أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، أن المصدر الأكثر أهمية لقوة الأردن هو الموارد البشرية، التي تتمتع بمهارات عالية، وأن الشباب الأردني عاقدون العزم على النجاح وهم مكسب لأي مؤسسة.
جاء ذلك خلال افتتاح جلالته في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي يستضيفه الأردن للمرة العاشرة تحت شعار “نحو نظم تعاون جديدة”، بمشاركة عدد من رؤساء الدول وأكثر من 1000 شخصية من قادة الأعمال والسياسيين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والشبابية، وإعلاميين وأكاديميين من أكثر من 50 دولة.
وشدد جلالته، في الكلمة، على أن الاقتصاد الأردني فيه العديد من الفرص الواعدة، وأن الأردن حدد أولوياته في القطاعات الاقتصادية التي توفر آفاقاً واعدة للنمو والاستثمار، حيث تبني هذه القطاعات على مصادر القوة الاقتصادية المتميزة، بما فيها اتفاقيات التجارة الحرة العديدة والعلاقات التجارية القوية التي تربط الأردن بأسواق تضم أكثر من مليار مستهلك حول العالم.
وتاليا النص الكامل لكلمة جلالة الملك:
“بسم الله الرحمن الرحيم
أرحب بهذا الحضور المتميز نيابة عن الأردن. كما يسعدني أن افتتح ما نتوقع أن يكون برنامجاً حافلاً.
وأود ان أرحب بشكل خاص بقادة الدول الذين انضموا إلينا اليوم للمشاركة في هذا المنتدى من أرمينيا وجيبوتي وفلسطين ونيجيريا، وكذلك صديقي العزيز الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس التنفيذي لأفغانستان. وأعبر عن الشكر والتقدير لفخامتكم جميعاً ولصديقي العزيز البروفيسور شواب على وقوفكم إلى جانب الرياديين وأصحاب الرؤى في هذه المنطقة، خاصة الشباب الذين يصنعون مستقبلنا.
أصدقائي،
سيتناول هذا المنتدى عددا من القضايا ذات الأهمية القصوى والمؤثرة في منطقتنا، وهي قضايا يمكن تبسيطها في حقيقة واحدة، وهي أن شعوبنا بحاجة إليكم أيها القادة والشركاء، للعمل واتخاذ إجراءات في مجالات متعددة، كما أن العالم بأكمله يتمنى لكم النجاح في ذلك.
يمثل أبناء منطقتنا، الذين يزيد عددهم عن 300 مليون، مجموعة من المواهب المتحفزة للمنافسة على مستوى العالم، كما يوفرون سوقا كبيرا من المستهلكين ومؤسسات الأعمال.
وتحقق اقتصاداتنا النمو وتتضاعف الآفاق فيها مع كل جهد يبذل للاستثمار في الفرص الكبيرة المتوفرة في هذه المنطقة، ومع كل استثمار يولّد فرص عمل لأبنائنا الشباب، وكل استثمار يوفر لعائلاتنا العيش الكريم. وهذا يحقق الفائدة لمجتمعاتنا، كما يحقق الفائدة للآخرين، لأن ما يجري في منطقتنا ينعكس على العالم أجمع.
إننا نحتاج إلى شراكة واسعة من أجل تحفيز النمو الاقتصادي، شراكة تتضمن استثمارات من القطاع الخاص وقدرة إنتاجية على جميع المستويات، بما فيها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، بالإضافة إلى قطاع عام يعزز ثقة قطاع الأعمال ويدعم النجاح الاقتصادي، وتتضمن أيضاً شركاء دوليين يوظفون الاستثمار لتحقيق مستقبل إيجابي للجميع.
ولا بد أن ينبع هذا الجهد من المنطقة وفيها، من خلال مبادرات تقودها دول الإقليم هدفها الازدهار والنمو. والأردن ملتزم بهذا النهج.
وكما تعلمون، فقد واجه اقتصادنا تحديات كبيرة خلال العقد الماضي. وقد دفع الأردن ثمنا كبيرا لقاء قيامه بالعمل الصحيح تجاه اللاجئين، ونحن نعمل بجهود دؤوبة مع شركاء دوليين لزيادة المساعدات للاجئين وللمجتمعات المستضيفة كذلك.
ونتطلع أيضاً لتحقيق النمو الذي يولّد فرصا كبيرة ذات أثر ملموس، وفي هذا السياق، لا بد من التأكيد على أن الاقتصاد الأردني فيه العديد من الفرص الواعدة. ولقد مثل مؤتمر مبادرة لندن تأكيدا، في الوقت المناسب، على منعة اقتصادنا ونجاعة النهج الذي يمضي فيه الأردن.
وهذا بالطبع ليس إلا البداية. ومن أجل تحقيق نمو أسرع للفرص، فإن الأردن حدد أولوياته في القطاعات الاقتصادية التي توفر آفاقاً واعدة للنمو والاستثمار. وتبني هذه القطاعات على مصادر القوة الاقتصادية المتميزة في بلدنا، بما فيها اتفاقيات التجارة الحرة العديدة والعلاقات التجارية القوية التي تربط الأردن بأسواق تضم أكثر من مليار مستهلك حول العالم. كما أننا نعمل على استغلال مصادرنا الغنية من الطاقة النظيفة والمتجددة، وبحلول العام القادم، نتوقع أن تغطي المصادر المتجددة خُمس احتياجاتنا من الطاقة.
لكن المصدر الأكثر أهمية لقوتنا هو مواردنا البشرية الأردنية، التي تتمتع بمهارات عالية. فشبابنا منفتحون على العالم ويتقنون استخدام التكنولوجيا بمهارة، بالإضافة إلى إتقانهم لغات متعددة، وهم عاقدون العزم على النجاح. شبابنا مكسب لأي مؤسسة، وقد رأينا بالفعل نتائج ذلك في نجاح قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن، والذي وفر الآلاف من فرص العمل الجديدة وفتح آفاق الوصول إلى أسواق المنطقة والعالم.
لقد ساهم التركيز الوطني على التعليم والريادة والابتكار في إرساء بيئة محفزة لريادة الأعمال والشركات الناشئة، مما مكن الأردن من لعب دور قيادي في القطاعات والصناعات الإبداعية الموجهة نحو الشباب.
هذه القطاعات التي تستفيد من مهارات أبنائنا وبناتنا المتميزة تفتح الأبواب أيضا للوظائف الجيدة التي يحتاجونها ويتوقعونها. كما أن المرأة جزء مهم من مستقبلنا الاقتصادي، ونحن الآن بصدد توفير كل السبل نحو النجاح.
وستستمعون خلال إحدى الجلسات اليوم إلى المزيد من التفاصيل عن أحد أبرز القطاعات الخدمية في الأردن، وهو قطاع السياحة. فأعداد زوار الأردن في تزايد مستمر، وهم يعرفون ويثقون في بلدنا المضياف والآمن، وتجذبهم وجهاتنا السياحية المتعددة والمتنوعة.
والسياحة ليست سوى قطاع واحد من قطاعات النمو الواعدة في الأردن، التي تشمل مجالات أخرى كالخدمات المهنية وخدمات الإسناد التجاري والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطوير التطبيقات الذكية وغيرها الكثير.
ويعمل الأردن بشكل نشط على دعم نمو الفرص. فالإصلاحات مستمرة في جميع المجالات لدعم وتعزيز بيئة مشجعة ومحفزة للأعمال. وسنستمر في دعم الابتكار والريادة والمشاريع المختلفة، من الشركات الناشئة وحتى الشركات العالمية التي اتخذت من الأردن مقرا لها. وفوق هذا كله، نحن ننصت إليكم كشركاء لنعرف متطلبات تعزيز فرص الازدهار.
أصدقائي،
إن التحديات التي تواجه بلداننا ليست مجرد مشاكل بحاجة إلى حلول، بل هي فرص للتعاون وبناء الشراكات والمضي قدما معاً.
فكل ما تطمحون له ولعائلاتكم، تطمح له شعوب منطقتنا أيضاً لأنفسهم وعائلاتهم، كوظائف جيدة، ومدن ومجتمعات توفر حياة كريمة، وتكنولوجيا وتطبيقات لخدمة ازدهارنا المشترك.
لذا، وخلال اجتماعاتكم هنا في أعمال المنتدى، تذكروا عندما تناقشون الثورة الصناعية الرابعة الطرق التي يمكن لعالمنا أن يغير بها حياة الناس نحو الأفضل، ومن ثم ساعدوا في تحقيق ذلك.
وحين تناقشون النماذج الاقتصادية، فكروا بأفضل السبل لخدمة شبابنا، ومن ثم ساعدوهم على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم التي يستحقونها.
وعندما تفكرون في مستقبل الإدارة البيئية، لا تركزوا فقط على العموميات، ولكن أمعنوا النظر أيضا في الإجراءات الصغيرة، ومن ثم اتخذوا القرار بالقيام بعمل إيجابي.
وحين تحاولون الوصول إلى أرضية مشتركة هنا وفي الأيام القادمة، تذكروا أن ما تحققونه سويا سيكون أمرا حيويا لمستقبلنا المشترك.
أتمنى لكم النجاح والتوفيق.
شكراً جزيلا لكم”.
الرئيس النيجيري يشيد بدور الأردن المهم في الحرب على الإرهاب وتحقيق الاستقرار
من جهته، أكد الرئيس النيجيري محمد بخاري، في كلمة له في الجلسة الافتتاحية، أهمية التعاون بين جميع الدول خدمة للمصالح المشتركة، وبما يعود بالنفع على البشرية.
وقال: إن التعاون بين الدول لم يعد خيارا بل ضرورة، حيث شهد العالم تغيرا كبيرا على مختلف الصعد، ومنها التكنولوجيا والسكان والهجرة والتجارة والتغير المناخي.
وأشار إلى ما تم إنجازه عالميا في الحرب على الإرهاب، مشيداً بدور الأردن المهم بهذا الخصوص وفي تحقيق الاستقرار.
وأكد أهمية تعاون دول العالم من أجل البناء وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مبينا أن دول أفريقيا والشرق الأوسط يجب أن تركز على السياسات التي من شأنها تحقيق الازدهار الاقتصادي المشترك لجميع المواطنين في تلك الدول.
وأشار إلى أن هذه الدول ما زال بإمكانها تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة.
غوتيريس مخاطبا جلالة الملك: لقد كنتم على الدوام بطلا للسلام، وصوتا للوئام بين الأديان والاحترام المتبادل.
غوتيريس: الأردن كان مثالا للكرم الاستثنائي باستضافة اللاجئين.
غوتيريس: المجتمع الدولي مطالب بالوقوف إلى جانب الأردن لقاء ما تحمله من ضغوطات كبيرة.
غوتيريس: عندما كنت مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اخترنا الأردن ليكون مركزا عالميا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكانت النتائج مذهلة.
غوتيريس يدعو للاستفادة من الفرص الاستثمارية في الأردن.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في كلمة له بالجلسة الافتتاحية للمنتدى، مخاطبا جلالة الملك “لقد كنتم على الدوام بطلا للسلام، وصوتا للوئام بين الأديان والاحترام المتبادل، وإلى جانب الشعوب الذين يحتاجون المساعدة في المنطقة والعالم”.
وأضاف أن الأردن كان مثالا للكرم الاستثنائي باستضافة اللاجئين من فلسطين وسوريا ودول أخرى، الأمر الذي أثر بشكل كبير على اقتصاده.
وشدد على أن المجتمع الدولي مطالب بالوقوف إلى جانب الأردن لقاء ما تحمله من ضغوطات كبيرة. وقال: إنه رغم الظروف الإقليمية الصعبة، إلا أن الأردن يمتلك فرصا استثمارية كبيرة.
وتحدث غوتيريس عن تجربته عندما كان مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قبل عدة سنوات، مبينا أن المفوضية قررت وقتها تأسيس مركز عالمي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعند التقييم الذي كان مبنيا على الكلف والموارد البشرية المؤهلة والمعرفة الرقمية والبنية التحتية، جاء الأردن في المقدمة، وبناء عليه تم اختيار الأردن، وكانت النتائج مذهلة.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة رسالة للمستثمرين قائلا “إلى كل الذين يفكرون بالاستثمار في الأردن رسالتي واضحة جدا، افعلوا ما فعلت أنا ولن تندموا”، مشيرا إلى أن الأردن يمثل ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، كما أن له مساهمة رئيسة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وبخصوص القضايا الإقليمية، أكد غوتيريس أهمية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين.
كما تحدث عن أهمية تمكين الشباب في المنطقة، وضرورة إشراكهم في التنمية وتحقيق السلام الازدهار.
وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته إلى عدد من القضايا المرتبطة بالتغير المناخي، والتنمية المستدامة، والطاقة المتجددة، وأهمية أن تكون هذه القضايا في صدارة أولويات صناع القرار على مستوى العالم.
رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي: الأردن وجلالة الملك قوة إيجابية مؤثرة في وقت حرج لمستقبل المنطقة.
وقال المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية أفتخر بالعودة إلى الأردن لفعاليات النسخة العاشرة للمنتدى الاقتصادي العالمي حول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مضيفا أن الأردن، بقيادة جلالة الملك، يمثل مركزاً حيوياً للإمكانات البارزة في المنطقة.
وأكد أهمية منطقة الشرق الأوسط وشمال لإفريقيا بالنسبة للمنتدى الاقتصادي العالمي، مضيفا أن شباب المنطقة كان لهم دور كبير في تشكيل مهمة المنتدى.
وأضاف نجتمع هنا اليوم تحت شعار “نحو نُظم تعاون جديدة”، حيث يتناول هذا الموضوع الحاجة إلى التفكير والتصرف بجرأة حول مستقبلنا المشترك وبشكل خاص جيل الشباب، الذي يبحث عن وظائف هادفة وحياة مثمرة، إلا أن الأهم من كل ذلك، أنه يتناول ضرورة إيجاد طرق جديدة أكثر شمولية وتعاونية من أجل مواجهة التحديات المشتركة.
وختم كلمته قائلا: أود أن أشكر الأردن وجلالة الملك لكونهما قوة إيجابية مؤثرة في وقت حرج لمستقبل المنطقة.
وحضر الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الرئيس الفلسطيني، ورئيس أرمينيا، ورئيس جيبوتي، والرئيس التنفيذي لجمهورية أفغانستان الإسلامية، وعدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب بالإنابة، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، ومستشار جلالة الملك للشؤون الاقتصادية، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، والسفراء العرب والأجانب.