حين يفتح ملف تعثر وتأخر المشاريع , يمكن أن نضيف لها تأخر وصول الخدمات نفسها , فالتخطيط ” المبكر” غير موجود للأسف وإلا لما اصبحنا في هذا الوضع الصعب والذي لن تأتي الحلول في سنة أو سنتين رغم كل ما ينفق الآن فهناك نمو سنوي , ولكن يجب أن نسجل أن عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز شهد حراكا وانفاقا ضخما سيحل كثيرا من التعثر والعثرات , وفي أفضل الأحوال لن يكون هناك تفاقم للمشكلات.
مراقبة المشاريع وتعثرها وتأخرها لا يجب أن يكون من خلال هيئة مكافحة الفساد أو ديوان المراقبة العامة , أو تخوفا من جهات حكومية تحاسب وتعاقب , بل يجب أن يكون من كل مواطن مسؤول يصبح هو نفسه أكثر حرصا على العمل والإنجاز وهو مكلف به ومؤتمن عليه أمام الله أولا وأمام ولي الأمر , فهذا عمله ويأخذ مقابله أجرا , فهو بخدمة الوطن والمواطن , وعليه أن يعمل بكل إخلاص وكفاءة وجهد وعمل لا يتوقف , هذا حق للوطن, لا أن يكون الرادع القانوني والمحاسبة هو المحدد للإنجاز والعمل للمسؤول ايا كان موقعه ,فالبلاد تحتاج للكثير من العمل , والتأخر واضح ومشاهد أمام الجميع ويتضرر منه الجميع بلا تمييز, رغم أن بلادنا بفضل الله تملك كل المقدرات المالية والبشرية , ولكن تحتاج التوظيف الصحيح , والعمل الحقيقي والإنجاز, والتخطيط للمستقبل البعيد جدا , نحتاج بيئة عمل تنجز وتعمل بلا توقف بإخلاص وكفاءة حقيقية.
*نقلا عن صحيفة “الرياض” السعودية.