ربما شجع انخفاض أسعار النفط بـ 10% منذ أواخر مايو (أيار) التجار على الاحتفاظ بالخام في مخازن لبيعه مستقبلاً عندما ترتفع الأسعار في العقود الآجلة.
ومن شأن ذلك تقويض أثر خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك، والذي يهدف إلى دفع التجار المحتفظين بالنفط في مخازن إلى البيع، لتقليص تخمة المخزونات التي هبطت بالأسعار العالمية.
وجرى تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت للتسليم خلال ستة أشهر هذا الأسبوع بارتفاع بلغ نحو 1.50 دولار للبرميل مقارنة مع الأسعار الحالية، وهو هيكل للسوق يجعل تخزين النفط أعلى ربحية من بيعه للاستخدام المباشر.
وتشير بيانات ملاحية إلي أن 15 ناقلة عملاقة على الأقل ترسو في مضيقي ملقا، وسنغافورة، جنوب شرق آسيا محملة بوقود غير مباع.
وفي الوقت الذي يقل فيه ذلك عن المستوى المسجل في الأشهر السابقة، يقول تجار إن الكميات المخزنة يُمكن أن ترتفع بسهولة.
وقال تاجر يبرم اتفاقات المخازن العائمة، إنه إذا استمر الوضع الذي يكون فيه تخزين النفط أكثر ربحية من بيعه، فمن المحتمل جداً أن يرتفع عدد الناقلات التي تستخدم في التخزين، إلى مستويات جرى تسجيلها في وقت سابق من هذا العام.
إمدادات مرتفعة
تظل شحنات النفط إلى آسيا مرتفعة مما يعزز تخمة المعروض في المنطقة.
وتشير بيانات تجارية إلى وصول 21.5 مليون برميل يومياً من الخام إلى آسيا على متن ناقلات في مايو (آيار).
وبينما يقل ذلك عن مستوى الذروة المسجل في فبراير (شباط)، فإنه يماثل مستويات سُجلت في أواخر 2016 قبل إعلان تخفيض الإنتاج.
وتجنبت أوبك حتى الآن تنفيذ تخفيضات كبيرة في الإمدادات إلى أكبر عملائها، ومعظمهم في آسيا.
في المقابل يزيد منتجون آخرون، خاصةً من الولايات المتحدة، الصادرات ما يعزز التخمة.
وتقول السعودية، العضو البارز في أوبك، في الوقت الحالي إنها ستخفض مخصصات النفط الخام لشهر يوليو (تموز) إلى آسيا، بـ 300 ألف برميل يومياً، لكن الكثير من شركات التكرير الآسيوية تقول إلى الآن إنها تتلقي كامل مخصصاتها.
ويقول محللون إن مستويات المخزون في المستقبل ستكون مهمة في تحديد مدى متانة سوق النفط.
وقال كبير محللي الأسواق لدى أكسي تريدر للوساطة في العقود الآجلة غريغ ماكينا “إنها الدليل الإحصائي الوحيد الذي تستطيع السوق الحصول عليه لتؤكد أو تنفي إدعاء أوبك، بأن السوق تتجه نحو التوازن”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-kbP