مجله مال واعمال – الاردن – يعد طب وجراحة العيون من ابرز التخصصات التي ترتبط ارتباط مباشر بالانسان وتتعلق بواحدة من ابرز النعم ولعلها من اهم الحواس التي حبانا الله بها، فكان لقائنا مع واحدة من ابرز الطبيبات في هذا المجال والتي اطلعتنا على رحلتها مع عالم الطب دعونا نغوص في تفاصيلها على لسان الاخصائية هبة الريحاني.
كان حلم دراسة طب العيون حلم يراودني منذ الطفولة و قبل دخولي كلية الطب حيث كنت اتردد لفحص عيوني بشكل دوري عند طبيب العيون وكانت الأجهزة و دقتها وتفاصيلها تلفت انتباهي دوما و رؤية المرضى المراجعين في غرفة الانتظار بأعمارهم المختلفة كل منهم يبدو أن له قصة- بعضهم فرِح و بعضها الأخر حزين – تجعلني في حيرة من أمري بماهية المشاكل التي يعانون منها.
و على الرغم من ايماني بأن هناك العديد من الأشخاص الذين فقدوا هذه النعمة و مع ذلك فأن بصيرتهم تفوق العديد منا و لكن تبقى في نظري حاسة البصر من النعم التي يجب أن نشكر الله عليها دوما و التي لا يمكن تعويضها. قدرتنا على رؤية كل ما يحيط بنا و رؤية هذا العالم الواسع بألوانه وتحركاته بليله ونهاره يبقى الى الان من الأمور التي عجز العقل البشري أن يبتكرها أو ان يحاكيها حتى مع تطور العلم الكبير الذي حدث في الأونة الاخيرة وحتى مع اختراع بعض العيون الصناعية المعروفة باسم (Bionic Eye or visual prosthesis) فهي غير قادرة على تكوين صورة ملونة في غاية الدقة والوضوح مساوية لرؤية الانسان الطبيعية: فهي تمنح فقط رؤية بدائية تجعل الفرد قادر على أن يميز وجود جسم متحرك أمامه من غير رؤية التفاصيل و الألوان.
كانت البداية بعد حصولي على المرتبة الثانية على مستوى المملكة في الثانوية العامة- الفرع العلمي و كان ذلك بمثابة تذكرة الدخول لتحقيق حلمي بدراسة الطب في الجامعة الأردنية.
ومرت ستة أعوام بذلت خلالها ما بوسعي بالاجتهاد والمثابرة في كافة التخصصات على الرغم من أن طموحي كان التخصص في دراسة طب وجراحة العيون ولكن كان شغفي ممتدا لفهم جميع التخصصات الطبية و تخرجت بمرتبة الشرف وحصلت على جائزة الدكتورالمرحوم أكرم الشناق لحصولي على المرتبة الأولى في كلية الطب.
اخصائية طب وجراحة العيون … تروي رحلتها لـ مال واعمال
“كان تخصص العيون مميزا بجراحاته الدقيقة و المتنوعة التي تتطور باستمرار و من ناحية أخرى فهو بحاجة الى معرفة شاملة بالعديد من الأمراض التي تصيب العين و التي قد تكون مؤشرا لأمراض عديدة تؤثر على جسم الانسان. فأن تكون طبيب عيون ناجح و متميز يتطلب أن تكون طبيبا ملما بالطب العام و طب الأعصاب و الجراحة أولا. و بعد انتهاء فترة التريب المتمثلة بسنة الامتياز تقدمت بطلب الالتحاق في تخصص طب وجراحة العيون في الجامعة الأردنية بعد اجتياز امتحان القبول بامتياز و بدأت رحلة الاختصاص العالي الممتدة لأربع سنوات انهيتها بنجاح و تم اختياري لأكون رئيسة الأطباء المقيمين في عامي الأخير حيث تطلب ذلك القيام بالعديد من المهام الأدارية و الأكاديمية. و بعد الحصول على شهادة الاختصاص العالي في أمراض العيون و جراحتها بتقدير امتياز تقدمت لامتحان البورد الأردني و اجتزته- بحمد الله- بنجاح حيث كان ذلك نقطة البداية كأخصائية عيون. كان دوما طموحي بممارسة المهنة في بلدي- لخدمة أهلي و أحبائي و أبناء بلدي و البلدان الشقيقة المجاورة- من أهم أولوياتي على الرغم من جميع العقبات التي تواجه الأطباء الجدد في الوقت الحالي. و لكن كان هناك دوما ذلك الدافع الداخلي باكمال الاختصاص الفرعي في الولايات المتحدة الأمريكية لما هناك من تقدم في طب وجراحة العيون و لرغبتي في تطوير نفسي و جلب كل ما هو جديد لبلدي الحبيب.”
قمت باستكمال الاختصاص الفرعي في أمراض شبكية العين والسائل الزجاجي من مستشفى مايو كلينك- ولاية مينيسوتا وحصلت على الزمالة الامريكية في هذا الاختصاص لأكون أول طبيبة عربية وأردنية يتم قبولها في هذا البرنامج من مستشفى مايو كلينك الذي يعد من أعرق المستشفيات على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية والعالم.
كانت هذه الرحلة من أهم محطات حياتي حيث أثّرت على بشكل كبير في كافة النواحي وأغنت خبرتي في هذا المجال كما تعرفت على أساتذة ريادين على مستوى العالم علموني أن أهم ما يميز الطبيب بجانب علمه أخلاقه وشغفه لمهنته وانسانيته في علاج المرضى و قبل كل ذلك تواضعه. وحصلت رسالة تخرجي البحثية على منحة من .VRSF (Vit-reoRetinal Surgery Foundation) في ولاية مينيسوتا
حصلت خلال فترة الزمالة الأمريكية على خبرة واسعة في مختلف أمراض الشبكية والسائل الزجاجي من ناحية التشخيص و تقديم أحدث العلاجات المتاحة و مواكبة جميع التطورات في هذا المجال من خلال الحضور و المشاركة في العديد من المؤتمرات ونشر الأوراق البحثية و المساهمة في كتابة أجزاء من المراجع العلمية العالمية في مجال أمراض العيون و شبكية العين الى جانب العديد من العلماء المختصين في هذا المجال. و تم تعييني كمحاضرة أكاديمية في قسم طب و جراحة العيون.
من أهم أمراض الشبكية التي نقوم بتشخيصها و علاجها و متابتعتها في عيادتنا هي: اعتلالات الشبكية الناتجة عن مرض السكري، مرض التنكس البقعي المرتبط بالعمر (المعروف باعتلال الشبكية الشيوخي)،أمراض الأوعية الدموية في شبكية العين مثل التجلطات الوريدية و الشريانية و التهابات الأوعية الدموية، اعتلال الشبكية المصلي المركزي, التهابات القزحية والجسم الهدبي، التهابات الشبكية والسائل الزجاجي المناعية أو المصاحبة للأمراض الروماتزمية المختلفة مثل مرض بهجت، اعتلالات الشبكية الوراثية وغيرها من أمراض الشبكية.
نقوم بتقديم مختلف التداخلات لعلاج أمراض الشبكية مثل حقن أدوية مضادات عامل النمو البطاني الوعائي (Anti- VEFG) .
مثل Avastin,Lucentis,Eylea,Beovu.
التشخيص المبكر والتدخل السريع ضمان الحفاظ على عيون سليمة
حقن الغرساتSteroid Implants داخل الجسم الزجاجي ، الليزر أو التخثير الضوئي المباشر وغير المباشر في الشبكية، وتثبيت الشبكية بالليزر، الليزر البقعي البؤري.
كما نقوم بأجراء عمليات تصحيح البصر بتقنياتها المختلفة و باستخدام أحدث الأجهزة, وعمليات ازالة الساد (الماء الأبيض) بتقنية الفاكو وزراعة العدسات أحادية البؤرة و متعددة البؤرة.
كما نهتم أيضا بتقديم الفحص الدوري لعيون الأطفال لما له من أهمية في الكشف والتشخيص المبكر للعديد من المشاكل في النظر والتي من الممكن أن تؤثر على تطور الطفل و نموه و تفاعله مع المجتمع المحيط به.
رسالتي كطبيبة عيون لأعزاءنا القراء:
العديد من أمراض العيون أمراض صامتة حيث لا ينتج عنها أية أعراض في مراحلها الأولى (من أهمها مرض الزرق المعروف بارتفاع ضغط العين, القرنية المخروطية, اعتلالات الشبكية السكرية, اعتلال الشبكية الشيخوخي) لذلك نوصي بالقيام بالفحص الدوري و المراجعة الدورية عند طبيب العيون المختص حيث أن ذلك يعد أهم عامل في التشخيص المبكر و تقديم العلاج المبكر الذي يضمن الحفاظ على نظر سليم و عيون سليمة.
الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات الطبية المغلوطة والرجوع دوما للطبيب لأخذ المعلومة و النصيحة الطبية الدقيقة و السليمة لتجنب أي أضرار ممكن أن تحدث في حالة تطبيق بعض الارشادات و الوصفات الشعبية و الناتجة عن تجربة شخصية والتي تفتقد أي دليل علمي.
طب العيون في تطور مستمر في كافة المجالات و نأمل في القريب العاجل أن نصبح قادرين على علاج الكثير من الحالات التي تنتظر ظهور علاج فعال لنعيد الأبصار للعديد من العيون المنتظرة بلهفة.
رسالة شكر وامتنان…
الشكر المتواصل و الامتنان الكبير اقدمه لعائلتي (والدي و والدتي و إخوتي) على دعمهم المتواصل وإيمانهم بي خلال جميع المراحل .
كما أخص بالذكر زوجي السند و الداعم لي أيضا خلال مسيرتي العملية.