استحوذ التحول الرقمي على المحادثات الاستراتيجية داخل المنظمات. ووفقاً لوحدة الاستخبارات الاقتصادية، فإن الأولوية الاستراتيجية بالنسبة لـ 77 ٪ من الشركات هي التحول الرقمي.
وتعمل كل من الشركات الرقمية وغير الرقمية على إعادة استخدام التقنيات الحالية على أكمل وجه، وكل ذلك من أجل الحفاظ على القدرة التنافسية والمربحة في بيئة ديناميكية بشكل متزايد. والأهداف الرئيسية التي تدفع المؤسسات إلى الخضوع للتحول الرقمي هي تجربة العميل، وسرعة تنفيذ الأعمال، والكفاءة التشغيلية.
ويتطلب التحول الرقمي من المنظمات الحديثة أن تكون جريئة وسريعة على حد سواء من أجل مواكبة وتيرة المشهد المتطور. حيث تسعى الشركات ليس فقط لتحديث أو ترقيم العمليات الحالية، ولكن أيضا تسهيل وقت أسرع لتسويق المنتجات الجديدة. وبالتالي، فالتحول الرقمي هو عبارة عن مبادرة معقدة تؤثر على الأعمال التجارية والعمليات التي تواجه العملاء بالنسبة لنموذج أعمال الشركة.
المرونة هي قلب التحول الرقمي
في عصر العملاء الرقميين والمشاهد المتغيرة باستمرار، أصبح التحول الرقمي أحد الاستراتيجيات الأكثر قدرة على تسريع الأعمال والعمليات والنمو والاستفادة بشكل كامل من الفرص المتاحة.
ولقد قطعت معظم الشركات بالفعل شوطاً كبيراً نحو التحول الرقمي، فهناك بعض المجالات الرئيسية التي يجب التركيز عليها عند التعامل مع مشروع التحول الرقمي لزيادة السرعة في المؤسسة.
العمليات الداخلية
كل شيء يبدأ من الداخل. من المهم أن يكون لديك فهم جيد لكيفية إعادة ترتيب جميع العمليات التنظيمية داخل الشركة.
فالقدرة على تبسيط العمليات التجارية وسرعة تغييرها وفقا للطريقة التي يطلبها السوق، يجذب شركات جديدة إلى العصر الرقمي. ووفقًا للأبحاث الحديثة، فإن 44٪ من الشركات التي شملتها الدراسة أصبحت أكثر ربحية بعد التحول إلى تسريع العمليات.
وإذا وجدت أن هذه العمليات تتم يدويا، فهناك مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة للمساعدة في إتمام وتسريع عمليات الشركة داخليا، ولكن يمكن تضييق نطاقها إلى نوعين من الحلول.
الأول: هو تحديد النقاط التي تساعد في التعامل بدقة مع الأولويات والعمليات المحددة. وتشمل هذه الأدوات أنظمة إدارة المحتوى، وإدارة الملفات الشخصية، والمحاسبة / الفواتير، وغيرها من البرامج للتعامل مع أي عملية في مجال عملك، ويكون تبني هذه الأدوات أسهل كثيرًا نظرًا لكونها جزءًا فرديًا من البرامج التي تتعامل مع عدد أقل من العمليات. أما الجانب السلبي مع الحلول الفردية / النقاط هو أنها لا تتكامل تمامًا مع العمليات الأخرى. وبالتالي، يمكن أن تسبب فجوات في العمل وتتسبب في حدوث تأخيرات.
ثانياً: سيؤدي إدارة شبكة العمليات الداخلية بأكملها على منصة واحدة إلى تحسين التشغيل الآلي والسرعة التنظيمية، كما سيساعد في قياس وتحسين العملية بأكملها ومهام سير العمل والمهام المقابلة لها، بالإضافة إلى إتمام المهام الروتينية أو المتكررة التي تستلزم عمل العديد من الأنشطة اليدوية.
العمليات التي تواجه العملاء
يمكن أن يؤدى النقص في العمليات التي تواجه العملاء وصعوبة تعديلها إلى إحباط وتأخيرات وخسارئر مالية. كما يمكن لأهداف الأعمال الجديدة والتقنيات المبتكرة والتغيرات في بيئة السوق أن تجعل جميع العمليات الثابتة غير ذي جدوى.
على سبيل المثال، عندما تخترق وسائل التواصل الاجتماعي كل جانب من جوانب حياتنا، فمن المهم استخدام الوسائط الاجتماعية كقناة اتصال فعالة. وإذا كنت لا تستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي لكونها أصبحت “الوضع الطبيعي الجديد” لكل شخص، فستكون فرصتك في العمل أقل من مستوى الأداء وستفشل في تقديم أفضل تجربة للعملاء. فأنت بحاجة لتعديل طريقتك، وأن تدمج وسائل التواصل الاجتماعية كقناة اتصال محتملة في كل مرحلة من رحلة العميل لضمان حصول كل عميل على اهتمام شخصي عند كل نقطة تفاعل مع الشركة.
تأكد من أن منصتك التقنية الأساسية توفر المرونة في اختبار وتعديل وتحسين العمليات باستمرار حتى تظل ملائمة لبيئة العمل الجديدة.
نموذج العمل
إن أحد المعالم الأساسية في طريق النجاح في التحول الرقمي هو القدرة على إعادة التفكير في نماذج الأعمال الحالية وكيف أن استخدام التكنولوجيا يغير من توجهك إلى استراتيجية السوق، أو يعالج معاملات البيع، أو يغير من الأسواق الجغرافية التي تخدمها الشركة. وقد يكون إعادة صياغة الطريقة التي تعمل بها شركتك هو أصعب جزء من تبنّي المرونة، لكن الاستمرار في المضى قدما سيبقى جزءًا متكرراً ولا مفرّ منه من استراتيجيتك.
ففي بعض الحالات، تحتاج الشركات إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها بالكامل وطرق عملها، أما في حالات أخرى، فإنها تقوم بتغيير الاختصاصات.
لكن هناك عدد من الرواد الذين نجحوا في تحويل مشاريعهم إلى الأسواق الرقمية الجديدة مثل:
مايكروسوفت: كانت مصادر أرباحهم الرئيسية، ورسوم امتلاك الكمبيوتر الشخصي والترخيص، تواجه تحديًا كبيرًا بسبب التحول نحو تكنولوجيا الهواتف المحمولة. لذا فقد أخذوا هذا التغيير كأولويتهم واعتمدوا نماذج جديدة للإعلانات والاشتراكات، مع التركيز على الأجهزة المحمولة.
ليجو: كانت الشركة على وشك الإفلاس في عام 2004 وخضعت لعملية إعادة هيكلة. والآن قاموا بتقديم تصميمات جديدة لمعجبيهم، وقد أقامت ليجو أعمالًا رقمية جديدة مثل: (الأفلام وألعاب الفيديو وما إلى ذلك).
لا تقتصر على التكنولوجيا
لا يتعين على الشركات أن تكون ذات تكنولوجيا عالية لاستخدام أفضل التقنيات لزيادة الإنتاجية والكفاءة ورضا العملاء، ولكن من الضروري أن نضع في اعتبارنا أن التحول الرقمي ليس حدثًا أو مشروعًا لمرة واحدة، ولكنه التزام بتحويل مستمر.
فلا تنخدع بضوضاء التحول الرقمي المنتشرة، فالتحول الرقمي هو مجال عمل أو فلسفة الشركة، وليس مشروعًا. والشركات التي تريد النجاح على المدى الطويل تحتاج إلى التركيز على أن تصبح أكثر سرعة حتى تكون مستعدة لاتخاذ أي شيء يمكن أن يلقى به المستقبل.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-pM6