مجلة مال واعمال

توقع زيادة الطاقة الانتاجية للفوسفات إلى 10ملايين طن سنويا

-

– أكد رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية، واصف عازر، أن مجلس إدارة الشركة سيدعو لاجتماع هيئة عامة غير عادي في غضون شهرين على أبعد تقدير، لإقرار المساهمين لخطة تنموية توسعية.

وأوضح عازر، في حديث لـ”الغد”، أن الهيئة العامة غير العادية ستناقش خطط التوسع التي ستقوم بها الشركة بما فيها زيادة فرص العمل والإنتاج المتطور بمعنى زيادة انتاج السماد وحامض الفوسفوريك وآليات توفير كل تلك العناصر في العملية الإنتاجية.

وأكد عازر، وهو وزير صناعة سابق ومدير عام لشركة الفوسفات الأردنية قبل خصخصتها، أن الطاقة الانتاجية الحالية سترتفع من 7 ملايين طن في السنة الى 10 ملايين طن في مطلع العام المقبل و 2014، بسبب إقامة مصنعين جديدين أحدهما في الشيدية والآخر في اندونيسيا.

وأضاف “إن المصنعين الجديدين سيستخدمان نحو 3.2 مليون طن من خامات الفوسفات الاردني”.

واشار الى أن الشركة تملك خطة طموحة خلال 4 سنوات اللاحقة تفضي الى بلوغ انتاج 15 مليون طن نتيجة تغذيتها لإنتاج مصانع جديدة داخل المملكة وخارجها، ومن خلال شراكات مع مستثمرين خارجيين مع الشركة.

وكشف عازر عن مفاوضات حالية مع مستثمرين كبار معروفين يرغبون بإقامة مصانع مع الفوسفات الأردنية، مبينا أن المناخ والاضطرابات التي تحدث تؤثر بشكل سلبي على استقدام شراكات جديدة.

كما توقع أن تحقق الشركة مبيعات ومبالغ فيها نسبة نمو تتراوح بين 15 %- 20 % مع نهاية السنة المالية الحالية، راهنا تحقيق ذلك النمو بتوقف الأزمات التي تواجه الشركة من حيث الاعتصامات والإضرابات، وتأثيراتها السلبية على مجمل النشاط الاقتصادي للمملكة.

وقال عازر إن شركة الفوسفات الاردنية هي “شركة وطنية تتعامل مع ثورة وطنية هي خامات الفوسفات ومن أهدافها أن لا تستمر في بيع الخامات بل أن تقوم بتعظيم القيمة المضافة، أي الأرباح من هذا الانتاج عن طريق مجموعة من المراحل لتعظيم التصنيع داخل المملكة، ما يزيد من فرص العمل واستيعاب أعداد متزايدة”.

واشار عازر إلى الوظائف التي توفرها الفوسفات الاردنية في مختلف المجالات، ومنها هندسة التعدين والميكانيك والكهرباء، بالإضافة الى تخصصات تتعلق بالآلات المختلفة وانواعها، والعمالة الفنية.

وبين أن الشركة يعمل فيها بصورة مباشرة 4300 مستخدم وتشغل الشركات الشقيقة والتي تشترك معها بالإنتاج أكثر من 1200 مستخدم في المصانع الموجودة في المملكة.

الأنشطة التوسعية
وبين عازر أن الطاقة الإنتاجية للفوسفات الاردنية تبلغ 7 ملايين طن في السنة؛ سترتفع في السنة المقبلة ومطلع 2014، الى 10 ملايين طن جراء بدء عملية تشغيل مصنعين احدهما في اندونيسيا والشيدية ما سيجعلهما يستخدمان نحو 3.2 مليون طن من خامات الفوسفات الاردني.
وأوضح أن الثلاثة شهور الأولى من 2014 ستكون بداية للتأسيس لمرحلة جديدة في زيادة الطاقة الانتاجية للوصول الى 15 مليون طن؛ حيث ستتغذى المصانع الجديدة من انتاج خامات الفوسفات في المملكة، لافتا الى وجود مفاوضات في هذا الوقت لإنشاء مصانع جديدة بالشراكة مع مستثمرين خارجيين.
وأضاف “جاء مستثمرون يريدون عمل مشاريع كبرى، لكن الاضرابات تؤثر على استقبال تلك الاستثمارات وفي حال انجاز تلك المشاريع ووضع تصورات لها سنحقق نقلة نوعية في اعمال الشركة”.
وأكد عازر ان الشركة تواجه عقبات ناتجة عن الاضرابات والاعتصامات التي تتم ومنها ما يتعلق بمؤسسات أخرى كمؤسسة الموانئ والسككك الحديد، بالاضافة لما جرى من قبل العاملين في المناجم والادارة ما أثر على القدرة التصديرية.
واشار الى أن الشركة قامت بتصدير نحو 300 ألف طن في يوليو (تموز) و 400 ألف طن، فيما كان مقررا أن تصل الى 600 ألف طن في الشهر الماضي، لكن التأثيرات السلبية للاعتصامات نالت من الخطط التصديرية.
وتوقع أن تحقق الفوسفات نتائج في الربع الثالث قريبة من مستواها في نفس الفترة من العام السابق، جراء الاعتصامات لكن تحسن الامور وعودة النقل للفوسفات والحامض للمصانع في بقية الأشهر سيحسن نتائج الشركة خلال العام الحالي وستقفز بنحو 15 % – 20 %.
وبلغت ارباح شركة مناجم الفوسفات الاردنية خلال النصف الاول من عام 2012 ربحا صافيا بعد مخصص ضريبة الدخل 75.96 مليون دينار مقابل 63.92 مليون دينار خلال نفس الفترة من العام 2011.
وذكرت الشركة في إفصاح لها نشر على موقع بورصة عمان أن مجمل ربح الفترة ما مجموعه 147.2 مليون دينار مقارنة 134.38 مليون دينار 2011، علما بأن الربح التشغيلي بلغ خلال النصف الاول من هذا العام 87.89 مليون دينار في حين بلغ 64.14 مليون دينار في عام 2011، وأرجعت الشركة السبب الرئيس الى زيادة قيمة المبيعات من الفوسفات وانخفاض كلفتها.
وبين عازر أن الشركة واجهت مشاكل تخريبية من بعض الجهات التي يتابع الامن العام ما قامت به، مشيرا الى سرقات في المناجم تؤثر على مستوى الإنتاج وتصريف تلك المنتجات.
وحول تحقيقات مكافحة الفساد بأعمال الشركة قال “أنا لا أتدخل بها وهم يقومون بعملهم وعلاقتنا تنحصر بمهمة تعظيم الإنتاج وإعادة الثقة في الاستثمار بالشركة والتأكيد بأن للشركة في ضوء خططها الحالية وانعكاساتها الايجابية مستقبلا مزدهرا لمساهميها والعاملين فيها على الاقتصاد الوطني ككل”.
وأضاف “ان هيئة مكافحة الفساد تقوم بعملها وكافة دفاتر الشركة مفتوحة ليتسنى لهم اتمام عملهم والتحقق من كافة مايرغبون به”.
وفي بداية تموز (يوليو) الماضي، أعلنت هيئة مكافحة الفساد إن مجلس الهيئة أحال ملفا جديدا من ملفات الفوسفات الى الادعاء العام لوجود شبهات فساد في عمليات بيع منتجات الشركة والشركات المملوكة لها؛ حيث قدرت قيمة التجاوزات المالية فيها بما لايقل عن 300 مليون دينار، وهي تجاوزات مارستها إدارة الشركة خلال الأعوام من 2007 – 2012.
وفي معرض حديثه عن الآليات المنتهجة في بيع الفوسفات، قال عازر “عدنا لنبيع الفوسفات للمشتري الأخير في موقعه من الاردن دون المرور بأي وسيط إلا في حالات ليس لنا سوق فيها، وأي شخص يفتح لنا سوقا جديدا نتعاون معه”.
واشار الى ان هذا الأسلوب المنتهج من ادارة الفوسفات هو ما كان معتمدا قبل الخصخصة، الذي كان سائدا والذي يعتمد على البيع المباشر، مشيرا الى أن السوق الهندي فيه 8 شركات رئيسة تشتري منتجات الفوسفات ويوجد عقود طويلة الاجل معها دون وسيط.
وتعود بداية التخاصية في الأردن إلى منتصف التسعينيات من القرن الماضي حيث تمت خصخصة حوالي (٦٧) مؤسسة أو شركة منها شركة مناجم الفوسفات من خلال عدة آليات وبأساليب مختلفة تعتمدها التخاصية وتجاوزت حصيلتها أكثر من (٧ر١) مليار دولار تم استخدامها بشكل رئيس لشراء ديون المملكة بهدف تخفيض عبء خدمة الدين.
وفي 4 آذار (مارس) 2006، تم بيع ما نسبته 37 % من أسهم شركة مناجم الفوسفات من أصل حصة المؤسسة الأردنية للاستثمار إلى وكالة الاستثمار في بروناي (Brunei Investment Agency Spv) بسعر(4) دولارات للسهم الواحد.
وحول وكيل الشركة في الهند، قال عازر “قبل قدومي الى شركة الفوسفات تم ابلاغ الوكيل في الهند بأنه مجرد وكيل وليس له العلاقة بالحصرية”.
وفي 9 من آذار (مارس) الماضي أحالت هيئة مكافحة الفساد أول قضية تتعلق بإحدى القضايا الخاصة بشركة مناجم الفوسفات الأردنية المساهمة العامة، والمتعلقة بإبرام عقود واتفاقيات الشحن البحري إلى المدعي العام لمباشرة التحقيق فيها لوجود شبهة فساد فيها، وفقاً لبيان صادر عن الهيئة.
وبينت الهيئة أنّ شركة الفوسفات وبعد دخول الشريك الاستراتيجي وتغيير إدارتها عكفت على إبرام عقود شحن بحري مع شركات أجنبية لم يكشف التحقيق عن هوية مالكيها وبأسعار تفوق أسعار السوق العادلة، متجاهلة إبرام عقود ربط البواخر من خلال الشركة الأردنية الدولية للمشارطة البحرية التي تمتلك مناجم الفوسفات 30 % من أسهمها.
وكشف التحقيق كذلك، عن قيام الشركات الأجنبية التي كانت تتعاقد معها شركة الفوسفات في العديد من الأحيان بربط البواخر من خلال الشركة الأردنية الدولية للمشارطة البحرية وبأسعار أقل من تلك التي كان يتم الاتفاق عليها مع شركة الفوسفات، ما فوت عليها فرصة تحقيق أرباح من فروقات أسعار الشحن، ومن أرباح حصتها في شركة المشارطة البحرية.
وقدرت تلك الفروقات للعقود والاتفاقيات المبرمة منذ العام 2008 ولغاية منتصف العام 2011 ما يزيد على 40 مليون دولار.
شركة “معادن السعودية”
وحول الحديث عن “معادن السعودية” والخشية من قبل بعض المستثمرين ومدى تأثيرها، قال عازر “ان اسواق الاسمدة في توسع مستمر لزيادة الانتاج الزراعي والطلب على الاغذائية لمواجة النمو السكاني المتنامي وارتفاع مستوى المعيشية”.
واكد أن الاردن يمتلك خبرات كفؤة في مجال التسويق والتعامل في الاسواق العالمية بالنسبة للأسمدة، مشيرا الى أن انتقال الشركة الى بيع مادة المصنع داخل الاردن أو خارجه سيثمر عن زيادة المردود المالي للشركة.
وبلغ مجموع المطلوبات وحقوق الملكية 5ر958 مليون دينار في نهاية حزيران (يونيو) من العام الحالي مقارنة مع 7ر911 مليون دينار مجموع المطلوبات وحقوق الملكية في نهاية 2011.
وذكرت ان كميات إنتاج الفوسفات بلغت لنهاية حزيران (يونيو) 122ر3 مليون طن، ومن سماد الداب 257 الف طن.
وأسست حكومة المملكة العربية السعودية شركة التعدين العربية السعودية (معادن) 1997، بغرض ممارسة مختلف أوجه النشاط التعديني في المملكة العربية السعودية. وكانت الشركة مملوكة بالكامل للدولة قبل طرح (50 ٪) من أسهمها في عام 2008 للاكتتاب العام في سوق الأسهم السعودي (تداول).
وقد تركزت أنشطة معادن في البداية على زيادة إنتاجها من الذهب والذي يشمل الآن خمسة مناجم ولديها أكثر من أحد عشر (11) مليون أوقية من موارد الذهب المتوافقة مع مواصفات اللجنة المشتركة لاحتياطيات الخام. (JORC).
وقامت “معادن” بتوسيع أنشطتها؛ حيث أنشأت مشروع معادن للفوسفات التابع لشركة معادن للفوسفات والذي بدأ التشغيل في عام 2011، ومشروع معادن للألمنيوم التابع لشركات معادن للألمنيوم والذي يمر حاليا بمرحلة التشييد، إضافة إلى عدد من المشاريع الأخرى التي تقوم معادن بتنفيذها، كما أن فرق الاستكشاف لدى معادن تعمل على توسيع نطاق الموارد المتاحة في مجالات المشاريع القائمة وتوسيع نشاطات الشركة التعدينية.
الخطة المستقبلية
وقالت الشركة في تقريرها السنوي إن الخطة المستقبلية للشركة خلال العام الحالي تهدف الى الحفاظ على مستوى الانتاج بالرغم من صعوبات النقل والمنافسة؛ حيث تعمل الشركة على رفع وتحسين نوعية المنشآت القائمة باستكمال تحديث مصانعها ورفع طاقتها الانتاجية وتعديل طرق التصنيع بما يتلاءم ومتطلبات الحفاظ على البيئة والانتهاء من مشروع تحديث وحدتي حامض الكبريتك والمرافق خلال 2012.
كما تهدف الخطة أيضا الى اتمام مشروع ميناء تصدير الفوسفات الجديد وتشغيله خلال عام 2012، حيث تجاوز الانجاز في أعمال المشروع 70 % مع نهاية 2011، ومن المتوقع أن يتم استخدام الميناء ومرفقه لغايات التصدير.
وقالت الشركة إنها في إطار خطة الشركة الاستراتيجية الهادفة لزيادة الطاقة الانتاجية وتنويع المنتجات النهائية والوسيطة من الأسمدة وبشكل عمودي ومتكامل مع أعمال التعدين لتحسين هامش الربح وزيادة القيمة المضافة لمنتجات الشركة ومنح الشركة المرونة الكافية للتعامل مع تقلبات الاسواق، فقد استمر السير في الخطة الموضوع في تنفيذ مشروع الشركة jifco الهندية لإنتاج نحو 475 ألف طن من حامض الفوسفوريك حيث تجاوز الانجاز الكلي للأعمال 50 % في نهاية 2011، ومن المتوقع مباشرة الانتاج الاولي في بداية 2013، حيث سيضمن المشروع 1.8 مليون طن من الفوسفات الخام لمدة 20 عاما ويتوقع المباشرة بالانتاج في النصف الثاني من 2014.
كما تشمل خطة عمل الشركة الاستمرار في تنفيذ المشروع الاندونيسي والذي تجري اقامته في اندونيسيا ما سيضمن استهلاك نحو 800 ألف طن سنويا،حيث سيتم استغلال خامات منجم الشيدية لتوفير النوعية المطلوبة بطاقة 2.6 مليون طن سنويا.
وذكرت الشركة أنها زادت حصتها في اسهم الشركة اليابانية الاردنية للأسمدة الى 70 % عن طريق شراء 50 % من اسهم الشريك الياباني ما سيعزز قدرة الشركة وطاقتها الانتاجية من الأسمدة المختلفة.
وحول شكاوى المساهمين من ضآلة العائد خلال الهيئة العامة التي التئمت هذا العام عن نتائج 2011، قال “المساهم في الشركة صاحب حق وهو الذي مول الشركة وبالتالي تنظر الادارة الى أهمية التوسع في انشطتها وتوزيع الارباح المجزية على المساهمين”.