عزت المصادر ذلك الانهيار الكبير الى عدة أسباب منها ما يتعلق بالأحداث السياسية الملتهبة ما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وكذلك لاستمرار تجاهل أعضاء السلطتين للأزمة الطاحنة التي يعاني منها السوق الكويتي، علاوة على الانعدام التام للثقة، هذا في الوقت الذي أكدت فيه مصادر رفيعة المستوى أن جزءا كبيرا من انهيار الامس كان متعمدا ومقصودا وان قوى اقتصادية أرادت من ذلك الانهيار إيصال رسالة للحكومة بأهمية التدخل، كما أن صراع الأقطاب الاقتصادية و”السياسية” لم يكن بعيدا عن تلك الاسباب.
هذا وقد هوت جميع المؤشرات الفنية لقطاعات السوق، وفي مقدمتها السيولة النقدية التي بلغت 15.7 مليون دينار.
وانخفض مؤشر “كويت 15″ بنسبة محدودة جدا، نتيجة لاستمرار عمليات الدعم الفني من قبل المحفظة الوطنية على عدد من الأسهم الرئيسية كـ”الوطني” و”زين” و”الصناعات” إضافة لأسهم “الخليج” و”اجيليتي” و”بيتك” رغم “هزة” البيع التي تعرض لها ما قبل الإغلاق، ويرى المراقبون أن سياسة الدعم الحكومي لتلك الاسهم وان كانت مطلوبة وحكيمة، الا انها قد اثارت العديد من علامات الاستفهام لاسيما مع تهاوي وانهيار معظم الاسهم الاخرى سواء تلك الجيدة أو السيئة.
ويتساءل المراقبون هنا.. هل يقتصر دور الدعم اللوجيستي والفني على تلك الأسهم والتي غالبا ما ترتبط بـ”الكبار”؟، وأين هو الدور المؤسسي والاجتماعي للمحفظة الوطنية وبقية المحافظ الحكومية بدعم بقية الأسهم؟ لاسيما تلك التي تتملك الحكومة عن طريق محافظها وصناديقها حصة منها.
ووسط عزوف فني متعمد ووسط وسائل احتجاج واستياء وانعدام للثقة من قبل صنّاع السوق ومسؤولي المحافظ والصناديق الرئيسية، ووسط استغلال بشع من قبل المضاربين، هوت أسعار معظم أسهم القطاعين معروضة بالحد الأدنى ومن خلال تداولات محدودة جدا وعروض بيع ملفتة للنظر، وتركزت تلك العمليات على اسهم مجاميع “المدينة” و”ايفا” و”الاستثمارات الوطنية” والعديد من الأسهم العقارية والاستثمارية ذات الصبغة الإسلامية، وقد فوجئ المتداولون بتلك العروض الضخمة وللعديد من الأسهم خلال الدقائق الاولى للتداول، هذا بالوقت الذي تمسكت فيه بعض الاسهم كـ”المتحدة” و”الاستثمارات” و”رمال” و”انجازات” و”اعيان” من التماسك ما قبل الإغلاق.
وتراجع مؤشر قطاعي الخدمات وغير الكويتي بشكل ملحوظ، وفي تداولات غلب عليها الطابع البيعي وجني الأرباح والتخارج، هذا مع ملاحظة وجود بعض عمليات الدعم الفني لعدد من الاسهم كـ”الانابيب” و”التنظيف” و”مشاعر” و”الفجيرة”.