شكلت قصة حياة الملياردير الصيني “جاك ما” مصدر إلهام لملايين الشباب حول العالم، إذ تحثهم على مواجهة قسوة الظروف، مهما ضاقت بهم الأحوال. وبدأ جاك حياته المهنية كمدرس بسيط للغة الانكليزية، وتحوَّل في فترة قصيرة إلى عملاق في عالم التكنولوجيا وأصبح أغنى رجل في الصين.
“جاك ما” البالغ من العمر 50 عاما، مؤسس ورئيس مجموعة “علي بابا” العملاقة التي تعد اليوم من أكبر شركة تجارة إلكترونية في العالم، إذ تتجاوز مبيعاتها السنوية 170 مليار دولار، ويعمل بها أكثر من 22 ألف موظف، في أكثر من 70 مدينة حول العالم. وتعنى الشركة بشكل أساسي بتسهيل التجارة الإلكترونية بين الأفراد والشركات والتجار على الصعيدين العالمي والصيني.
ذكر جاك في مقابلة له أنه مر بأوقات عصيبة في حياته، إذ فشل مرتين في امتحان القبول لدخول الجامعة في الصين، وبعد سفره إلى الولايات المتحدة، رفضته جامعة هارفارد 10 مرات.
وأضاف جاك إنّه تقدّم لـ30 وظيفة في بلاده ورفض أيضاً. وبعد التخرج من الجامعة في العام 1984، مارس جاك مهنة تدريس اللغة الانكليزية لمدة 5 سنوات براتب تراوح بين 100 و120 يوان، ما يعادل 12 إلى 15 دولاراً أميركياً شهرياً، ما دفعه إلى البحث عن مصادر أخرى لكسب لقمة العيش. ففي العام 1995، ذهب إلى سياتل للعمل كمترجم.
في الزيارة الأولى إلى الولايات المتحدة، عرّفه أصدقاؤه بالإنترنت. حينذاك أدرك أنه ليس في الصين أيّ مصدر للبيانات. فعندما عاد الى الوطن، أطلق موقعاً إلكترونياً للبيانات، كان عبارة عن دليل للأعمال التجارية أطلق عليه اسم “الصفحات الصينية”. إلاّ أنّ هذا الموقع لم يكن مشروعا مثمراً، ولكن بحلول العام 1999 جمع جاك 18 صديقاً في شقته في مدينة هانغتشو ليكشف لهم عن فكرة إنشاء شركة جديدة للتجارة الإلكترونية.
ووافق الجميع على المشروع وجمعوا 60 ألف دولار أمريكي لإطلاق موقع “علي بابا”. ويقول جاك إنه اختار هذا الاسم لأنه سهل وعالمي فسمع الجميع بقصة علي بابا والأربعين حرامي” وعبارة “افتح يا سمسم” الشهيرة. وفي العام 2003، أطلق جاك الموقع الإلكتروني التجاري “تاوباو”، لينافس موقع “إي- باي” الصيني، و بحلول تشرين الأول عام 2005، اكتسب 70% من سوق التسوق الإلكتروني في الصين.
يُشار إلى أنّه في سن الـ 50، بلغت ثروة مؤسس ورئيس شركة “علي بابا” 21 مليار دولار، وفقا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-92y