رغد خوجة قصة نجاح بنكهة خاصة

2016-11-16T06:16:21+02:00
سيدات أعمال
16 نوفمبر 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
رغد خوجة قصة نجاح بنكهة خاصة

%d8%b1%d8%ba%d8%af-3

مال وأعمال…

بينما كنا جالستين نحتسي القهوة في بهو الفندق نجري مقابلات مختلفة، وإذ  ألمح سيدة مفعمة بالحيوية والنشاط تسير بإتجاهنا ،عند إذٍ إبتسمت زميلتي وقالت : هذه رغد من ننتظر، بصراحة توقعت ان أرى شخصاً  أكبر عمراً وتفاجأت بمقابلة سيدة بسيطة بمظهرها وعفوية بشخصيتها .

كانت زميلتي على معرفة برغد لعدة سنوات وبإستمرار تتحمس وتحود عن فحوى المقابلة لشغفها بمعرفة التطورات وأخر أخبار ونتاج المشاريع التي تشغل رغد.

الأمر الذي زاد من فضولي، ولكنه بنفس الوقت زاد من توتري لأنني أحسست بأنني أحتاج لوقت أطول  لمقابلة هذه الشخصية  المتعددة الإهتمامات والتعرف أكثر على مسار حياتها العملية وشتى المجالات التي عملت فيها.

وها أنا أشارككم فحوى اللقاء.

نشئتي جعلتني أتعرف على حضارات العالم

 %d8%b1%d8%ba%d8%af-4

استطاعت هذه المراة الجميلة والقوية بإصرارها وطموحها وإرادتها القوية أن تنقش قصة نجاح ما تزال حروفها تتردد وأن تكون بذلك قدوة لكل الباحثين عن النجاح وقد يكون لنشأت رغد دور كبير في صقل شخصيتها وإكسابها مهارات التواصل مع ثقافات العالم المتعددة؛ ورداً على سؤال مال وأعمال حول نشأتها دراستها وكيف كانت بداية دخولها  الى عالم الأعمال تقول رغد ولدت عام 1966 في بغداد  من مواليد برج الثور وهذا واضح في شخصيتي ،تلقيت دراستي في عدة دول  بحكم عمل  والدي في السلك الدبلوماسي وهذا أكسبني فرصة الإحتكاك بعادات وحضارات  ولغات وديانات  لشعوب مختلفة، بالإضافة الى الأختلاط  بجاليات مختلفة مما إنعكس من خلال هذا  النمط الحياتي على شخصيتي  وتكويني في مابعد”.

بداية الراوية وقصة النجاح لرغد بدأت من الهند   حيث أكملت دراستها الثانوية  في المدرسة البريطانية الدولية في الهند – نيودلهي، ثم عادت الى مسقط راسها في بغداد لتبدء رحلة جديدة من حياتها العملية  بدراسة  الطب والجراحة البيطرية.

تصمت رغد قليلة وتستمر في حديثا قائلة ” بعد تخرجي من الجامعة عام 1998 بدأت مشواري المهني مباشرة حيث عملت في مجال تخصصي في العراق  وبريطانيا  والحمد لله لدي  5 بحوث منشورة  في بريطانيا حول موضوع (تربية وإنتاج  الأمهات  البياض في المناطق الحارة ) وهذا ضمن تخصصي ثم إنتقلت من بريطانيا الى بغداد عام 1990 بالتزامن مع إندلاع حرب الخليج الأولى،وهنا إنعطفت مسيرتي  المهنية  لتأخذ منحنى مختلف تماماً حيث بدأت  العمل الإنساني والإغاثة الذي دخلت من منطلق إحساسي الإنساني بالمسؤولية الإجتماعات إتجاه تبعات الحرب،  والحمدلله خلال فترة وجيزة أصبحت مديرة عمليات ضمن بعثة الإتحاد الدولي  لجمعيات الهلال والصليب الأحمر ، تلى ذلك إنتقالي الى الأردن لأشغل  منصب نائب الأمين العام لجمعية الهلال الاحمر الأردنية، وكان معظم عملي خلال هذه المرحلة ضمن مجال العلاقات الدولية “.%d8%b1%d8%ba%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%85

وعن حياتها الإجتماعية تتحدث رغد لمال وأعمال وتقول ” تزوجت بعمر ال 26 وأنجبت إبنتي (فيّ ) في عام 1994 وإبني سند في عام 1996 ،وهما  الأن يتابعبان دراستهما الجامعية في مدينة بوكا راتون في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية “.

وعند ذلك نوعا ما تفرغت لرعاية أولادي لمدة  أربع سنوات ،وأقول نوعاً ما  لأنني لم أنقطع عن العمل كلياً ولكني كنت أكرس  معظم الوقت للعائلة والأطفال ،حيث أن قناعتي أملت علي ضرورة إعتنائي  الشخصي بهم مهم جدا في تلك الرحلة” .

تابعت رغد مسيرتها المهنة  بعد وفاة زوجها حيث  عملت مع إتحاد منتجي الأدوية الأردني وصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، وذلك بإدارة مشروع   “Ordonvit”الريادي والذي   يعنى بتجهيز وزارة التربية ووزارة الصحة بمنتج أردني يعطى   إلى 2 مليون طالب مدرسة يومياً، حيث   يؤمنهم بإحتياجاتهم من الفيتامينات كمكمل غذائي انتج تتطوعا من قبل الشركات الأردنية، و بتمويل من قبل صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية.%d8%b1%d8%ba%d8%af5

وقد تم تطوير المنتج وتسجيله من قبل شركة الحكمة لصناعة الأدوية خصيصيا لهذا المشروع ،والذي جاء كمثال ناجح جداً  لمشاركة القطاع العام والخاص في مشاريع مشتركة لخدمة المجتمع Public Private Partnership.

بدأت رغد محطة جديد في  العمل مع قطاع الألبسة  في الاردن في عام 2005 وتحديدا القطاع التصديري، حيث شغلت منصب  المدير التنفيذي لجمعية مصدري الألبسة الأردنية وقد  بلغت صادرات الأردن من الألبسة  إلى الولايات المتحدة الأمريكية حينها 8 مليار دولار أمريكي  أي 45% من مجمل الصادرات الصناعية  للأردن.

وعن ذلك تقول رغد “من الجدير بالذكر أن الأردن يتمتع بإتفاقيات تجارية مميزة   مع دول العالم جعله مناخاً مؤاتياً  للإستثمار  وقد لمسنا هذا من خلال عقد إتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكيية – المكسيك – كندا – سنغافورا – تركيا – بالإضافة الى إتفاقية أغادير

OAFTA- WTO- EFTA – Jordan –Euro Mediterranean Association Agreement

هذا وللأردن إتفاقيات ثنائية مع عدة دول عربية أخص بالذكر لبنان – سوريا- الكويت – تونس – الإمارات العربية المتحدة – الجزائر –  السودان – البحرين – مصر – المغرب”.

وخلال فترة وجيزة وبالتحديد في عام 2008 شغلت منصب المدير التنفيذي لمراكز تصميم الالبسة وخدمات التدريب والذي يقدم بالاضافة  الى خدمات التدريب والدعم الفني والتقني للمؤسسات المتوسطة والصغيرهٍ SMEs

حيث  كان لها دور مهم في  إنشاء أول أكاديمية تدرس منهج كامل معتمد من قبل وزارة التعليم العالي في ايطاليا  ،بالتعاون مع مؤسسة  بورجو  Instituto  Modelisimo  Burgo  في ميلانو بأطاليا – ايطاليا يتم فيها تدريس نفس المنهج الذي يشمل عدة اختصاصات مطابقا لما يدرس في إيطاليا ،ولكن على يد كادر أردني متخصص تم تدريبه في مؤسسة بورجو لإتاحة فرصة أكبر للشباب الأردني للإنخراط بهذا المجال والذي يدعم الصناعة الموجودة بدون أعباء مادية وعوائق اللغة .%d8%b1%d8%ba%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86%d8%a9

المراة نصف المجتمع ويجب وضع الشخص المناسب في المكان المناسب

 مال وأعمال… كيف تنظرين الى عمل المرأة بشكل عام في الاردن ؟

رغد خوجه… هناك مقولتين أود الأشارة لهما، أولها ((المرأة نصف المجتمع)) والثانية ((الشخص المناسب في المكان المناسب ))

حيث أثبتت المرأة الأردنية جدارتها في مجال العمل سواء كان العمل العام أوالخاص ولا ننسى أن السياسات والإستراتيجيات العامة جانب تعليم المرأة،  تأهيلها أولا –إعطائها الفرص- وعملها.

فأنها تفقد جزء رئيسي  من إنتاجية المجتمع وهي طاقة مهدورة  يكون البلد وأبناء البلد أولى بها وهذا التوجه وهذه السياسات بدأت تنشط  أكثر في ظل توجهات السياسات الإقليمية  حيث التنافسية والحد من البطالة  أصبح ضرورة  هامة حتمية .

لا أحبذ خص المرأة بصفة جندرية  بالإجابة حول هذا السؤال ولكن لا بد ان أشير إلى ان الطموح والجاهزية وتطوير الذات مهمة جدا لجعل أي شخص يشغل منصباً  أو الموقع الذي يطمح إليه.%d8%b1%d8%ba%d8%af-1

مال وأعمال… بماذا تنصحين  المراة لتصل إلى ما وصلتي إليه؟

رغد خوجه… النصيحة هنا أيضا عامة ولا اخص المرأة فيها الطموح وتطوير الذات ضروري – فأنا  من جيل شهد التطوير والنهضة الألكترونية ،حيث سبقنا عصر الإنترنت وشهدنا ولادته ، منا من واكب  التطور ومنا من عارضه –  والسؤال الذي يطرح نفسه بلا إجابة من المستفيد ؟

الإنسانية هي جانب أخر  يجب عدم إغفاله حيث مهما كان مهما لدى الشخص طموحه المهني ،فإن الجانب الإنساني لابد أن يكون له حضور وكذلك الجانب الأخلاقي

من المهم أيضاً عدم  إغفال والتقصير في الحياة العائلية والإجتماعية وتعزيزها والحفاظ عليها

نقطة أخرى مهمة  أود أن أذكرها  وهي أن لا يبخل أحد  بعمله أو علاقاته أو خبرته، وأن يبذل جهده في نقلها وتدريب الجيل الجديد  فهم نواة المستقبل  وعليهم التوكل والمسوؤلية الأكبر  في المرحلة القادمة وعلينا مسوؤلية تهيئتهم لتلك المرحلة

مال وأعمال…. خبرينا عن نشاطاتك الحالية؟

تبتسم وتأخذ نفسا عميقا وتجيب رغد خوجه…  انا الأن في مرحلة أعتبرها مهمة جداً في حياتي فأنا اعيش بمرحلة نضج بعد مسيرة  28 عاماً من الحياة المهنية متعددة المسار فوصلت إلى مرحلة إنتقالية  حيث أني أقوم بالإستشارات في مجال تطوير الأعمال والتدريب ،وكذلك فأنا ممثلة  عن جهات عديدة في معارض صناعية قطاعية مختلفة بالإضافة إ لى مجال عملي مع عدد من الفنانين التشكيلين وهذا جانب أخر من شخصيتي وإهتماماتي بدأته منذ مدة قصيرة .

وكل هذا بالإضافة اإلى  دخول في مشروع أخر جديد في مجال الطاقة البديلة والطاقة المتجددة  والسياحة العلاجية .

أبنائي هم نجاحي الأهم

مال وأعمال… ماذا عن أهم نجاحتك؟

رغد خوجه… أولادي هو نجاحي الأكبر ولم يكن  هذا المشوار بالسهل ولكنني أفتخر بهم ،وسعيدة  جدا بما حققوه لأفسهم- أتمنى ان أراهم مستقلين – ناصحين – واعيين  – ومدركين  لمسيرتهم وطريقتهم بالمستقبل .

نجاحي بالحياة هو بفضل والدي بالدرجة الاولى وإهتمامهم  بتعليمي الأكاديمي وغير الأكاديمي ودعمهم المتواصل من كافة الأصعدة  الحياتية  – الإجتماعية

أصدقائي/معارفي/علاقاتي /وسمعتي كنز لا أفرط به .%d8%b1%d8%ba%d8%af-2

مال وأعمال… بكلمة أخيرة ماذا تقولين؟

رغد خوجه… الحياة نعيشها مرة واحدة، تاريخنا إرثنا وأولادنا هم المستقبل الأمس بات ماضي اللحظة مضت والمستقبل دائما أفضل إنشاء الله .

*خاص وحصري يمنع الإقتباس أو إعادة النشر الا بإذن خطي من إدارة الموقع

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.