اتفق اقتصاديون على أن سوق الأسهم السعودية ليس بمنأى عما يحدث في الاتحاد الأوروبي، وأشاروا إلى تعرض سوق المال لتأثيرات مباشرة بفعل تهديدات بانسحاب اليونان من منطقة اليورو، ولكنهم اختلفوا في نسبة التأثير.
وأوضح المحلل المالي الدكتور حسن الشقطي أن “السوق السعودي خلال الفترة من 2006 وحتى 2010 كانت استجابته للتغيرات في العالم الخارجي بتأثيرات داخلية، إلاّ أن الفترة الأخيرة، وتحديدا فترة بعد النصف الثاني من 2011 اندماج السوق السعودي في التأثر والاستجابة للتغيرات الخارجية بشكل قوي، وأحيانا بشكل مبالغ فيه”.
وقال الشقطي “تتعرض منطقة اليورو الآن لتغيرات جذرية واستراتيجية ابتداءً من اليونان، التي تعتبر نقطة البداية وليست النهاية، ذلك أن انسحاب اليونان قد يؤدي إلى انفلات الأمر في منطقة اليورو بالكامل”.
وأضاف أن الفترة التي شهدت بداية ظهور أزمة انسحاب اليونان من منطقة اليورو، تزامن مع هبوط جماعي في قطاع المصارف، مبينا أن هناك شدا وجذبا ما بين ألمانيا وفرنسا فيما يتعلق باليونان، وسيكون السوق السعودي رهن كل هذه المؤثرات، قائلا “لا يستطيع أحد القول أن السوق السعودي سيكون بمعزل عن هذه المؤثرات”،
وأشار إلى أن التأثير سيكون بحجم الحدث، ولن يكون بنسبة ضئيلة، فانسحاب اليونان سيكون له تأثير واسع على السوق السعودية، إلا أن السوق يتميز بإمكانية استيعاب المؤثر خلال فترة قصيرة، وهي إحدى السمات المميزة للسوق السعودي.
من جهته، أكد المحلل المالي هشام أبو جامع أن “سوق الأسهم السعودية بدأت تتأثر بالأزمة الأوروبية منذ شهرين، مبينا أن السوق تراجع بنسبة 15%، قائلا: تفاعل السوق مع هذه الأزمة بشكل سلبي جدا، وتراجع بنسبة كبيرة، حيث تلاشى جزء كبير جدا من الأرباح، والسبب الرئيس هو تهديد اليونان بالانسحاب من منطقة اليورو، إلاّ أن أبو جامع استبعد حدوث انهيار لسوق الأسهم السعودي، قائلا: لا أتوقع أبدا حدوث انهيارات كالتي حصلت بين 2006 أو 2008 لأن الوضع حاليا مختلف تماما، فالسوق حاليا مقيّم بأقل من قيمته الفعلية، مشيرا إلى أنه في حال تلاشت أزمة اليونان، فإننا نتوقع ارتفاعا وعودة قوية جدا للسوق وسيعاود نشاطه مرة أخرى.
واستبعد المحلل المالي تركي فدعق حدوث تأثيرات فعلية على سوق الأسهم السعودية، وقال: قد تؤثر أزمة اليونان على السوق السعودية من الناحية النفسية فقط، أما التأثير الفعلي، فلن يحدث، وإن حدث سيكون محدودا وطفيفا، نافيا حدوث أي انهيارات لسوق الأسهم السعودية جراء أزمة الاتحاد الأوروبي.
وقال المحلل المالي محمد العمران: لا يمكن لأحد ما معرفة مدى التأثير الذي يمكن أن يصيب سوق الأسهم السعودية جراء الأزمة الأوروبية، أو التنبؤ بقوة هذا التأثير، وأبان العمران أن ما يحدث مع اليونان سيؤثر على أوروبا وبدوره سيمتد التأثير إلى الاقتصاد العالمي الذي من ضمنه السوق السعودي. وأشار العمران إلى أن القطاع المصرفي وقطاع البتروكيماويات يعدان من أهم القطاعات بحكم حساسيتهما العالية تجاه الأزمة، وأكد العمران على أن الوقت مبكر جدا للحديث عن انهيار أو أزمة يمكن أن تصيب سوق الأسهم السعودية، مستدركا إلاّ أن الاحتمال وارد ولو بنسبة ضئيلة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-24W