افتتح سمو الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم، مدير دائرة إعلام دبي، أمس، في مركز دبي التجاري العالمي، الدورة الثالثة من معرض «فنون العالم دبي» بمشاركة أكثر من 35 صالة فنية عالمية تقدم أعمالاً من إبداع 150 فناناً موهوباً من المتمرسين والناشئين، إلى جانب الأجنحة الوطنية المخصصة لكل من أوروبا، واليابان، وأوكرانيا، والولايات المتحدة. ويستمرالمعرض 3 أيام ويعد بمثابة المنصة الفنية الرائدة على مستوى المنطقة التي تجعل الفن في متناول الجميع بتكلفة معقولة.
وتجول سمو الشيخ حشر بن مكتوم بين أرجاء المعرض، وشاهد الأعمال الفنية التي أبدعها عدد من أمهر الفنانين المشاركين، وتوقف أمام العديد من الأعمال الفنية المبهرة، من لوحات ورسومات ومنحوتات، والتقى بالفنانين والقائمين على المعارض الفنية.
ويتضمن المعرض أكثر من 3000 عمل فني، تنوعت بين مختلف المدارس الفنية، لكن الملفت كان الانسجام الفكري والرؤيا المشتركة بين فناني العالم، حيث التقت رؤاهم في ضرورة البحث عن مساحة خاصة من التميز عبر اكتشاف تقنيات جديدة في الفن، أو عبر اكتشاف رؤيا خاصة تمثل البصمة التي تميز كل فنان، فاعتمد البعض أسلوب النحت على المعادن ليجسد وجوهاً محايدة ومتآكلة، بينما استخدم آخرون مجموعة من الأوراق النقدية ليعلقها بطريقة خاصة فتبدو موزعة على مساحة الجدار على حبال متدلية، جاعلاً منها محطة يقف عندها الزوار ليدلل على إغراء المال وجاذبيته عندما يكون متاحاً ومتحرراً، خاصة عندما يتمثل كينونة اللوحة.
وللتصوير مكانة خاصة في عالم الفن، فهو الأصل في كثير من الأعمال الواقعية، لكنه أيضاً فن قائم بذاته تدعمه تقنيات الطباعة المتطورة التي عرضت بعض صالات العرض آخر الأفكار التي توصلت لها. وإضافة إلى جمالية ودقة الصور التي التقطت بكاميرات عالية الدقة، وبأيدي مصورين يمتلكون نظرة فنية ساحرة، نجد أن الخامات التي باتت تطبع عليا الصور تمنحها أيضاً جمالية خاصة، حيث باتت تطبع على الأقمشة المختلفة والمفاجئة أحياناً، كما تطبع على ألواح الزجاج والمعدن. وشهد اليوم الافتتاحي للمعرض إقامة أمسية الثقافة اليابانية بحضور نخبة من أبرز الشخصيات في مجال جمع الأعمال الفنية والجهات المعنية.
واستعرض الحضور الأعمال الفنية المشاركة في النسخة الحالية من المعرض، وتخللت اليوم الافتتاحي أيضاً فعاليات متنوعة أبرزها نشاط «سبيد بينتينج» الذي دام سبع دقائق فقط، والذي قدمه الفنان الأصم والأبكم فيكتور سيتالي، الذي يشارك في المعرض ممثلاً عن ستوديو مواهب فروم بيوتيفول بيبول، وهو ستوديو يحتضن الفنانين الراشدين من ذوي الإعاقة.
كما يقدم سيتالي، ذو الأصول الزامبية، ورشاً تعليمية بلغة الإشارة للصم والبكم، وذلك في إطار مبادرة ذا توكس التعليمية، التي أطلقها معرض فنون العالم دبي. كما تستضيف صالة «بلا بلا لاونج» اليوم ندوات خاصة مع مجموعة من أهم الفنانين والقائمين على المتاحف، وغيرهم من الخبراء في عالم الأعمال الفنية.
و قالت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي: «معرض فنون العالم دبي يواصل النمو ليتخطى كل التوقعات؛ إذ نجح في نسخته الحالية في استقطاب أبرز المواهب الفنية من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يتجسد في الأصداء الإيجابية التي يلاقيها المعرض في أوساط عشّاق الفن على تنوع انتماءاتهم وميولهم الفنية. لقد عملنا منذ انطلاق المعرض على أن نجعل منه معرضاً متخصصاً في القطع الفنية مدروسة التكلفة، تجسيداً لإيماننا أن الفن يجب أن يكون متاحاً للجميع».