عرفتُ رامي سحويل قبل أكثر من خمسة عشر عاماً ..صديقاً ورفيقاً ولساناً لا يتوقف عن الكلام الجميل ..وطوال هذه المدة لم أسمع رامي ،رغم احتدام أي نقاش، يتطاول بلسانه أو بأفعاله ..بل كان و ما يزال من دُعاة الإصلاح بفكره اليساري الذي تتفق و تختلف معه و أنت تتبادل معه الابتسام والرضا ..لم يكن رامي عنيداً في تفاصيل الحياة؛ ولكنه عنيد عند قناعته فقط ..وكثيراً ما كان يقول لأي أحد : كلامك صحيح ..لأنه لا يدّعي امتلاك الحقيقة ولا يتوقف الكون بالنسبة إليه عند أنانيّة فيه ..بل كان يدافع عن آراء الاخرين التي لا توافق رأيه بحرارة؛ لأنه حق مكتسب لهم ..!
رامي ورفاقه مكانهم ليس السجن ؛ بل طاولة الحوار ..و ملف قضيتهم يجب أن يطوى ..فالربيع العربي يتسع لكل الأفكار حتى تلك التي لا تطيق وجهة نظرك ..والربيع العربي لا يضيق إلا بالخريفيين الذين كلّما تقدّمنا خطوة للأمام ؛ لفّوا الأرض تحت أقدامنا و صارت وجوهنا وخطواتنا إلى الخلف ..!
بانتظارك يا رامي أنت و رفاقك قريباً لنسحب أفلاماً على بقيّة الرفاق ..!