مساهمة في تعزيز مستويات السلامة بالعروض الذاتية القيادة، طوّرت تويوتا نظاماً لإنتاج خرائط عالية الدقة يستفيد من بيانات مستقاة من كاميرات خاصة، ومن أجهزة مُدعمة بنظام تحديد المواقع عالمياً (GPS)، مثبتة بعروض مخصصة للاستهلاك التجاري الواسع من السيارات. ويستعين نظام تويوتا الجديد بكاميرات خاصة مثبتة بعروض تجارية من السيارات، لالتقاط صور للطرق العامة وتجميعها واستخلاص معلومات عن موقع السيارة ومكانها. وترسل هذه المعلومات إلى مراكز للبيانات تركّب وتجمّع معاً، وتصحح وتحدّث تلقائياً، ثم يتم إنتاج خرائط عالية الدقة للطرق العالية تغطّي مساحة واسعة.
ويمكن القول إن فهم مخططات الطرق وقوانين السير ومعرفتها، بما في ذلك السرعات القصوى وعلامات الطرق المتنوعة الأخرى، يُعدّان أمرين لا غنى عنهما للتطبيق الناجح لتقنيات القيادة الذاتية. كذلك يتطلّب قياس المعلومات المكانية والموقعية بدقة بالغة جمع المعلومات عن الخطوط الفاصلة والأرصفة، وغيرها من خصائص الطرق الأخرى.
وحتى اللحظة، تنتج بيانات الخرائط المتعلقة بأغراض القيادة الذاتية باستخدام سيارات خاصة مجهّزة بماسحات ليزر ثلاثية البعد، في عملية باهظة الكلفة لا سيما مع الحاجة لإدخال أنماط معينة من البيانات يدويّاً.
أما نظام تويوتا الجديد، فيستفيد حصرياً من تقنية الحلول السحابية لتوليد المعلومات المكانية آلياً، بغرض إنتاج صور للطرق العالية الدقة من بنوك البيانات والأجهزة المُدعمة بنظام GPS المثبتة بسيارات. كما أن أي نظام يعتمد على الكاميرات ونظام GPS بهذه الطريقة، قد ينجم عنه احتمال خطأ كبير مقارنة بنظام يستخدم ماسحات الليزر ثلاثية البعد. لكن الأخطاء المكانية أو الموضعية تخفض بدرجة كبيرة، من خلال تبنّي تقنيات تطابق الصور التي تدمج صور الطرق المجمّعة من سيارات عدة وتصححها، مع تبنّي تقنيات تقدير المسارات العالية الدقة.
وهكذا يضيق هامش خطأ النظام الجديد ليصل أقصاه إلى 5 سنتم على الطرق المستقيمة. ومن خلال الاستفادة من السيارات التجارية والبنية التحتية الحالية في جمع المعلومات، يمكن تحديث البيانات فوراً، بل ويمكن تطبيق هذا النظام بكلفة منخفضة نسبياً.
ولدعم انتشار تقنيات القيادة الذاتية، تعتزم تويوتا أن تجعل هذا النظام عنصراً أساسياً في عروضها ذاتية القيادة المنتظر إنتاجها على صعيد استهلاكي واسع بحلول عام 2020. وعلى رغم أنه يتوقّع حصر الاستخدام المبدئي لهذا النظام بالطرق السريعة، إلا أن هناك خططاً تنموية مستقبلية تقضي بتوسيع عمله ليشمل الطرق التقليدية والمساعدة في تجنّب الخطر. لذا، سيسعى الصانع الياباني للتعاون مع معدّي الخرائط بهدف تشجيع استخدام نسخ عالية الدقة في خدمات يوفّرها القطاعان العام والخاص.