هي جنة سرّية حقيقية أبهرت أعين السياح والزائرين، باتساعها فهي تمتد على مساحة 45.470 متراً مربعاً في بحيرة خالد بالشارقة، إنها جزيرة النور التي تحمل من اسمها النصيب الكبير، فكل من يأتيها ينبهر بتفاصيل تصاميمها وتفرد أفكارها وسحر موقعها في وسط بحيرة خالد، وإطلالاتها الرائعة من الجهات كافة، وأيضاً جمال انعكاسات نور الشمس نهاراً على المبنى الرئيسي الذي يتمتع بتصميم فني بألوان ذهبية تشع بنورها نهاراً، أما ليلاً فالنور بألوانه المختلفة قصة ساحرة مع الجزيرة لن يشعر بها إلا من تجول بين أروقتها.
تصميم فريد وراقٍ
صممت الجزيرة بأسلوب فريد وعصري، وأفكار راقية وفنية تأخذ زوارها في رحلة لعالم الإبداع والراحة والهدوء، ليجلسوا بين أروقتها الخلابة ويستمتعوا بمناظرها الرائعة، هرباً من إيقاع الحياة اليومية، وسرعة الحياة العصرية، لتكون وجهة سياحية جديدة لسكان وزوار إمارة الشارقة، ووجهة متفردة تشكل ملاذاً للمفكرين والفنانين والمبدعين والشعراء، لينطلقوا منها بنور إبداعاتهم الفكرية والفنية مع ما توفره الجزيرة لهم من أجواء ملهمة لا مثيل لها.
تنطلق تجربة زوار (جزيرة النور) من ممرها الخشبي رائع التصميم، الذي يمتد ليأخذهم في جولة ممتعة بين ردهات الجزيرة الخلابة وممراتها المتعرجة التي تضم العديد من المرافق والمجسمات الفنية، والتي تجذب كل من يمر بها للتوقف أو الجلوس والاستمتاع بسحر المكان والتصاميم.
بيت الفراشات
ومن أبرز أماكن الإثارة والمتعة عند زوار جزيرة النور، وأهم مرافقها الحيوية (بيت الفراشات)، الذي صمم بطريقة غاية في الروعة والانسيابية، ليجذب أنظار زوار الجزيرة والناظرين إليه من بعيد، بسطحه المزخرف وجدرانه الخضراء المغطاة بالنباتات المتسلّقة والأضواء، إذ يتواجد بها ما يقارب 600 فراشة من 16 نوعاً مختلفاً، كما تضم لوحات من مجموعة الفراشات المحنطة الخاصة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والتي وضعت في بيت الفراشات بالتنسيق مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة.
وتتميّز الفراشات بأشكال وأحجام مختلفة، يمكن للزوار التمتع بها عن قرب ومشاهدة ألوانها الرائعة، داخل بيتها الجميل الذي صمم بطريقة دقيقة جداً ليناسب دورة حياتها، ووضعت الفراشات بين أنواع مختلفة من النباتات، لتعيش عليها في بيئة تحاكي حياتها الطبيعية.
مجسمات فنية.. وأوفو العالمي
وتتضمن جزيرة النور ثمانية مجسمات فنية مميّزة، مصممة من قبل فنانين عالميين، وتشمل مجسم «التورس» للفنان ديفيد هاربر، وأعلام «صور الرياح» للفنانة مونيكا جيلسينج، والصخور الحجرية، وأعمدة منحوتة للفنانة وزان شموجنر، وغيرها من الأعمال الفنية التي صممت حصرياً لتتماشى مع أجواء جزيرة النور.
وتنفرد جزيرة النور بإمارة الشارقة باحتوائها على نسخة من مجسم «أوفو» الفني الذي يتواجد نسخ منه في كبرى مدن العالم مثل بكين وبرلين وبروكسل وامستردام وغيرها، والذي أثار بشكله البيضاوي الرائع إعجاب الملايين ممن شاهدوه في تلك المدن حول العالم، ويتميّز مجسم «أوفو» الفني بجمع ثلاثة عناصر في آن واحد وهي الصوت، ونظام الإضاءة LED، وبخار الماء، وهو ما يمنحه مشهداً جميلاً وفاتناً مع حلول المساء، إذ يضيء بشكل رائع ليضفي رونقاً خاصاً على الجزيرة بفضل التمازج بين خطوط الإضاءة وألوانها والموسيقى الساحرة التي تخرج من أنحائها وهي مقطوعات حصرية تم تأليفها لجزيرة النور.
ديوان الآداب.. ملتقى المفكرين والفنانين
وبين مساحات الجزيرة الواسعة، يتواجد «ديوان الآداب» ركن فائق الجمال مصمم على شكل زهرة، وهو محطة لالتقاء المثقفين والمفكرين والفنانين، ومحبي القراءة والمطالعة، يتبادلوا خلاله الأحاديث والأفكار ضمن أجواء مليئة بالهدوء بعيداً عن إيقاعات المدينة المتسارعة، إذ يحتوي «ديوان الآداب» على أماكن للجلوس تحيط به انعكاسات ضوئية من الخط العربي تحفز زوارها على التفكر والإلهام والإبداع.
مقهى نور
كما توفر «جزيرة النور» لزوارها تشكيلة متنوعة وحصرية من الوجبات والمشروبات الخفيفة والصحية من خلال «مقهى نور» الذي يوجد بالقرب من بيت الفراشات، في وسط الطبيعة والمناظر الساحرة، وبتصاميم داخلية تُبقي زوارها ضمن أجواء الطبيعة، وانعكاسات النور على الألوان الهادئة التي تملأ المكان.
ويتمكن زوار الجزيرة أثناء تجولهم بين ممراتها من مشاهدة العديد من الأشجار والنباتات المختلفة على امتداد مساحتها، والتي أضافت جمالية مختلفة، حيث تمت زراعة 70 ألف نبتة وشجرة إلى جانب نحو 2200 شجرة ونبتة أخرى كانت في أرض الجزيرة قبل تطويرها، ومن ضمن هذه النباتات الفريدة نبتة نخلة بيسماركيانوبيليس، والسنط العربي، والكركدية الزيزفونية.
ويحظى الأطفال بمتعة خاصة في جزيرة النور من خلال الأماكن الترفيهية، التي حرصت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) على إقامتها لهم من أجل الاستمتاع وقضاء أوقات مرحة ومسلية بين مساحات الجزيرة الواسعة المغطاة بالرمال والأعشاب المضيئة والمحاطة بالأشجار، لتمنح الأطفال فرصة لاستكشاف الطبيعة وتسلق الألعاب.
إن الاهتمام الكبير بدقة التفاصيل الفنية والتفرد في تصاميم «جزيرة النور»، وإشعاعات أنوارها، تشعر كل من يزورها بأنها وجهته الخاصة ويجد فيها الكثير من التفاصيل التي تحاكيه شخصياً ولذلك سيجد فيها أكثر بكثير مما وصفناه هنا.
رؤية
تم افتتاح جزيرة النور في بحيرة خالد بالشارقة، مقابل مسجد النور، تزامناً مع احتفالات الشارقة عاصمة السياحة العربية لعام 2015، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الساعية نحو جعل الإمارة أحد أبرز الوجهات السياحة في المنطقة، وإيجاد وجهات فريدة تساهم في تحقيق رؤية الشارقة السياحية بالوصول إلى 10 ملايين سائح بحلول عام 2021.
لوحة
جزيرة النور، لوحة فنية معمارية مزخرفة، لم تبقها هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) بين طيات الورق، بل رسمتها وأبدعتها على أرض الواقع، لتكن أحدث مشاريع الهيئة ومسك ختامها للعام 2015، ولتسجل بافتتاحها وجهة سياحية جديدة وفريدة في الشارقة تضاف إلى مجموعة الوجهات السياحية التي طورتها (شروق) خلال السنوات القليلة الماضية في كل أنحاء الإمارة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-c3Z