بقلم: محمد فهد الشوابكه
في عالم يتسم بتسارع التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، برزت رؤية التحديث الاقتصادي في الأردن كإطار شامل وطموح يهدف إلى تحقيق نهضة اقتصادية مستدامة ومتوازنة.
هذه الرؤية، التي جاءت لتستجيب لتحديات العصر وتطلعات الأجيال القادمة، تعتمد على إعادة صياغة السياسات الاقتصادية واستثمار الموارد الوطنية بشكل أكثر كفاءة، مع التركيز على الابتكار، والاستدامة، والشمولية.
كما وتشكل رؤية التحديث الاقتصادي انطلاقة جديدة تعتمد على تنويع مصادر الدخل الوطني. فبدلاً من التركيز على القطاعات التقليدية، تسعى الرؤية إلى تعزيز مجالات واعدة مثل التكنولوجيا، والصناعات الإبداعية، والطاقة المتجددة، والسياحةكم المستدامة.
هذه القطاعات تحمل في طياتها إمكانيات كبيرة لدفع عجلة النمو، ليس فقط من خلال تعزيز الإنتاجية، بل أيضًا من خلال خلق فرص عمل نوعية تسهم في تمكين فئات المجتمع كافة.
في قلب هذه الرؤية، تبرز أهمية تحسين البنية التحتية كشرط أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية.
ويشمل ذلك تطوير شبكات النقل والمواصلات، وتحسين الاتصالات الرقمية، وتحديث الأطر القانونية بما يجعل بيئة الاستثمار أكثر جاذبية وشفافية.
كما تُولي الرؤية اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إذ تُعتبر هذه الشراكة المحرك الرئيس للابتكار والنمو. فبينما تعمل الدولة على وضع السياسات والإطار التنظيمي، يساهم القطاع الخاص بقدراته الاستثمارية والتشغيلية لتحقيق الأهداف المشتركة.
الاستدامة هي محور أساسي آخر في رؤية التحديث الاقتصادي.
تعترف هذه الرؤية بأن النمو الاقتصادي يجب أن يكون متوافقًا مع الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
لذلك، تركز على مشاريع الطاقة النظيفة والحد من الانبعاثات الكربونية، وتشجيع التقنيات المبتكرة لمواجهة تحديات التغير المناخي. وبهذا، تسعى الرؤية إلى خلق توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، مما يضمن استمرارية الموارد للأجيال المقبلة.
الرؤية الاقتصادية الجديدة ليست مجرد خطة اقتصادية بل هي مشروع وطني يتطلب تكاتف الجميع. فالحكومة، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، جميعهم شركاء في تحقيق هذا الحلم. ومع مضي الأردن قدمًا في تنفيذ هذه الرؤية، يخطو نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة، حيث يصبح الاقتصاد الأردني نموذجًا يحتذى به في المنطقة، قادرًا على مواجهة التحديات وتحقيق تطلعات أبنائه.
بهذا النهج الطموح، تبدو رؤية التحديث الاقتصادي بمثابة بوصلة تحدد مسار الأردن نحو مستقبل أكثر إشراقًا وعدالة، مستقبل يستند إلى المعرفة، ويُعزز الإنتاجية، ويوفر فرصًا حقيقية للجميع.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-JID