سيئول – مال واعمال- حققت كوريا الجنوبية قفزات اقتصاية غيرمسبوقة رغم قنبلة كوريا الشماليه التي كان احد اهدافها ضرب الاقتصاد الكوري الجنوبي.
اذ اعتقد المسؤولون في كوريا الشماليه، ان امتلاك بلادهم هم للسلاح النووي، سيدفع العالم للتغاضي، عما يقترفونه من جرائم ضد شعبهم، وبالتالي القبول بهم كقادة شرعيين لدولة عضو في النادي النووي، معتقدين ان السلاح النووي سيجبر العالم على التسليم بما يجري في كوريا الشماليه، كأمر واقع لامناصة من التعايش معه، بل انهم تخيلوا ان امتلاكهم للسلاح النووي، سيجعل كوريا الجنوبية والعالم يتقبل النظام الكوري الشمالي على علاته، لاتقاء شروره، وللحفاظ على الأمن والأستقرار العالمي، والتقدم الاقتصادي لد الجوار، وفي مقدمتها كوريا الجنوبية .
الا ان ماحدث عكس ذلك تماما، مما يؤكدفشل كوريا الشماليه الذريع، في التاثير سلبيا على اقتصاد كوريا الجنوبية، الذي اصبح من القوة والمنعة، مايجعله عصيا عن التغيير السلبي، خاصة بعد ان كسبت قيادة كوريا الجنوبية، واقتصادها، ثقة عالميه لانظير لها .
لقد حققت سيئول، رغم الأستفزازات العسكريه والنووية والأستخباريه اليوميه، التي تقوم بها كوريا الشماليه، ضد جارتهاالجنوبية، تقدما غير مسبوق في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والعسكرية والتقنية، تجاوز كل التوقعات حتى المتفائلة منها .
اذ رغم الاستفزازات الكورية الشمالية طيلة الاعوام الماضيه وخاصة العام الماضي، الا ان كوريا الجنوبيه، حققت في ذلك العام اعلى فائض حسابي في العالم يزيد عن ثلاثة واربعين مليار مليار( 43 مليار دولار) يعتبر الأعلى عالميا، والاعلى بالنسبة لكوريا الجنوبية منذ 14 عاما، ويمثل هذا الرقم زيادة قدرها 17مليار (سبعة عشر مليار دولار) عن عام 2011 ، رغم ان العالم كله ،كان ومايزال يجتاز مرحلة اقتصاديه صعبه، جعلت معظم دول العالم بما فيها الدول الكبرى، تئن من الصعوبات الاقتصاديه التي تواجهها.
كما ازدادت صادرات كوريا الجنوبية العام الماضي، وتجاوزت الخمسمائة مليار دولار، رغم تراجع الصادرات في العالم كله .
وتؤكد ارقام شهر يناير كانون الثاني الماضي، ان استفزازات كوريا الشمالية، فشلت في التاثير سلبيا على كوريا الجنوبيه التي حققت فائضا تجاريا غير مسبوق، خلال ذلك الشهر وصل الى( 874 مليون دولار).
ولدى كوريا الجنوبية فائض في الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي، يفوق مالدى الولايات المتحده الامريكيه .وقد وصل الفائض الاحتياطي النقدي نهاية العام الماضي الى 326 مليار دولار، مما يطمئن المستثمرين الاجانب، الذين ازدادت استثماراتهم في البلاد بنسبة تقترب من 20 بالمائه، مقارنة مع العام الذي قبله، اذ بلغ حجمها اكثر من 16 ( ستة عشر مليار دولار ) اوجدت اكثر من مائة الف فرصة عمل جديده .
كماسجلت الاستثمارات الكورية المباشره في الخارج ارقاما قياسية، خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الماضي وصلت الى 31 مليار دولار ( واحد وثلاثون مليار دولار) ترتفع حسب الاحصاءات والتوقعات المحايده الى ( سبعين مليار دولار – 70 – هذا العام .
علميا: تمكنت كوريا الجنوبية من الدخول كعضو في النادي الدولي الفضائي، باطلاقها في اواخر الشهر الماضي مركبة فضائيه للابحاث العلميه،خاصه بها، ذات تقنيه محلية، مما يعزز من مكانة كوريا الجنوبية الاقتصادية والعلمية، في العالم كقوة اقتصادية وتقنية عالميه مؤثرة . كما توصل علماء كوريا الجنوبية الى تقنيات جديده تتعلق بالفضاء، والتغييرات المناخيه في العالم ، ستدر مليارات الدولارات على كوريا الجنوبية جراء استثمارها عالميا.
يحدث كل ذلك في كوريا الجنوبية رغم كل الاستفزازات العسكرية والاستخباريه الكورية الشماليه.ورغم كل محاولات الاختراق التي تقوم بها بيونغ يانغ ضد امن واستقرار واقتصاد وتقدم كوريا الجنوبية.
في حين حدث عكس ذلك تماما في كوريا الشماليه. اذاصبح نصف شعبها يعيش على المساعدات الغذائيه التي تقدمها الامم المتحده، وجلها مصدره كوريا الجنوبية واغلقت العديد من المصانع وتوقف بناء اكبر واعلى فندق في العالم، لعدم وجودالمال، ووصلت البطالة ارقاما خيالية، واطفئت الانوارفي جميع المدن تقريبا ليلا، او تم تقليص ساعات الاضاءة ، واصيبت خزينة الدولة بالافلاس، بسبب انفاق الاموال، على التسلح واحتفالات القصر الرئاسي الخرافيه ،التي يساق الكوريون الشماليون لها مرغمين، للتصفيق وحمل الاعلام وصور الرئيس والهتاف بحياة ‘الزعيم’ تحت طائلة السجن، اذا لم يحضراحد منهم لاي سبب كان .
لقد اكدت التجربه النووية الكوريه الشماليه، حسب خبراء ومحللين سياسيين، ان النظام الكوري الشماليه، اصبح يخشى السقوط ، وان عدوى الربيع العالمي، ستنتقل اليه في اية لحظه، مما جعل قادة كوريا الشمالية ،يعتقدون بان السبيل الوحيد لأدامة النظام، وبقائه،وهيمنته على رقاب الكوريين الشماليين، هو في امتلاكه السلاح النووي. لأن القوة حسب تفكيرهم، هي ابسط الطرق للبقاء . الا ان المجتمع الدولي توصل الى قناعة،بان قادة بيونغ يانغ لن يستخدموا الاسلحه النووية، في اية مواحهة عالميه، لأنهم يعرفون انهم، اذا فعلوا ذلك ،فقد حكموا على انفسهم بالانتحار وعلى نظامهم بالانهيار .
ومن سخريات القدر، انه في الوقت الذي كانت بيونغ يانغ تنفق اموال شعبها، على تصنيع القنبلة النووية، وتحتفل بالذكرى المئوية،لمولد مؤسس الدولة الشيوعيه،عبر مهرجانات شعبيه مكلفة- في هذا الوقت بالذات – اعلنت الامم المتحدة ان كوريا الشماليه مازالت تعاني ومنذ خمس سنوات من مجاعات في مناطق نائية، لاتصلها المساعدات الدولية، التي يعتمد عليها اكثر من نصف سكان البلاد، مما يحول دون موتهم جوعا، علما ان الالاف من الكوريين ،ماتوا خلال الاشهر الماضية، بسبب فقر الدم والجوع . ويعاني غالبية اطفال كوريا الشماليه، من الامراض التي تفتك ببعضهم بسبب تخلف الخدمات الصحيه وافتقار المناطق الريفيه لمراكز للعلاج الطبي ،لأن موارد البلاد ينفق جلها على التسلح وتثبيت نظام الحكم ،وتقديم امتيازات غير معقوله للطبقة الحاكمة، واقامة معسكرات للاعتقال الجماعي ،تضم مئات الالاف من الكوريين الشماليين ، وهي التي تعيد للاذهان معسكرات الاعتقال النازيه، والتي لايوجد لها مثيل في عصرنا الحالي، الا في كوريا الشماليه، حسب تحقيقات قامت بها الامم المتحده في البلاد،مماجعل مفوضة حقوق الانسان الدولية، (نافي بيلاي) تقرع جرس الانذار، وندعو لاجراء تحقيق دولي،حول انتهاكات الشمال لحقوق الانسان،وتشديد العقوبات الدولية عليه ،والبحث عن اليات مجدية، لانقاذ الشعب الكوري الشمالي من نظامه الذي ينتهك ابسط حقوق الانسان.
نتيجة :
——
يبدو ان كوريا الشماليه،تسير من سيء الى اسوأ، وان النظام فيها مرعوب من المستقبل، بدليل انه فقد اتزانه السياسي، ولم يعد يستمع الى نصائح حلفائه واصدقائه ،الذين يدعونه للتعقل، والاستماع الى صوت شعبه، واصوات العقلاء في العالم، الذين يرون ان النظام الكوري الشمالي، يسير الى حتفه بقدميه دون استخدام عقله .
ولكن يبدو ايضا / ان كوريا الجنوبية تتقدم بسرعه لتحقيق رفاهية اكبر لشعبها في عهد الرئيسة الجديدة للبلاد ، بارك كون هيه رئيس كوريا الجنوبية ،التي وعدت بزيادة الانفاق على الرفاهية، وتقديم رعاية تعليمية وطبية مجانية للاطفال، وزيادة الاجور وتخفيض تكلفة التعليم الجامعي للنصف، مما يجعل كوريا الجنوبية واحدة من افضل دول العالم لمواطنيها، وللاستثمار العالمي،وللدراسات التقنيه،ولاختراعاتالعلميه . في حين مازالت كوريا الشمالية تعتمد على مغامرات سياسية وتقوم بسلوكيات غير مقبولة لتثبيت دعائم نظام حكم شمولي، لم يعد له مثيل
المصدر : https://wp.me/p70vFa-3F8