أكدت الدورة الثالثة من المنتدى العالمي لإنترنت الأشياء،امتلاك دبي الأسباب التي تضعها في صدارة المدن المتقدمة تقنياً على مستوى العالم، حيث قدمت دبي خلال منتدى 2015 ضعف الحلول التي تم تقديمها في المنتدى العام 2014 في مدينة شيكاغو.
المؤتمر والذي جاء بمشاركة أكثر من 1000 مسؤول وخبير تقني على مستوى العالم، شدد من خلاله المشاركون على أن دبي تمتلك القدرة للتحول إلى مدينة ذكية بحلول العام 2017، مشيرين إلى أن دعم القيادة الرشيدة لهذا المشروع يوفر له جميع الإمكانات البشرية والفنية والمادية لإنجاز التحول على الوجه الأكمل خلال هذه الفترة، ولتكون دبي النموذج الأفضل في هذا المجال ومصدراً لإلهام مدن المنطقة كافة في هذا الاتجاه.
وقال أحمد بن بيات عضو اللجنة العليا المشرفة على مشروع تحويل دبي لمدينة ذكية إن النصف الأول من 2016، سيشهد إجراء تجارب أولية لاستخدام شبكة البيانات المفتوحة الخاصة بمشروع «دبي الذكية» بين عدد من الجهات الحكومية المشاركة في الشبكة ومجموعة معينة من الجمهور في دبي.
وأكد ابن بيات في تصريحات على هامش المنتدى على جاهزية واستعداد الجهات الحكومية في دبي لتوفير قاعدة البيانات الخاصة بها لمشاركتها مع سكان دبي عبر بوابة «دبي الذكية» للبيانات المفتوحة.
وقال ابن بيات: إن جميع الجهات الحكومية في دبي تتعاون بشكل كامل لإنجاز مشروع «دبي الذكية» على الوجه الأكمل، مشيراً إلى أن هذا التعاون سيستمر خلال العام 2016 ليشمل القطاع الخاص كجزء من المنظومة المحددة التي شهدت إصدار قانون نشر وتبادل البيانات في إمارة دبي وإنشاء «مكتب مدينة دبي الذكية»، الذي اعتمده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء،حاكم دبي، رعاه الله.
وأضاف ابن بيات أن هذه المنظومة التي اعتمدها سمو الشيخ محمد تأتي في إطار تهيئة جميع الظروف لإنجاز المشروع وبالتعاون مع الشركاء من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، المتمثل في العديد من الجهات، وعلى رأسها مشغلو الاتصالات والمصارف وغيرها من الجهات التي لديها قاعدة جماهيرية عالية والتي تتم حاليا بتعاون كامل بين اللجنة والشركاء من القطاعين.
وأكد ابن بيات أن هذا التعاون ينطلق من هدف «دبي الذكية» الأول، وهو إسعاد المواطنين والمقيمين وخدمتهم وتوفير وقتهم، عبر شبكات الهاتف الذكي وشبكة الإنترنت في أي مكان بدبي.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أطلق في العام الماضي إستراتيجية تحويل دبي للمدينة الأذكى عالمياً خلال السنوات الثلاث المقبلة، وتتضمن الإستراتيجية 6 محاور و100 مبادرة رئيسية وقد تم تشكيل لجنة عليا للإشراف على تحويل دبي لمدينة ذكية.
وانطلقت صباح أمس في دبي أعمال المنتدى العالمي الثالث لإنترنت الأشياء – 2015 والمعرض المصاحب له، الذي تنظمه شركة «سيسكو» العالمية لأول مرة في المنطقة بمشاركة أكثر من 1000 مسؤول حكومي وقائد أعمال وباحث من جميع أنحاء العالم يتقدمهم جون تشيمبرز، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لندوة سيسكو.
وكشف أحمد جلفار، الرئيس التنفيذي ل«مجموعة اتصالات»، عن الفرص والإمكانات التي يستطيع إنترنت الأشياء توفيرها، وما الذي نحتاج إليه لتحقيق التحول الرقمي في المجتمع، في سياق التطورات التي تشهدها المنطقة وشمال إفريقيا، وما الذي يعنيه ذلك من وجهة نظر الحكومة، والشركات، والمجتمعات، والأفراد، مشيراً إلى الجهود التي بذلتها «مجموعة اتصالات» وما زالت، لجعل هذا التحول حقيقة واقعة ومعيشة.
وأكد جلفار، خلال الكلمة التي ألقاها بالمنتدى أن 90% من البيانات المتاحة تم توفيرها خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن التكنولوجيا هي التي تقود الابتكار حالياً، وهي التي ستوفر قائمة طويلة من الفوائد المستقبلية التي سيطال تأثيرها الإيجابي الجميع.
وأوضح أن سرعة التغيير في المستقبل ستعتمد على إنترنت الأشياء، لاسيما أن عدد الأجهزة الخاصة بهذا النوع من الإنترنت سيقفز خلال السنوات ال5 المقبلة من 12 مليار جهاز إلى 50 مليار جهاز، كما ستقوم أجهزة الاستشعار فيها بتوفير مستويات من الربط الذي سينقل عالم الغد إلى حقيقة واقعة.
أضاف، ومن خلال ما تمتلكه من بنية تحتية متقدمة، فإن إنترنت الأشياء ستؤثر في كل ما نقوم به من أعمال في مختلف تفاصيل حياتنا اليومية، وبالشكل الذي يؤكد أن شركات الاتصالات تلعب هنا دوراً محورياً لا يمكن لأي قطاع آخر القيام به، حيث تقوم هذه الشركات بدور قناة الاتصالات، وبما يضمن لها الحفاظ على ظهور كثيف لها خلال المجتمعات، كما أنها تقوم ومن خلال الهاتف الذكي بدور الممكن لأغلب أجهزة الاستشعار المنتشرة ضمن إنترنت الأشياء.
وأكد جلفار أهمية الشراكة بين الحكومة، وهيئة تنظيم الاتصالات، وشركات الاتصالات في تعظيم الفوائد والإيجابيات، وفي الوقت ذاته أهمية هذه الشراكة في الوصول إلى المدينة الذكية وجعلها حقيقة واقعة.
وشدد الرئيس التنفيذي ل«مجموعة اتصالات» على أن «مجموعة اتصالات» ستواصل دورها الريادي في أن تكون في طليعة مطوري منصات إنترنت الأشياء، وتأسيس الشراكات، والتأثير في مسار المحادثات حول أين تتجه تقنية إنترنت الأشياء وكيف يمكننا أن نصل إلى ذلك.
وقال مروان بن دلموك – نائب أول للرئيس للخدمات المدارة ومبادرات الحكومة الذكية والمدينة الذكية في «دو»: إن «دو» تعد أول شركة تطبق شبكة إنترنت الأشياء في الخليج والمنطقة، مشيراً إلى أن هذه الشبكة ستغطي بهذه الشبكة نحو 50% من مناطق دبي العامة بنهاية العام 2015.
وقال ابن دلموك ل«الخليج»: إن «دو» تجري فعلياً تجارب على هذه الشبكات حالياً مع مواصلات دبي وواحة دبي للسيليكون وحي دبي للتصميم، مشيراً إلى أن هذه الشبكة توفر الوقت والجهد في العديد من العمليات، إضافة إلى توفير الطاقة وتخفيض انبعاث الكربون.
وأشار ابن دلموك إلى أن «دو» تعتزم تغطية نحو 300 موقع عام في أبو ظبي ودبي بشبكة «واي فاي» بنهاية العام الجاري، كما تدرس الشركة تطبيق الخدمة في إمارات الدولة خلال العام 2016، مؤكداً أن جميع مبادرات «دو» المتعلقة بمشروع «واي فاي» و«إنترنت الأشياء تصب في مصلحة مشروع «دبي الذكية».
واستعرضت الدورة الثالثة من فعاليات المنتدى العالمي لإنترنت الأشياء، أكثر من 20 تطبيقاً لحلول المدن الذكية والمترابطة، التي تقدمها «سيسكو» وقطاع إنترنت الأشياء، ومن خلال سلسلة من جولات المدينة الذكية، شاهد المشاركون في المنتدى الأسباب التي تضع دبي في صدارة المدن المتقدمة تقنياً في العالم، وامتداداً لدورة المنتدى التي أقيمت العام الماضي في شيكاغو، تقدم دبي ضعف الحلول التي استعرضها المنتدى عام 2014.
نموذج بانغالور الذكي
قالت راما ن. س. الرئيس التنفيذي لجمعية بانغالور للقطاعات الإلكترونية في المدينة: «أتيحت الفرصة للجمعية لدراسة البيانات التي تم جمعها من حالات استخدام خدمات الإضاءة والمواقف ضمن المنصة الرقمية للمدينة، والتي تم تطبيقها في مدينة بانغالور الذكية في فبراير/شباط 2015 من قبل فريق سيسكو للمجتمعات الذكية والمترابطة، وأثبتت تلك البيانات فائدتها الكبيرة في مساعدتنا على فهم استهلاك الطاقة في إنارة الشوارع واستخدام المواقف في الشوارع».
و قالت جاين بوث، المدير العام للمجلس التنظيمي لتطوير مدينة أديلايد: «يلتزم مجلس مدينة أديلايد بزيادة أعداد الأشخاص الذين يأتون إلى المدينة بغرض العيش والعمل والدراسة وإجراء الأعمال أو الاسترخاء والتمتع بمدينتنا. ستساعدنا مشاريعنا التجريبية في مجال المدن الذكية على استعراض قيمة البنية التحتية المترابطة في تحقيق تجربة جديدة ومحسنة للمواطنين. فنحن نرغب في تمكين وإشراك المقيمين في المدينة وتحقيق تجارب جديدة لهم، وتبادل البيانات المتعلقة بالمدينة لدعم تطوير الشركات الجديدة ورواد الأعمال واستقطاب مزيد من الاستثمارات. ولا شك في أن التحول إلى مدينة ذكية مترابطة ذات شبكة تواصل فعالة سيحقق لنا هذا الطموح».
التحول الرقمي الايجابي
ألقى جون تشيمبرز، رئيس مجلس إدارة سيسكو، كلمة حول دور إنترنت الأشياء في إيجاد عالم جديد من الإمكانات، وكيف تحتاج الدول والمدن والمؤسسات، فيما تدخل حقبة من التحول الرقمي، إلى إعادة التفكير في كيفية التعامل مع البنية التحتية الوطنية على مستوى كبير، كما ركز تشيمبرز في حديثه على القدرات التي يتمتع بها التحول الرقمي لتحقيق أثر إيجابي ومستدام على كل جوانب المجتمع.
وقال الدكتور سيباستيان ساكس، الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات في سلطة ميناء هامبورغ: «الواقع أن سبب بحثنا عن نموذج متكامل هو أن الكثير من الأعمال تتدفق عبر المدينة، ولكنها تؤثر في مواطنينا في الواقع. فالهدف هو إيجاد نموذج يمكننا من التعامل مع كل ذلك من دون التأثير في المواطنين وفي المدينة نفسها».
حي دبي للتصميم
قال محمد سعيد الشحي، الرئيس التنفيذي للعمليات في حي دبي للتصميم: «نفخر في حي دبي للتصميم باستعراض مجموعة من مبادرات المدينة الذكية التي يجري تطبيقها لدينا خلال فعاليات المنتدى العالمي لإنترنت الأشياء، هدفنا هو اختيار وتطبيق تلك الحلول الذكية لتنفيذها بما يعود بالنفع على شركاء الأعمال والزوار والإدارة – والأهم، على دبي كمدينة ذكية، ومن خلال تلك المبادرات الفريدة المدعومة بالتقنيات المتطورة، سيستفيد المستأجرون المبدعون في مدينة دبي للتصميم من توفير استهلاك الخدمات ويحصلون على تجربة غنية ومعايير أعلى للسلامة، كما يمكنهم الاستفادة من تحليل البيانات بشكل فوري وفعال ما يساعدهم في تطوير ودعم الأعمال».
وأضاف الشحي أن «استعراض منصة المدينة الذكية في حي دبي للتصميم يبرز إمكانية تعامل الجهات الحكومية وشركائها معاً لتوفير أفضل الخدمات والتطبيقات للزائرين والعاملين في حي دبي للتصميم».