خطفت المملكة العربية السعودية أنظار العالم بإعلانها عن خطتها الطموحة لـ15 عاما المقبلة، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط، وتنويع الاقتصاد، ويعد انهيار أسعار النفط هو السبب الرئيسي وراء الهيكلة الاقتصادية في السعودية، وهو نفس السبب وراء تخفيض التصنيف الائتماني من «موديز»، السبت.
وأصبح واضحا أن «أوبك» لم تعد المحرك الرئيسي لأسعار النفط، خاصة مع الارتفاع قرب حاجز 50 دولار للبرميل، صباح تداولات اليوم، بعد اضطرابات سياسية في فنزويلا، وخفض الإنتاج في نيجيريا، وهو الأمر الذي أكده بنك «جولدمان ساكس» في توقعاته لأسعار النصف الثاني من العام الجاري.
وخفضت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، تصنيف السعودية متأثرة بانخفاض أسعار النفط، وقالت الوكالة: إن «هبوط أسعار النفط أدى إلى تدهور جوهري في الوضع الائتماني للسعودية».
كما خفضت الوكالة التصنيف إلى (A1) من (Aa3) مع الإبقاء على نظرتها المستقرة، موضحة تصاعد الضغوط على الميزانية، بالإضافة إلى تصاعد المخاطر على الاقتصاد في غياب مزيد من الإصلاح المالي والاقتصادي.
*«موديز» تعكس تحديات السعودية 2030
وأكدت «موديز» أن خطط السعودية الطموحة والشاملة لتنويع الاقتصاد لو نجحت جزئيا، من شأنها تحقق استقرار الوضع الائتماني، وتقديم طريقا مستقرا إلى مستوى تصنيف أعلى من الحالي.
وترى «موديز» أن خطة السعودية 2030 توجه العديد من التحديات التي تعكس التوتر بيت الرغبة في استدامة النمو الاقتصادي، وتدابير ضبط الأوضاع المالية العامة، بالإضافة إلى تعميق الإصلاحات المالية اللازمة لتوسيع قاعدة إيرادات السعودية مع تحقيق الاستقرار الاجتماعي لمواطنيها.
ويؤثر تخفيض التصنيف الائتماني للدولة على ثقة المستثمرين، وبيان قدرة الدولة على سداد ديونها العامة، وتستخدم جميع الحكومات الكبرى والصغرى منها الديون لتمويل جزء من نفقاتها، في صورة سندات حكومية أو أذون خزانة، ويتحكم التصنيف الائتماني في ثقة المشترين لأدوات دين الدولة.
*«أوبك» تحقق أعلى سعر في إبريل
من ناحية أخرى، قالت «أوبك» أنها شهدت ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الخام، في إبريل الماضي، بزيادة قدرها 9.3% في سلة خام «أوبك»، حيث وصل سعر سلة «أوبك» 37.86 دولار للبرميل، بزيادة قدرها 40 في المائة منذ بداية العام الجاري، كما ارتفع إنتاج «أوبك» من الخام بنحو 188 آلف برميل يوميا، في إبريل، ليصل إنتاجها إلى 32.44 مليون برميل يوميا.
وتوقعت «أوبك»، في بيانها الصادر، السبت، تحسن الوضع في السوق خلال النصف الثاني من 2016، وارتفعت العقود الآجلة للنفط بأكثر من 8%، في حين زاد خام برنت بنحو 3.55 دولار للبرميل إلى 43.34 دولار للبرميل، كما ارتفع خام تكساس الأميركي بنحو 3.16 دولار للبرميل إلى 41.12 دولار للبرميل بنهاية إبريل الماضي.
وبلغ معدل الاستهلاك العالمي من النفط نحو 92.98 مليون برميل لليوم، في إبريل الماضي، وتوقعت «أوبك» أن يتخطى الطلب العالمي حاجز المليار برميل يوميا خلال العام الجاري، ليصل معدل الاستهلاك اليومي إلى 94.98 مليون برميل يوميا.
*تخمة المعروض
وارتفع سعر خام برنت، صباح اليوم، بداية تداولات الأسبوع، بنحو 1.8%، ليصل إلى 48.71 دولا للبرميل، كما صعد خام تكساس الأميركي بنحو 1.8% إلى 47.06 دولار للبرميل، بحلول التاسعة بتوقيت جرينتش.
وسجلت أسعار النفط، الاثنين، أعلى مستوى لها منذ نوفمبر 2015، مع تزايد حالات تعطل الإنتاج في نيجيريا، والتقلبات السياسة التي تشهدها فنزويلا.
وأفاد بنك «جولدمان ساكس» أن تخمة المعروض النفطي على وشك الانتهاء، مرجعا انخفاض المعروض إلى تعطل العديد من الإمدادات، الأمر الذي من شأنه أن ينهي «شوط» استمر لمدة عامين من زيادة المعروض من الخام، التي دفعت الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ 13 عام يناير الماضي.
وأوضح البنك، في تقريره، الاثنين، أن إمدادات النفط انخفضت بنحو 3.75 مليون برميل يوميا، مما يؤدي إلى التخلص من زيادة المعروض النفطي.
وقال البنك، في بيانه، إن «سوق النقط تحول من قرب تشبع طاقة التخزين إلى تسجيل عجز في وقت مبكر كثيرا عما كنا نتوقعه»، موضحا أن تحول السوق لتسجيل عجز في مايو الجاري، يرجع إلى الطلب القوي والمستمر في ظل انخفاض الإنتاج.
وحذر «جولدمان» من أن السوق قد تشهد فائضا من جديد في النصف الأول من العام المقبل، مضيفا: أن «اقتراب الأسعار من 50 دولار للبرميل في النصف الثاني من 2016 سيقود إلى زيادة أنشطة التنقيب والإنتاج»، معللا أن منتجي النفط ذو التكلفة المنخفضة من دول الخليج وإيران وروسيا سيدفعون بالإنتاج إلى النمو مرة أخرى، وسوف تستمر المنتجين ذوي التكلفة المنخفضة لدفع نمو الإنتاج في ترتيب جديدة للنفط مع النمو مدفوعة من قبل المملكة العربية السعودية والكويت وإيران والإمارات العربية المتحدة وروسيا.
ويتوقع بروس كينثمان، الخبير الاقتصادي في مؤسسة «جي بي مورغان»، في حديثه لـ«الفرسان»، أن تظل أسعار النفط هادئة إلى حد ما هذا العام، لتستقر ما بين 40 إلى 50 دولارا للبرميل.