كثيرون حولنا من يعانون عدم قدرتهم على توصيل المعلومات الينا، بسهولة وسلاسة وبدون ارباك، سواء كان ذلك في الحياة العملية أو في الحياة الاجتماعية، وخصوصا اذا كانت المحادثه بيننا تجري للمرة الاولى، فتجدهم يتخبطون في نفس دائرة الحديث، دون القدرة على ايجاد نقطة وصل، وغالباً ما تكون البداية هي الاكثر صعوبة في الحديث، فبمجرد ايجاد مفتاح البداية، يكون الشخص الذي يقابلك قد قطع منتصف الطريق اليك، ولعلّ أوّل قاعدة يجب إتباعها عند التحدّث
إلى الآخرين هي البدء بالتعريف عن نفسك إلى الشخص الذي تتحدّث إليه، فيمكن الترحيب به مبتسماً له، فمن شأن هذه الخطوة أن تسهّل انطلاقة الحديث بصورة جيّدة. وفي معظم الأوقات، يقوم الشخص الآخر بمبادلتك التصرّف نفسه.
بدء الكلام
تقول نهيل عبد وهي ربة اسرة أنها دائما تجد صعوبه في بداية الحديث مع الشخص الذي تجالسه للمرة الاولى كونها لاتعرف اوضاع الشخص بشكل عام. واضافت احلام احمد انها ايضا تعاني في اللقاء الاول كونها خجوله بعض الشيء فهي دائما تنتظر المبادرة في الحديث من الطرف الاخر وبعد ذلك تكون الامور اسهل بالنسبه لها.
جنس المتكلم
انعام محمود وهي في العشرينيات من العمر تقول ان جنس الطرف الاخر هو ما يتحكم في زمام الامور فاذا كانت الطرف الاخر «انثى» فيكون من السهل بالنسبة لها بداية الحديث والتكلم بحرية اما اذا كان من يتحدث اليها «ذكر» فهي تنتظر مبادرة الحديث منهُ لانه بنظرها أن الرجل دائما يجب أن يمتلك الشخصيه الاقوى لبداية الحديث، أما اسلام عامر تقول مهما كان جنس الطرف الاخرالذي تتحدث اليه فلا يعمل لديها اي عقبات فهي ذات شخصية قويه وتستطيع ان تجد مفتاح للكلام بسهولة وأن تؤثر على الطرف الاخر وتندمج معه بصوره سريعه ودون اي ارباك.
عوامل مشتركه
«أن العوامل المشتركة بين الطرفين من حيث العمر والجنس والدرجه العلمية او طبيعة العمل هو احد أهم ألاسس في التاثير على مجريات الحديث» هذا ما قالته مجد محمد وهي موظفه في احدى الشركات الخاصه، فتكلم مع شخص في نفس عمرك يكون اسهل في كثيرمن الاحيان كونه لديكم تقريبا نفس الاهتمامات والافكار.
من التكلم مع شخص يكبرك بالعمر ووافقتها الرأي في ذلك اسراء سالم أنه وجود عامل مشترك بين الطرفين يسهل الحديث بينهما ففي محيط عملك يكون من السهل التعرف الى اشخاص نظرا لكونكم تقومون بنفس العمل فيكون الحديث عن طريقة العمل هو المفتاح للحديث بينكما.
علم الاجتماع
يقول دكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية وكلية الاميرة رحمة، إن هناك بعض العادات الهامة التي ينبغي ان يقوم بها الشخصين المتعارفين للمرة الاولى القيام بها ومنها: تفادي التكلّم عن السياسة أو الدين، أو البحث في مسائل شخصية، أو حتّى التلفّظ بنكات بذيئة.
تحدّث في العموميات على غرار المناسبة التي تجمعكما، أو الأمور المشتركة بينكما، أو آخر مواضيع الساعة المثيرة للاهتمام، يمكن التكلّم عن الفنّ أو الثقافة أو الكتب، حاول الاستماع إلى الآخر أكثر من التكلّم، فالله وهبنا أذنين اثنتين وفما واحدا لسبب وجيه. إن الاستماع هو وسيلة رائعة لإظهار الاحترام إلى وجهة نظر الشخص الآخر والاهتمام بما يقوله.
تجنّب إعطاء النصائح ما لم يُطلب منك ذلك، وحافظ دائماً على الهدوء والسيطرة على النفس، وفكّر دائماً قبل الكلام، واحرص على عدم الثرثرة عن شخصية ما أو خوض حديث سلبي عنها مثل إظهار عدم الرضا عمّا يقوله الآخرون أو يفكرون به، إذا كنت في حضرة أشخاص لا يتكلّمون لغتك، حاول أن تتحدّث بلغتهم ولا تلجأ إلى لغتك الأمّ لأن في الأمر عدم احترام.
لا تُفرط في الحديث عن نفسك وعَرض ما تفكّر به. فالـ»أنا» لا تثير اكتراث الآخرين وتجعلك تبدو أنانيا ومملّا، حاول دائماً إطراء الآخر وإظهار التقدير له.