ينتج العالم يومياً حوالي 85 مليون برميل من النفط، يستخرجها من أكثر من 4 آلاف حقل، معظمها حقول صغيرة تنتج أقل من 20 ألف برميل يومياً، وتمثل الحقول الكبرى التي تنتج أكثر من 100 ألف برميل يومياً ما نسبته 3% فقط من هذا الإنتاج اليومي العالمي.
“الاقتصادي” بحث عن محاور النفط في العالم، حيث تبين أن الحقول الضخمة التي تنتج يومياً أكثر من مليون برميل يومياً، هي مصدر الطاقة الأكثر أهمية في المستقبل، وقد تستحق دخول الحروب من أجلها، خصوصاً أن هناك الكثير منها لم يبدأ بالإنتاج بعد.
ورصد “الاقتصادي” قائمة بأكبر 10 حقول النفط في العالم، حيث تتدرج الحقول التالية:
حقل الغوار السعودي:
وهو أكبر حقل موجود حالياً، ويقع الجزء الأكبر منه في محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية في السعودية، وتديره شركة “أرامكو” السعودية، حيث تتوافر فيه احتياطات تزيد عن 100 مليار برميل، حيث أنتج على مر 60 عاماً الماضية أكثر من 60 مليار برميل، وقد يعتقد البعض أن الحقل يتقادم في العمر، إلا أن السعودية تقول عكس ذلك، فهو ينتج حاليا 4.5 مليون برميل يوميا تأتي من 6 مناطق إنتاج رئيسية، وتبلغ قدرته الإنتاجية 5 ملايين برميل إذا استدعت الحاجة ذلك.
وبهدف زيادة عمر إنتاج الحقل، قامت شركة “أرامكو” السعودية بحقن الماء تحت النفط الموجود حول الحدود الخارجية للحقل، حيث يطفو النفط ويرتفع إلى قمة المَكْمَن على بحر من الماء، وكان تنفيذيون من الشركة قد أكدوا أنه في حال استمروا في التعامل مع حقل الغوار بعناية وحذر، فسيكون بمقدورهم استخلاص 4 ملايين برميل في اليوم لسنوات كثيرة في المستقبل.
حقل غرب القرنة:
من أكبر حقول النفط العراقية، يتمركز في البصرة العراقية، وبدأ إنتاجه في 1973، ويمثل هذا الحقل العراقي مخزنا لـ21 مليار برميل نفط، وسيعمل تحالف شركة “إكسون موبيل” ووشركة “شل” على زيادة إنتاج الحقل من 300 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 2.3 مليون برميل، وذلك بعد فوزهما بمناقصة المرحلة الأولى، مع الإشارة إلى أنه من الصعب تخيل أن شركتين من دولتين قادتا الحرب على العراق تفوزان بمثل هذه المناقصة، بينما تمتلك الحكومة العراقية بموجب العقد النفط المنتج والحقل.
حقل مجنون العراقي:
يقع حقل مجنون النفطي الضخم في محافظة البصرة في الجنوب الشرقي من العراق ويمتد شمالاً إلى محافظة ميسان، وتبلغ الاحتياطيات المتوقعة فيه 13 مليار برميل، وينتج الحقل حالياً 50 ألف برميل يومياً، ومن المتوقع أن ينتج 1.8 مليون برميل يومياً خلال الفترة القادمة، وأطلق هذا الاسم على الحقل لأنه كان من الجنون تطويره نظراً إلى قربه من الحدود الإيرانية.
ووقعت الحكومة العراقية عقد تخديم مدته 20 عاماً مع شركات “شل” و”بتروناس” النفطية الدولية لتطوير حقل “مجنون” النفطي، وكانت شركة “النفط الجنوبية الحكومية” إضافة لشركة “ميسان النفطية” جزء من الإئتلاف الذي حاول رفع الانتاج من 45 ألف برميل يومياً في 2010 ليصل إلى 1.8 مليون برميل يومياً، هذا وكانت شركة “شل” المشغل الرئيسي في الائتلاف بحصة تبلغ 45%، بينما كانت حصة بيتروناس 30%، أما شركة “النفط الحكومية” 25%.
حقل الرميلة العراقي:
يقع حقل الرميلة في محافظة البصرة جنوبي العراق، و تم اكتشافه في ١٩٥٣ من قبل بعثة شركة “البترول البريطانية”، وتم تأميم الحقل من قبل صدام حسين ليصبح منذ ذلك الحين مصدر الدخل الرئيسي للعراق، ويقدر احتياطي حقل الرميلة بـ15% من احتياطي العراق للنفط تقريباً.
ويعتبر أكبر حقل نفط في العراق، إذ تبلغ احتياطاته 17.8 مليار برميل، وينتج الحقل حاليا مليون برميل يومياً، وينوي الشركاء استثمار 15 مليار دولار لمضاعفة الإنتاج إلى 2.85 مليون برميل يومياً، وهذا الإنتاج يكفي لأن يجعل حقل الرميلة ثاني أكبر حقل منتج للنفط بعد حقل الغوار السعودي.
هذا وفازت شركة “بي بي” و”مؤسسة البترول الوطنية الصينية”، بأول العقود النفطية في مرحلة ما بعد صدام حسين في شهر نوفمبر الماضي لتطوير الحقل الذي يقع على الحدود مع الكويت.
حقل الأهواز الإيراني:
يقع هذا الحقل غربي إيران بالقرب من الحدود العراقية، حيث يتوقع أن تبلغ احتياطياته 100 مليار برميل، والذي ينتج 300 ألف برميل يومياً، كما تعتبر من المنطقة التي ينتج منها 90% من النفط في إيران، بالإضافة إلى حقل “ياداوران” الذي تعمل على تطويره شركة “سينوبيك” الصينية، هذا وأعلنت الحكومة الإيرانية في العام الماضي اكتشاف حقل “سوسنجراد” الذي يحتوي على 8 مليارات برميل في ذات المنطقة.
حقل كاشاجان الكازاخستاني:
يقع هذا الحقل في بحر قزوين قبالة غرب كازاخستان، وهو أكبر اكتشاف نفطي في العالم خلال أربعة عقود، وتتولى تطويره مجموعة شركات عالمية، ويقدر حجم الاحتياطيات فيه بنحو 9 مليارات برميل، يمكن استخراجها من إجمالي 38 مليار برميل تحت عمق 15 ألف قدم، ويتميز نفط هذا الحقل بأنه عالي الكبريت، ما يجعله مساهماً في ارتفاع تكلفة المشروع التي تجاوزت 100 مليار دولار، ووضعت التوقعات إنتاج حوالي 1.5 مليون برميل يومياً بحلول نهاية العقد الحالي.
حقل خريص السعودي:
وضعت شركة “ارامكو” السعودية اللمسة الأخيرة على مشروع تطوير حقل خريص في السعودية وبلغت تكلفته 10 مليارات دولار ويبلغ حجم الاحتياطي المقدر فيه بنحو 27 مليار برميل.
ويشمل هذا المشروع مد خط أنابيب لجلب 2 مليون برميل يومياً من مياه البحر لضخها تحت الحقل، وتقنية ضخ المياه التي يفضلها السعوديون هي سر إنتاج الحقل لنحو 1.2 مليون برميل يومياً.
حقل توبي البرازيلي:
اكتشف هذا الحقل في 2006 أمام سواحل ريو دي جانيرو البرازيلية، ويكمن فيه 8 مليارات برميل، وكان أول الاكتشافات الضخمة للحقول مثل جوبيتر وكريوكا التي وضعت المنطقة ضمن أفضل أحواض النفط والغاز في العالم.
وتقع هذه الحقول تحت 4 أميال من الماء والرمال المتحجرة والصخر، وبسبب إعاقة طبقات الملح لتجارب الحفر أصبحت عمليات الحفر صعبة وباهظة، وقد تكلف عملية حفر البئر الواحدة 100 مليون دولار.
حقل كارابوبو الفنزويلي:
يبلغ حجم الاحتياطي المتوقع لهذا الحقل الفنزويلي 15 مليار برميل من النفط الخام، وستبدأ عملية طرح المناقصات لسبع قطاعات من الحقل الواقع بحزام أورينكو النفطي خلال الأيام المقبلة، ويتميز النفط الموجود بهذا الحقل أنه نفط ثقيل يشبه الرمال النفطية بكندا، ولا توجد مخاطرة في عملية الاستكشاف، إلا أن المشكلة تكمن في كيفية استخراجه.
فقد تم تسليم كتلة كارابوبو الأولى لاتحاد مؤلف من شركة النفط الإسبانية “Repsol” والماليزية “Petronas” والشركات الهندية “ONGC” وشركة النفط الهندية ومؤسسة نفط الهند، كما تم تسليم كتلة كارابوبو الثالثة إلى اتحاد مؤلف من شركة النفط الأميركية “Chevron” واليابانيتين “Mitsubishi و Inpex” والفنزويلية “Suelopetrol”.
حقل المنحدر الشمالي في ألاسكا:
يقع هذا الحقل في ألاسكا، وهو يحتوي ما يقارب 40 مليار برميل نفط، إذ تهيمن قطاعات النفط والغاز على الاقتصاد في ألاسكا، حيث أن أكثر من 80% من إيرادات الدولة تأتي من استخراج النفط، وكشفت بيانات أن هذا الحقل سينخفض إنتاجه في 2025، إلى حد لا يكفي لتشغيل خطوط أنابيب نقل النفط “ترانس الاسكا”، وذلك في حال عدم العمل على تطويره.
وأظهرت دراسة لوكالة الطاقة الأميركية في 2008 أن الحقل ومناطق محيطة به، يصنف جزء منها كمحميات طبيعية، قد ينتج نحو 40 مليار برميل من النفط و125 تريليون قدم مكعبة من الغاز، هذا ويضخ حوالي 2.1 مليون برميل من النفط الخام عبر خط أنابيب “ترانس ألاسكا” يومياً.
ويوجد حقول نفطية لم تدخل ضمن قائمة أكبر 10 حقول للنفط، كحقل “كانتاريل” المكسيكي، إلا أنه كان ثاني حقل في العالم من حيث الانتاج في الماضي، حيث بلغ إنتاجه أكثر من مليوني برميل من النفط في اليوم، إلا أن إنتاجه حالياً وصل إلى دون 400 ألف برميل يومياً.
ويتشابه معه حقل “ساموتلر” الروسي، وكان من الحقول العملاقة في عهد الاتحاد السوفيتي، وبلغت ذروة إنتاجه 3.5 مليون برميل يومياً في فترة السبعينات من القرن الماضي، وينتج حالياً نحو 350 الف برميل يومياً.
وفي إطار التحدث عن حقول النفط وإنتاجيتها، فقد وضع العراق اللمسات الأخيرة على عقود مع شركات من أمثال “إكسون موبيل” و”رويال داتش شل” و”بريتش بتروليوم”، لتطوير عدد من أكبر حقول النفط العراقية.
هذه الحقول العملاقة هي من بين آخر الجيوب العالمية لما يطلق عليه تعبير “النفط السهل”، إذ أنها لا تتطلب الحفر إلى مسافات موغلة في العمق أو تقنيات إنتاج مبتكرة، كل ما تحتاج إليه فقط هو تطبيق المعرفة الفنية المتوافرة لدى شركات النفط الكبرى.
ولا عجب أن شركات النفط وافقت على تطوير الحقول العراقية دون حتى أن تحصل على حصة في ملكية هذه الحقول، وأن تقبل باستعادة مبلغ زهيد يبلغ 1.15 دولار على كل برميل.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-ckF