلات البيئة والمناخ.
وأشار إلى وجود عديد من الآليات والأساليب التي تمكن الاقتصاد العالمي من خلالها من معالجة تحديات تغير المناخ، وفي الوقت نفسه تلبية الحاجة إلى النمو الاقتصادي على نطاق أوسع، ومنها تكنولوجيا إزالة الكربون وزيادة كفاءة الطاقة في مختلف القطاعات الاقتصادية. وأظهرت بيانات أسبوعية من معهد البترول الأمريكي أمس الأول، أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة انخفضت بواقع 827 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 22 تموز (يوليو) الجاري، مقارنة بتوقعات بهبوطها 2.3 مليون برميل. وقال محللون إنهم يتوقعون أن تشهد الأسعار مزيدا من الانخفاض في الأمد القريب مع استمرار تخمة المعروض في حين يتباطأ نمو الطلب. واستقر النفط الخام في السوق الأوروبية أمس فوق أدنى مستوى في ثلاثة أشهر، بعدما أظهرت بيانات غير رسمية انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة، وتراجع خام برنت لخامس يوم على التوالي تحت ضغط صعود الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات. ويتداول الخام الأمريكي حول مستوى 42.70 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 42.62 دولار، وسجل أعلى مستوى 42.93 دولار وأدنى مستوى 42.59 دولار.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-eji