بقلم: محمد فهد الشوابكه
بروح ورؤية متفتحة على آفاق المستقبل الرحب، وفكر يأخذ الواقع بعين الاعتبار تستقبل الإمارات أربعة وأربعين عاماً على نشأت الاتحاد، وتمر السنون بسرعة كالبرق، وتتحول الصحراء الى جنان، ويظهر إبداع الإنسان، وتخلد الانجازات أرواح من رحلوا عنا من قادة ورجال كان لهم اكبر الأثر على ما نشاهده من نهضة يشهد لها القاصي والداني، وتمضي الإماراتي في مسيرة التطور والنماء، بانتهاجها أنجع السبل التي تعزز من تقدمها وفق احتياجات العصر، نهضة شاملة في كافة مناحي الحياة أساسها وعمادها الإنسان.. اليوم بعد 44 عام الإمارات ترتدي حلة جديدة تدمج بين الماضي بأصالته والحاضر بحداثته لترسم أجمل لوحة على وجه الأرض.
ما كان للإمارات إن تتفوق على التفوق بذاته لولا تكاتف أبناءه والتفافهم حول شيوخهم الذين بذلوا الغالي والنفيس من اجل بلادهم وشعبهم.. مرحلة جديدة تحمل بطياتها انجازات كبيرة، فاحتفال الإمارات بالعيد الوطني احتفالا غير عادياً، له نكهة خاصة تختلف بين عام وأخر، لا يعرف مذاقها إلا من عاش على أرضها.. فكثير من الدول لديها ما لدى الإمارات بل أكثر بكثير ولكنها لم تستطع إن توجه مدخراتها ومواردها نحو الاتجاه الصحيح، والشواهد حولنا كثيرة، فالنظرة الثاقبة التي يتمتع بها القائمين على إدارة شؤونها، جعلت الإمارات رقما صعبا في جميع المعادلات، ولا يستطيع احد من التنبؤ عما يجول في أدمغة قادته، رغم إن الجميع واثقون إننا نتبع من لا يخطئ في اتخاذ القرار.. فالدول تطرح كل سنة جديد والإمارات لديها كل لحظة جديد، فكلما حاولت أن تلتحق بجديدها، تتسع الفجوة بينك وبينها، متقدمة عما يليها مسافات طويلة.
فقد ذهبت الإمارات باتجاه أخر مغردة خارج السرب ولم تعد تتغنى بالبترول كعماد أساسي في صرحها الاقتصادي، وأصبحت قطاعات أخرى كثير ذات أهمية اكبر بكثير من النفط، كالعقار والصيارفة وتجارة التجزئة والنقل والصناعة وغيرها من القطاعات التي شكلت نواة قوية لاقتصاد المرحلة المقبلة كما أرادها ويريدها أبناء الإمارات الذين تسلحوا بالعلم والكفاءة والانتماء لتراب الدولة، فيوم الثاني من ديسمبر من العام 1971 كان نقطة تحول حقيقي للإمارات، استطاع أبناء الإمارات أن يحددوا في ذلك اليوم مستقبل بلادهم، محولين الحلم الى حقيقة على ارض الواقع.. هذه الشعب الطموح.. كانت لديها نظرة شمولية ثاقبة لمجريات الأمور من حوله وكيفية إدارة دفة مسيرة الخير والرفعة والرفاه لبلاده على جميع الأصعدة والمجالات وتوسيع قاعدة المعرفة ليكون البناء قوياً.
فالاحتفال باليوم الوطني هو احتفال بالانجازات، بالإنسان الذي حقق الانجازات، بالأرض التي أقيمت عليها الانجازات، بالفرحة التي رسمت على وجوه المقيمين على تراب الإمارات، احتفال بالأمن والأمان، فالاحتفال تخليدا لسبعة عظماء وضعوا الإمارات على طريق العز والسؤدد.