كتبت: بثينه السراحين
لم يكن التفاعل الشعبي متماهياً بما يكفي مع المُنجز الوطني الطبي الكبير- الذي تحقق لأول مرة محلياً – عبر مجهودات جبارة لمبادرة “طوعية” من قبل القائمين على أولى الجامعات الخاصة في المملكة “عمان الأهلية”؛ والتي وجّه رئيس هيئة مديريها الدكتور “ماهر الحوراني” فريقها البحثي لسرعة الإنخراط في المساعي الدولية لجهة إكتشاف علاج ناجع لفيروس “كورونا”. وذلك في الوقت الذي عمد إلى تغذية بحوثهم بالدعم المالي السخي (غير المسقوف) لإيمانه العميق بأنّ “حصانة الأرواح” تتسامى على أية حسابات مالية، وبأن المُنجزات العلمية أعظم قيمة مضافة يمكن ترصيدها لحساب الوطن العزيز بأبنائه البارين.
وكان أنْ أثمرت البيئة الخصبة الممهدة للفريق البحثي في “جامعة عمان الأهلية” عن أسبقيتهم، محلياً، بل وعربياً، في تحقيق مُنجزين طبيين خرقا الأسماع للوهلة الأولى، خاصة وأنّ هذه الجامعة لا تحوي كلية للطبّ من أصله!!، غير أنّ شغف الدكتور “ماهر الحوراني” بنشر العلوم وتطويرها أفضى – منذ سنوات- إلى بذله لملايين الدنانير في سبيل احتضان هذه القلعة العلمية الحصينة “جامعة عمان الأهلية” لواحد من أهم وأضخم المراكز البحثية في الإقليم قاطبة، ممن حمل إسم (مركز البحوث الدوائية والتشخيصية). والذي استقطب لتشغيله – في حينه – خيرة العلماء والباحثين؛ وفي مقدمتهم خبير الفيروسات العالمي “محمد الطناني”.
وما أنْ استعرَ، مؤخراً، فيروس كورونا في إحكام قبضته الفتاكة على الأمن الصحي للبشرية ، حتى أطلّ علينا خبراء وعلماء “جامعة عمان الأهلية” من بوابتها المشرعة على الأمل، ومن خلف أسوارها المحوّطة بالنور، محمّلين ببشائر (السبق الطبي الأول من نوعه)، وليعلنوا عن تطوير دواء سابق معتمد دولياً في علاج بعض الفيروسات، والقيام ببعض الإضافات عليه، وسرعان ما نجح الفريق البحثي للجامعة في إتمام أول تجربة (مخبرية) عليه أفضت لنتائج إيجابية وواعدة لجهة تخليص البشرية من هذا الكابوس المرضيّ.
وأما المُنجز الثاني الهام والذي حققته الجامعة في سبيل تخفيف وطأة فيروس كورونا الشرس على الأرواح البشرية والكوادر الطبية وميزانيات الدول التي أنهكتها فاتورته الباهظة، فهو يتمثل بتصميم جهاز تنفس اصطناعي يساعد مرضى فيروس كورونا المحجورين صحياً وبكلفة لا تتعدى (100) دينار أردني. ما يعني أن عدداً أكبر من المصابين المحتملين سيكونوا قادرين على تلقي العلاج والإفلات من قبضة الموت لأسباب تتعلق بنقص التجهيزات الطبية؛ والتي عادة ما تتطلب كُلفاً مادية مضاعفة عن تلك المتواضعة والتي يوفرها الإكتشاف العلمي الهام لجامعة عمان الأهلية.
والنجاح بالوصول لهذه المنجزات التي ستفيد منها البشرية، حال نجحت التجارب السريرية المطلوبة لها، كان مقدراً بفضل التناغم ما بين الباحثين من كليتي الصيدلة والهندسة ومركز البحوث الدوائية والتشخيصية في الجامعة. تلك الجهود التي تتقدمها كما أسلفنا (البيئة الخصبة) التي وفرتها الإدارة العليا للجامعة، وبإيعاز من راعي مسيرتها التعليمية الدكتور ماهر الحوراني.
والان حيث تتم الإختبارات السريرية على الدواء المكتشف من قبل الخدمات الطبية الملكية بالتعاون مع الفريق البحثي للجامعة فانه لا بُدّ من تسليط الضوء على مدى أهمية هذا الإكتشاف؛ خاصةّ إذا ما تنبهنا إلى ما تتداوله كبرى وسائل الإعلام العالمية من أخبار منقولة عن أهم مراكز الأبحاث العلمية الدولية، والتي يسهل الوقوف من خلال متابعتها على حالة التخبط المهيمنة على علمائها وباحثيها ممن يعلنون عجزهم حتى لحظتنا هذه عن فك (شيفرة) فيروس كورونا، وذلك على الرغم من أنهم مُموّلين لوجيستياً بما يكاد يعادل ميزانية دولة نامية بقاطبتها.
وبمجرد مطالعة العناوين الصحفية الكثيرة القادمة من أمريكا والصين وفرنسا وغيرها العديد من الدول المتصدّرة والمتفوقة علمياً وبحثياً يمكننا إداراك حجم (المأزق) الذي يحدُّ من قدرات العالم على مواجهة الفيروس (اللغز)، حيث نستشف حيثيات هذا الواقع المُحبط من خلال مقال رصده موقع ساينس ألرت لعالم الأحياء الأمريكي الشهير نيفان كروغان، أستاذ ومدير معهد العلوم البيولوجية الكمية في جامعة كاليفورنيا، حذر من خلاله من أن” الفيروس التاجي الجديد لا يمنح العالم هذا النوع من الوقت، ومع إغلاق معظم دول العالم و(التهديد) الذي يلوح في الأفق (بملايين الوفيات)، يحتاج الباحثون إلى إيجاد دواء فعال (بشكل أسرع) لهزيمة فيروس كورونا”.
ويصطف إلى جانب العالم “كروغان” عديد من الباحثين في العالم في خانة “الحيرة” من أمر الفيروس الذي يمتلك قدرة عجيبة على التحوّر وتطوير ذاته؛ مبدداً بذلك المجهودات العالمية الجبارة لجهة تحديد آلية علاجية فعالة له. وفي حين يتفق جميع العلماء مع “كروغان” على أهمية (عنصر الوقت) لجهة تلافي إزهاق المزيد من الأرواح؛ الأمر الذي يفسر لجوء مراكز بحثية وعلمية ضخمة لإعتماد أدوية قديمة يزيد عمر بعضها عن سبعين عاماً، بينما هناك من يطرح حلولاً آنية تقضي بإستخدام أدوية لعلاج بعض أنواع السرطانات والأمراض السارية والمنقولة كالإيدز، بل أنّ منهم من ذهب لطرح أحد التطبيبات العلاجية الخاصة بالقطط كمحاولة (عاجلة) للنجاة من طوق الأزمة الكورونية الكونية.
في خضم ما سبق كله، يبرز الدكتور “ماهر الحوراني” ومعهُ صحبه من روّاد ومنارات العلم في “جامعة عمان الاهلية” كأردنيين أوفياء لبلدهم ولقيادتهم التي سطروا بفضل دعمها وتحفيزها ألمع صور التماهي مع المسيرة الوطنية المشرفة، وليكون هؤلاء بحقّ ممّن فاخر بهم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حين وصفهم في خطابه الأخير:” أنتم كبار لأنكم تحققون الإنجازات العظيمة”.
وبُحكم شغفهم بالعطاء غير المحدود؛ لم يكتف الدكتور ماهر الحوراني وأهله من سليلي الكرام وحملة لواء الوطنية الخالصة، بالدعم المادي الذي قدموه من خلال مجموعتهم “الحوراني الإستثمارية” و”جامعة عمان الاهلية” وبقيمة مجملها (300) ألف دينار خصصت لدعم المجهود الرسمي في مجابهة جائحة “كورونا”. بل قرروا الذهاب لما هو أبعد وأعظم.. إذ كيف لا تستقم لهم دروب النجاح ولا تلن لهم الصعاب وهم أبناء أيقونة العصامية الراحل أحمد الحوراني؟!.. ذلك الذي استعار البدر بعضاً من ضيائه وحسن صنيعه.. وتدارت الشموس خجلاً واحتشاماً في ثوبه المنير.. وتهاوت الصعاب على عتبات أمجاده السرمدية.
والأمر كذلك؛ حقق الدكتور ماهر الحوراني وقلعته العلمية الحصينة “جامعة عمان الأهلية” أول إنتصار (مخبري) عربي على فيروس “كورونا”، مطرزين بذلك اسم الأردن بخيوط من نور وحرير حين صدّروه للعالم كمنافس قوي في السبق العلمي الدولي لجهة مواجهة الفيروس المتوحش، وإيلائه الحلول الطبية الناجعة.. وهذا المُنجز الكبير لم يلق إهمالاً من قبل الأردن الرسمي كما جاءت قراءة من أعمتهم أقنعة الجهل عن إبصار المعنى الحقيقي لتصريحات وزير الصحة الدكتور سعد جابر والتي لم تنف صحة الإكتشاف الطبي المنسوب لجامعة عمان الأهلية، وذلك في الوقت التي تواءمت تصريحاته – كطبيب وليس كمسؤول صحيّ فقط- مع البروتوكول العلمي العالمي والذي يقوم على المضيّ في عدة خطوات منظمة تتطلبها أية إكتشافات تطبيبية ودوائية.
“جامعة عمان الأهلية” اليوم في إنتظار إتمام البحوث السريرية لمكتشفاتها الطبية، وحتى لو أخفقت تلك التجارب لا قدّر الله في التطبيق على البشر.. فإنه يكفيها منا شكراً عميقاً على ما صنعته من فخر ومجد طبي “حمل لواء الأردن” في الميادين العالمية، وتقدم بها إلى مصافها الأولى .. مرددين من خلف الدكتور ماهر الحوراني” نبع علومنا وخبراتنا لا ينضب ولو نضبت بحور العالم.. نموّله بدمائنا وعرق كدّنا وبذلنا.. ولا نكلّ من تغذيته بعصارة الأرواح والمُهج”.