عزز تراجع متوسط أسعار البيع نمو سوق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب إلى السعودية والإمارات والبحرين وعمان وقطر والكويت، مما أدى إلى زيادة معدلات الاستخدام وتواصل جهود شركات البيع الجديدة لدخول أسواق المنطقة والاستحواذ على جزء من أرباحها.
وحققت سوق الأجهزة المتنقلة المتصلة في دول مجلس التعاون الخليجي نمواً نسبته 16.7% في الربع الأول من العام 2015 على أساس سنوي لتسجل شحنات بما يزيد عن 8.7 ملايين وحدة، وذلك وفقاً لأحدث رؤى للسوق التي أعلنتها شركة الخدمات الاستشارية العالمية IDC.
واستحوذت السوق السعودية على أكثر من 50% من شحنات الأجهزة المتنقلة المتصلة في جميع بلدان مجلس التعاون الخليجي في الربع الأول من العام 2015، في حين حلت الإمارات العربية المتحدة في المركز الثاني بحصة تقارب 26% من السوق. ويمكن إرجاع سيطرة المملكة العربية السعودية على السوق إلى حجمها الكبير وسرعة المعدل الذي يجري به اعتماد تكنولوجيا المعلومات في جميع أنحاء المملكة.
أثر
وتأثرت زيادة النمو في منطقة مجلس التعاون الخليجي بالأثر السلبي للأحداث السياسية والاقتصادية في دولة الكويت التي سجلت أداءً سلبياً وحدها من بين بلدان المنطقة في الأجهزة المتنقلة المتصلة مع انخفاض الشحنات بنسبة 10% على أساس سنوي.
وشملت العوامل التي ساهمت في تراجع السوق الكويتية مشاكل حكومية داخلية أدت إلى تأخر مختلف مشروعات البنية التحتية (بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات) فضلاً عن تشبع السوق في فئات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب المحمول.
وسجلت قطر النمو الأعلى في المنطقة في الربع الأول من العام 2015 على أساس سنوي مع ارتفاع الشحنات بنسبة تزيد على 45% بدعم من استمرار المشروعات والمبادرات المرتبطة بتحسين البنية التحتية للبلاد واستمرار التحضيرات لكأس العالم لكرة القدم في 2020.
نمو
وتتوقع IDC استمرار نمو سوق الأجهزة المتنقلة المتصلة في منطقة مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات المقبلة في ظل توقعات بزيادة الشحنات من ما إجماليه 35 مليون وحدة في عام 2015 إلى 45 مليون وحدة في عام 2019 وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب نسبته 7.6%.
ونمت سوق الهواتف الذكية في منطقة مجلس التعاون الخليجي 21% خلال الربع الأول من العام 2015 على أساس سنوي من حيث الأحجام لتستحوذ على حصة من فئة الهواتف المميزة التي انخفضت 14% خلال الفترة ذاتها.
ودفع هذا النمو في الوقت الحالي الحصة السوقية للهواتف الذكية في المنطقة إلى ما يقل عن 77%. وسجلت قطر والإمارات العربية المتحدة أعلى معدلات النمو في المنطقة. وقال سعد الخادم، محلل الأبحاث لدى IDC لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا «الأهمية الكبيرة لتراجع متوسط أسعار البيع هي العامل الرئيس المستمر في دفع اعتماد الهواتف الذكية في ظل الارتفاع البالغ نسبته 500% الذي تشهده شحنات الهواتف الذكية والتي تبلغ قيمتها أقل من 150 دولاراً أميركياً». مضيفاً أن هذا الاتجاه تقوده شركات البيع مثل سامسونج ولينوفو وهواوي، ومن المتوقع استمرار هذا الاتجاه في الأرباع المقبلة.
تناقض
وسجلت سوق الأجهزة اللوحية في المنطقة نمواً نسبته 9.9% في الربع الأول من العام على أساس سنوي. ويتناقض هذا تناقضاً كبيراً مع أداء سوق الشرق الأوسط وأفريقيا بشكل عام، الذي شهد أول انخفاض له على الإطلاق خلال نفس الفترة.
وقال فراس إبراهيم، محلل الأبحاث لدى IDC لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، كان السبب الرئيس في النمو الذي شهدته سوق بلدان مجلس التعاون الخليجي هو دفعة قوية من شركات البيع الصاعدة والمتجهة نحو قيادة السوق مثل لينوفو وهواوي إكس تاتش، مما يعطي مساحة لزيادة تراجع متوسط أسعار البيع. مضيفاً: وعلى مستوى البلدان، اعتبر الأداء الملحوظ للسوق السعودية المحرك الرئيس لهذا النمو، فقد نمت شريحة الأفراد على نحو متسارع.
تراجع الحاسوب
شهدت سوق أجهزة الحاسوب في منطقة مجلس التعاون الخليجي انخفاضاً نسبته 6.4% في الربع الأول من العام 2015 على أساس سنوي. وكان العائق الرئيس الذي تواجهه السوق هو استمرار التحول نحو الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وخصوصاً في شريحة الأفراد بدرجة كبيرة مقارنة بشريحة الشركات.
وشهدت الإمارات العربية المتحدة التراجع الأكبر في المنطقة وخصوصاً بسبب استحواذ الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية السابق ذكره على حصص أجهزة الحاسوب والتباطؤ في قطاع السياحة الذي شهدته البلاد بالمقارنة مع الربع ذاته من سنة 2014.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-7oK