يجسد الجناح البيروفي رحلة البلاد التاريخية نحو التنمية واستشراف المستقبل مع المحافظة على روح وعبق الماضي
أعلنت بيرو عن خططها لإكسبو 2020 دبي عبر تنظيمها فعالية لوضع حجر الأساس لجناحها بقيادة معالي “إدغار فاسكيس”، وزير التجارة الأجنبية والسياحة البيروفي، و”لويس توريس”، الرئيس التنفيذي لمجلس بيرو للصادرات والسياحة (برومبيرو)، و”ألفارو سيلفا سانتستيبان”، مدير مكتب التجارة والسياحة لدى بيرو في دولة الإمارات ونائب المفوض العام لبيرو في إكسبو 2020، إلى جانب حشد من كبار المسؤولين.
وتمثل الفعالية انطلاق الأعمال الإنشائية رسمياً لجناح بيرو في إكسبو 2020. ويأتي إنشاء الجناح في منطقة التنقل ليعكس التنوع الثقافي للبلاد والحكمة القديمة التي لا تزال تُدهش العالم بأسره.
وبهذه المناسبة، قال معالي “إدغار فاسكيس”: “إكسبو 2020 دبي يمثل فرصة رائعة لنُظهر للعالم من نحن وما نحن مصنوعين منه، بدءاً من تسليط الضوء على معالمنا السياحية المذهلة وأطباق الطعام لدينا الحائزة جوائز ووصولاً إلى التنوع الثقافي والطبيعي الذي نحفل به وانتهاءاً بمعارفنا المتوارثة وتراثنا المعنوي. إنها بالفعل فرصة مميزة لاستعراض مواهبنا وحسن ضيافتنا وإبداعنا وتفرّدنا، إلى جانب المجموعة الكبيرة من الإمكانات التي يمكن تعزيزها من الناحية التجارية”.
ويحمل الجناح شعار “بيرو الخالدة دوماً”، وسوف يضم التصاميم المعمارية الفريدة التي أدت إلى ظهور الهوية البيروفية والتي تعكس المسار الذي سلكته بيرو طوال وجودها من خلال رواية حكايات 10 آلاف عام من تاريخ البلاد.
وأضاف “فاسكيس”: “كنا وسنبقى دوماً بلداً غير محصور بزمن معين. وحتى على الرغم من مرور قرون عديدة، إلا أننا لا زلنا نُدهش العالم. فمعابد حضارة الإنكا لم تكف يوماً عن إذهال الزوار من خلال تقنيات البناء المبتكرة التي تتميز بها والتي بقيت صامدة أمام اختبار الزمن. لقد تعلمنا من أسلافنا أن نعمل كمجتمع واحد، يتطلع دوماً للمستقبل مع الحافظة في ذات الوقت على روح الماضي”.
وسيعيد الجناح إنتاج جسر الإنكا الأخير Q’eswachaka، للترحيب بالزوار وليكون بمثابة صلة وصل بين ماضي وحاضر ومستقبل بيرو بوصفها بلداً خالداً.
وأوضح “فاسكيس” أن “هذا الجسر، الذي تمت حياكته من قبل مجتمعات كوسكو، يمثل المسار الذي سلكته بيرو طوال تاريخها الذي شهد تأثيرات وأحداث عديدة أدت إلى ظهور هوية بيرو التي نفخر بها اليوم. كما يمثل أيضاً الطريق الذي سنخطو من خلاله نحو المستقبل كبلد يتمتع بثروات لا متناهية وإمكانات تصدير هائلة ومعالم سياحية رائعة ليراها العالم أجمع. هذا المسار قائم على تنوّع منظومتنا البيولوجية وتاريخنا وثقافتنا ويعبر عن إسهاماتنا في بناء مستقبل أفضل للإنسانية”.
ترويج عالمي:
تأتي مشاركة بيرو في إكسبو 2020 دبي لرفع معدلات التدفق السياحي وتعزيز صادراتها واستقطاب الاستثمارات الأجنبية. ويمثل إكسبو 2020 دبي فرصة مثالية لترسيخ مكانة الصادرات البيروفية مثل الزنك الخالص والعنب والكينوا وأذيال الجمبري والرمان وغيرها من المنتجات الأخرى، والترويج لها في الأسواق العالمية وزيادة معدلات الطلب عليها.
سيحتوي الجناح البيروفي على مساحات مخصصة لعقد لقاءات العمل مع مستثمرين محتملين. كما سيستفيد قطاع السياحة من زيارة السياح ومن الاستثمارات في البنى التحتية لقطاع الفنادق وخدمات الاتصال. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم اكتشاف أسواق جديدة لتعزيز تجارة بيرو لا سيما في مجال المنتجات الغذائية الممتازة، وصوف الألبكا والبن.
وبدوره، قال “لويس توريس”، الرئيس التنفيذي لمجلس ترويج بيرو للصادرات والسياحة (برومبيرو): “نحن فخورون بالمشاركة في الحدث العالمي الأكثر ترقباً في تاريخ معارض “إكسبو”. ونقوم بالتنسيق مع شراكئنا من القطاعين العام والخاص لضمان تمثيلاً متميزاً لجناح بيرو في المعرض”.
وأضاف: “ستستعرض بيرو في “إكسبو 2020 دبي” مقوماتها باعتبارها تمتلك أكبر احتياطي من الفضة في العالم، بالإضافة إلى أكبر احتياطي من الذهب والرصاص والزنك في أمريكا اللاتينية. كما تحتوي غابات الأمازون في بيرو على مخزونات وفيرة من النفط والغاز الطبيعي، إلى جانب الموارد الحرجية. كذلك يشتهر ساحل بيرو بموارده البحرية وأنشطته التجارية الزراعية الموجهة نحو التصدير”.
وقد وصلت القيمة الإجمالية لصادرات بيرو إلى دولة الإمارات، خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2019، إلى 610 ملايين دولار، بزيادة قدرها 344 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2018، متجاوزة الحجم الإجمالي للصادرات المسجلة في العام 2017. لقد نجحت بيرو خلال 7 سنوات برفع صادراتها إلى الإمارات من 6 ملايين دولار إلى أكثر من 600 مليون دولار.
وتم اختيار تصميم جناح بيرو من خلال مسابقة تصميم وطنية شهدت مشاركة متنوعة من مهندسين معماريين ومواهب وطنية فذّة.
بيرو الخالدة
تتميز بيرو، التي تضم 12 موقعاً ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، بمواقع أثرية رائعة تحكي قصة الحضارات القديمة. ويتكلم سكان البيرو البالغ عددهم 31 مليون نسمة حوالي 50 لغة أصلية بما في ذلك الإسبانية والكيشوا والأيمارا.
وتعكس بيرو بوصفها بوتقة تنصهر فيها ثقافات عديدة، مجتمعاً حيوياً ومتنوعاً، تعود جذوره إلى حضارة الإنكا والحضارات المتطورة الأخرى للفترة ما قبل الكولومبية. ولا يزال الموروث الثقافي حاضراً حتى الآن من خلال الفن والعادات والتقاليد في بيرو اليوم. كما أنها تتميز بكونها بلداً شديد التنوع إلى أبعد مدى، حيث تحوي 11 إقليماً بيئياً متنوعاً، إضافة إلى 84 منطقة من أصل 117 منطقة مختلفة في العالم من “مناطق التنوع الإحيائي”.
وتمثل أطباق الطعام في بيرو تعبيراً مثالياً عن ثقافتها كما هو الحال مع موسيقاها وأدبها ومنسوجاتها وصناعتها الخزفية. وسيستعرض جناحها في “إكسبو 2020” أطايب مأكولات بيرو التي تحظى باستحسان كبير والتي تغطي ثلاث مناطق. فتاريخ المطبخ البيروي، الذي يمثل خلاصة الاندماج للبلاد، يعود إلى حضارات الإنكا وما قبل الإنكا، والذي تأثر في وقت لاحق بقدوم المستعمرات الإسبانية ومتطلبات مجموعات المهاجرين من الصين وأوروبا واليابان والبلدان الإفريقية على مرّ السنين.
وتعتبر بيرو بلداً هائل التنوع مع موائل تتراوح ما بين عدة سهول قاحلة في منطقة المحيط الهادي الساحلية في الغرب، وقمم جبال الأنديز الممتدة عمودياً من الشمال إلى الجنوب الشرقي من البلاد، وغابات حوض الأمازون الاستوائية المطيرة في الشرق الممتدة مع نهر الأمازون.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-yE9