أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، مبادرة «قوة جواز السفر الإماراتي»، بهدف وضع الجواز ضمن قائمة أقوى خمسة جوازات سفر في العالم بحلول عام 2021، بناء على توجيهات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي.
وكان جواز السفر الإماراتي قد حل في المركز الأول عربياً والـ 26 عالمياً من حيث القوة، بحسب التصنيف العالمي لعام 2017.
ويعكس هذا الإنجاز الكبير، مدى نجاح الدبلوماسية الإماراتية خلال الفترة الماضية، في تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة، وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الداعية إلى الانفتاح على جميع دول العالم.
وإقامة علاقات وشراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية معها، والعمل على تعزيز مكانة الدولة في المجتمع الدولي.
يمكّن جواز السفر الإماراتي «العادي»، مواطني الدولة من دخول 126 دولة من دون تأشيرة مسبقة، وفق آخر تحديثات وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وبعد توقيع مذكرتي تفاهم للإعفاء المتبادل من التأشيرات، مع كل من الأرجنتين والبرازيل، سيتم قريباً تحديث ترتيب قوة الجواز الإماراتي، ليصبح في المرتبة 25 عالمياً، بعدد 128 دولة تفتح أبوابها للمواطنين بدون تأشيرة.
واستكملت وزارة الخارجية مرحلة جديدة في مسيرة الإعفاء من التأشيرات، حيث وضعت خطة لتبادل الإعفاء مع 18 دولة، آخذة بعين الاعتبار في اختيارها لتلك الدول، التوجهات المستقبلية التي من شأنها تحقيق مصالح الدولة، وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
وأكدت الوزارة أن تحقيق هذه التوجهات، يتطلب بذل المزيد من الجهد الداخلي والخارجي، لتفعيل خدمات بطرق تكنولوجية تجعل هذا الهدف قريباً من التحقيق.
خدمات متميزة
وأكدت وزارة الخارجية أن رؤية دولة الإمارات 2021، التي تهدف لأن تكون الدولة ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، حفزت الوزارة للسعي نحو تعزيز مكانة الإمارات في الساحة الدولية، فارتأت أن تطلق مبادرة «قوة الجواز الإماراتي»، بحيث تمكن المواطن من دخول دول العالم دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة، ما يزيد من سعادته.
وكثفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، تحركها الدبلوماسي النشط نحو تحقيق المزيد من الانفتاح على العالم، من خلال تبادل الزيارات والاتصالات على أعلى المستويات، وانتظام عقد اجتماعات اللجان المشتركة، إلى جانب التحرك الدبلوماسي المميز، المتمثل في الانفتاح وتعزيز العلاقات مع دول أميركا اللاتينية والمحيط الهادي ودول القارة الأفريقية، فضلاً عن الحضور الإيجابي القوي للدولة في جميع المحافل الإقليمية والدولية، حسب البيان.
وأشارت إلى أن استراتيجية الحكومة، تهدف إلى تقديم خدمات متميزة لمواطني الدولة، ومنها الإعفاء من تأشيرات الدخول لدول العالم، إذ يعد الأخير هدفاً استراتيجياً للدولة، مؤكدة أن الدبلوماسية الإماراتية تلعب دوراً حيوياً في إقناع حكومات الدول حول العالم، بالموافقة على إعفاء مواطني الدولة من تأشيرات الدخول لأراضيها.
رؤية ثاقبة
وتميزت السياسة الخارجية للدولة، برؤية ثاقبة وتحرك ديناميكي نشط، وحضور قوي على الساحتين الإقليمية والدولية، وعملت على بناء شبكة واسعة من المصالح المتبادلة مع دول العالم المختلفة، لخدمة قضايا التنمية وتبادل الخبرات والتجارب، ونقل التكنولوجيا، وغيرها من الآليات التي تصب في خدمة التنمية والاقتصاد الوطني، من خلال جذب الاستثمارات ودعم المشاريع الوطنية في الخارج.
كما لعبت دبلوماسية دولة الإمارات، دوراً محورياً في العمل من أجل احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة، سواء على صعيد المنطقة أو خارجها، كما عملت بشكل دؤوب لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للعديد من الدول النامية.
خاصة تلك التي تشهد حالات نزاع أو كوارث طبيعية، فضلاً عن مساهماتها الأخرى الفاعلة في العديد من عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين وإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة بعد انتهاء الصراعات، وهو ما يجسد شراكتها المتميزة مع أطراف عدة، وتفانيها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة، من صيانة واستقرار السلم والأمن الدوليين.
وركزت الوزارة خلال العام الماضي، على المبادرات الحكومية الجديدة، مثل مبادرة التسامح، لترسيخ قيم التسامح والانفتاح على الآخر في العالم، ومبادرة السعادة والمساعدات الإنسانية، للترويج عن القيم والمبادئ السامية والأهداف النبيلة التي تتبناها دولة الإمارات، وتسعى لتعميمها في دول العالم.
الشينغن
وتمكنت الدبلوماسية الإماراتية من استكمال إنجاز اتفاقية إعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرة «الشنغن»، والتي تعتبر من أهم الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية الإماراتية، حيث تسمح هذه الاتفاقية لمواطني الدولة، بعبور 34 دولة أوروبية، من بينها 26 دولة تابعة للاتحاد الأوروبي، من دون تأشيرة الشينغن المسبقة.
وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي والاتحاد الأوروبي، وقعتا هذه الاتفاقية في بروكسل خلال شهر مايو 2015، وبدأ سريان الإعفاء من تاريخ التوقيع، وقد جاء استكمال إنجاز هذه الاتفاقية، في إطار جهود الوزارة وحرصها على خدمة المواطن، وتسهيل حركته، وتمكينه من إنجاز أعماله ومتطلباته المختلفة.
وأشارت وزارة الخارجية إلى أن الإنجاز ينطوي على الكثير من المعاني والدلالات المهمة، منها قوة دولة الإمارات على الساحة الدولية، مؤكدة أن الصورة الإيجابية للمواطنين الإماراتيين في الخارج، باعتبارهم يعبرون عن نموذج الإمارات في الانفتاح والتعايش المشترك والاندماج مع الثقافات من الحضارات المختلفة لدول العالم.
يعمق ثقة المجتمعات الدولية بالمواطن الإماراتي وسلوكه الحضاري في أي مكان يذهب إليه، كما تنعكس هذه الصورة الإيجابية أيضاً في المعاملة الراقية والحضارية التي يلقاها المواطن الإماراتي في أي مكان في العالم يذهب إليه.
أولوية رئيسة
وشددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، على أن مواطن الإمارات يمثل الأولوية الرئيسة في اهتمامات القيادة الرشيدة، التي تعمل دوماً على توفير مقومات العيش الكريم والرفاه له.
وفي الوقت ذاته رمزاً للإنجاز والتفوق والتميز على المستوى العالمي، حسب رؤية وتطلعات حكومة دولة الإمارات لعام 2021.
كما يؤكد هذا الإنجاز على أن دعم القيادة الحكيمة وتوجهاتها الرشيدة للمواطن، وتمكينه وتوفير كل أسباب الحياة الكريمة والرفاهية والسعادة له ولأسرته، لم يقتصر في تحقيق ذلك داخل الدولة، بل سعت إلى تحقيق هذه القيم للمواطن، حتى وهو خارج بلاده.
السلام العالمي
وتمثل وزارة الخارجية والتعاون الدولي، منذ إنشائها، مقومات المجتمع الإماراتي ونافذته على العالم الخارجي، ينشر من خلالها فكر ورؤية القيادة الإماراتية، التي تؤكد على قيم الإخاء الإنساني، وتدعو دائماً إلى رفع المعاناة عن الإنسان، بصرف النظر عن جنسه أو دينه، مشددة على ضرورة تعميق قيم السلام العالمي.
وحل النزاعات بالطرق السلمية وعبر الحوار.وتشكل وزارة الخارجية، عبر سفاراتها وإداراتها المختلفة وبعثاتها الدبلوماسية، ومن خلال سفرائها وممثليها ودبلوماسيها، صلة الوصل بين القيادة الرشيدة للإمارات وشعوب العالم.وتعمل على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بينها وبين دول العالم على مختلف الصعد والمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
«الخارجية»: إنجاز دبلوماسي إماراتي
أكد أحمد سعيد إلهام الظاهري، الوكيل المساعد للشؤون القنصلية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن حصول جواز السفر الإماراتي على المركز الأول عربياً.
والسادس والعشرين عالمياً في مؤشر جوازات السفر العالمي، الصادر عن «أرتون كابيتال» لعام 2017، أحد أهم الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية الإماراتية، بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي.
انعكاس
ولفت الظاهري، في تصريح لـ«البيان»، إلى أن «هذه الإنجازات تنعكس بشكل مباشر على سعادة المواطن، من خلال تسهيل تنقله وسفره إلى أكبر عدد ممكن من الدول حول العالم، حيث يتيح جواز السفر الإماراتي لحامله زيارة 126 دولة حول العالم من دون تأشيرة مسبقة».
وتابع الظاهري: «لا شكَّ أن تحقيق دولة الإمارات لهذه المكانة لم يأتِ من فراغ، وإنما هو ثمرة لجهود مشهودة وإنجازات تنموية واقتصادية كبيرة.
وهو يعكس في حقيقته أبعاداً استراتيجية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وله دلالات مهمَّة، أولها أنه يشير إلى المكانة والتقدير اللذين تحظى بهما الإمارات العربية المتحدة على المستوى الدولي، في ظل قيادتها الحكيمة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله».
يوبيل
وذكر: «يسهم هذا الإنجاز في تحقيق رؤية دولة الإمارات 2021 التي تهدف إلى أن تكون الإمارات العربية المتحدة ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد، ما يعزز من مكانة الدولة على الساحة الدولية، ولا شك أن مبادرة قوة الجواز الإماراتي التي تمكّن المواطن الإماراتي من دخول دول العالم دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة تصب في هذا الاتجاه».
فئات يصدر لها جواز سفر الطوارئ
يصدر جواز سفر الطوارئ من قبل بعثات الدولة في الخارج لمواطني الدولة في الحالات الطارئة، ويصدر لثماني فئات من فاقدي جوازات سفرهم الأصلية خارج الدولة، وفاقدي بطاقات الهوية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
والجواز التالف، وجوازات السفر منتهية الصلاحية، وحالات الإجلاء في الأزمات والطوارئ، والمواليد خارج الدولة من أم مواطنة أو أجنبية، أو حسب قرار لجنة إعادة أبناء المواطنين المقيمين في الخارج من أم أجنبية.
وحول آلية استصدار هذا الجواز، أشارت وزار الخارجية والتعاون الدولي، إلى أن المواطن يتقدم بطلب جواز الطوارئ حسب سبب الطلب، عن طريق بعثة الإمارات في الدولة الموجود بها، أو إدارة شؤون المواطنين، أو عن طريق موقع وزارة الخارجية الإلكتروني، ويقوم بتعبئة استمارة طلب جواز الطوارئ، وإرفاق المستندات الرسمية المطلوبة، بحسب سبب طلب جواز الطوارئ.
وفي حال استيفاء الطلب للشروط والقوانين، يتم إصدار الجواز المطلوب وتسليمه للمواطن في نفس الوقت، ليتمكن من استكمال رحلته أو العودة للدولة، وفي حال عدم ذلك، يرسل الطلب لوزارة الخارجية والتعاون الدولي- إدارة شؤون المواطنين، لأخذ التوجيهات من الجهات المعنية في الدولة.
وعند الوصول إلى أرض الدولة، يتم تسليم أصل الجواز لوزارة الداخلية، والشروع في إصدار جواز جديد.
ولفتت وزارة الخارجية، إلى أن هذا الجواز هو أول جواز سفر طوارئ في العالم العربي يصدر بمعايير أمنية عالمية، تتوافق مع متطلبات وتوصيات المنظمة الدولية للطيران المدني.
وكانت سفارة الإمارات في الكويت، أصدرت أول جواز سفر طارئ لأحد المواطنين كان قد فقد جواز سفره في الخارج، لتكون أول سفارة تفعّل هذا الجواز، الذي أعلنت عنه وزارة الخارجية في 22 مارس 2016، في إطار توفير الرعاية المتميزة للمواطنين في الخارج.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-jge