أكد المهندس سهيل محمد فرج المزروعي، وزير الطاقة، أن أسعار النفط منذ بداية العام هي أسعار معقولة في المدى المتوسط رغم قلة الطلب عليه في الربع الثاني الجاري بسبب متغيرات ارتدادات النفط الصخري وتغيراته وزيادة إنتاج بعض الدول، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن معدل الطلب على النفط سيرتفع في الربع الثالث ونحن ننظر إلى سوق النفط بشكل ربعي وليس بشكل أسبوعي أو شهري.
تطرق المزروعي إلى جهود خفض الإنتاج وقال إننا في بداية الاتفاق وعلينا أن ننتظر بعض الوقت لمعرفة حال السوق للخروج بالقرارات المناسبة حوله، وعلينا ألا نستعجل اتخاذ قرارات معينة نظراً لهبوط أسعار النفط.
مشاريع مستمرة
قال سهيل المزروعي، في تصريحات صحفية على هامش إطلاق وزارة الطاقة النسخة الثالثة من تقرير«حالة الطاقة لدولة الإمارات 2017»إن مشاريع الطاقة مستمرة وهي تزداد في كل عام وخاصة الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة منها، نظراً لما توفره من مصادر طاقة بأسعار قليلة التكلفة، وتتميز الدولة مقارنة مع الكثير من دول العالم بأنها الأسرع نمواً في انتشار مشاريع الطاقة وإنجازها بشكل سريع ودقيق وبكميات إنتاج بأسعار قليلة، حيث وضعت دبي استراتيجة مهمة لتوليد 5000 ميجا واط من الطاقة، وتتميز أبو ظبي بمشاريع الطاقة ذات التكلفة القليلة جداً والتي لا تتعدى 2.5 فلس للوحدة الواحدة، وخلال العامين المنصرمين أنجزت دبي أكثر من 2000 مشروع متخصص في إنتاج الطاقة المتنوعة و1170 مشروعاً في أبوظبي حتى هذا الوقت.
آلية التناضح العكسي
وحول آلية التناضح العكسي التي اعتمدتها الوزارة في مشاريع تحلية المياه وفصلها عن توليد الطاقة الكهربائية، قال المزروعي إن أي مشروع جديد لتحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية من خلالها ستعتمد على آلية التناضح العكسي، بالرغم من وجود الكثير منها التي ما زالت تعتمد التبخير والتي تستهلك مصادر طاقة كثيرة وينتج عنها انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، فلا بد من اعتماد آلية التناضح العكسي والفصل بين مشاريع التحلية وتوليد الطاقة.
وكانت وزارة الطاقة قد أطلقت النسخة الثالثة من تقرير«حالة الطاقة لدولة الإمارات لعام 2017»وذلك خلال فعاليات حفل الإفطار السنوي للوزارة وسط جمع إعلامي غفير وبحضور الشركاء الاستراتيجيين والرعاة. ويعد التقرير بمثابة مرجع وطني لإبراز النجاحات في مجال الطاقة في الإمارات والتي تخدم استراتيجية الدولة لطاقة المستقبل والتي تم الإعلان عنها بداية هذا العام.
تنويع مصادر الطاقة
وقالت الوزارة إن التقرير يستعرض جهود الدولة في تنويع مصادر الطاقة وإدراج الطاقة النظيفة وحلول كفاءة الطاقة، بجانب التوازن بين روابط الماء والطاقة والغذاء في قالب ابتكاري لتحقيق رؤية الإمارات 2021 المتعلقة بالطاقة وخفض انبعاثات الكربون وتماشياً مع الثورة العالمية في مجال الطاقة، ويضم التقرير أبواباً عدة وهي:»حالة الطاقة «و»مستقبل الطاقة«و»الطاقة والابتكار«و»المدن الخضراء وإنتاج الطاقة«و»الطاقة والتغير المناخي«و»الطاقة والنقل«و»الطاقة المتجددة والنظيفة والبديلة«و»الفصل بين الطاقة والمياه». ويحتوي التقرير على 57 مقالة شارك في كتابتها نخبة من صناع القرار والخبراء في مجال الطاقة بالإمارات.
الحد من انبعاثات الكربون
وأكد المزروعي أن التقرير يعد امتداداً للدور الذي تلعبه الدولة على الصعيد العالمي في إطار المساعي الدولية للحد من انبعاثات الكربون وإبراز التزام الإمارات بتحقيق أهدافها في مجال الطاقة النظيفة وما قامت به وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والجهات المعنية في قطاع الطاقة عند وضع الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، حيث تهدف إلى زيادة مساهمة سعات الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج سعات الطاقة إلى 50% مما سيتيح تحقيق وفورات بقيمة 700 مليار درهم بحلول 2050. وأشار المزروعي إلى أن قطاع الطاقة في الدولة بات يمتلك سوقاً واعداً وناضجاً وتجارياً ومحفزاً على الاستثمارات الجديدة في المشتقات البترولية والتبادل التجاري، وتعمل وزارة الطاقة على إصدار النسخة الأخيرة من قانون المشتقات البترولية الذي يعمل على تنظيم تبادل المشتقات البترولية وتخزينها واستيرادها بشكل آمن بما ضمن تحقيق الاستدامة. وشكر المزروعي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز دبي المتميز لضبط الكربون على جهودهم خلال 3 سنوات من عمر التقرير الكامل في الإعداد والمراجعة. كما شكر الجهات الراعية للتقرير لحرصهم على دعم جهود الوزارة لإظهار ما حققته الدولة من ريادة في مجال الطاقة .
تكريم الرعاة
كرَّم وزير الطاقة الرعاة تقديراً لجهودهم في نشر قصص نجاح قطاع الطاقة في الإمارات الذي يشهد ثورة في التطور نحو طاقة مستدامة وهم: هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) بصفتها راعياً رئيسياً للتقرير، وهيئة الطرق والمواصلات بدبي بصفتها راعياً بلاتينياً، وشركة بترول الإمارات الوطنية (اينوك) بصفتها الراعي البلاتيني للتقرير، وشركة (دولفين) بصفتها الراعي الذهبي للتقرير، وشركة (إيمرسون) بصفتها راعياً برونزياً، وشركة (اَي بي بي) بصفتها راعياً برونزياً.
ريادة إقليمية
أكد الدكتور مطر حامد النيادي وكيل وزارة الطاقة أن الإمارات برهنت على ريادتها الإقليمية في مجال الطاقة المستدامة من خلال مبادراتها الخضراء وسياساتها البيئية في مجال الطاقة. وقال إن التقرير يعد بمثابة أداة بين أيدي صناع القرار والمختصين في العالم لإجراء المقارنات المعيارية لتمكينهم من اعتماد ممارسات لتحقيق أمن الطاقة والمساهمة في مواجهة تحديات تغير المناخ.
بدورها، أكدت المهندسة فاطمة الفورة الشامسي، الوكيل المساعد للكهرباء وطاقة المستقبل، على أهمية تقرير حالة الطاقة لدولة الإمارات 2017 في عرض بيانات الطاقة بأنواعها والإنجازات المحققة والجارية في تحقيق رؤية الإمارات 2021 مما يساعد في رسم وتعديل السياسات والتوجهات في مجال الطاقة وتحديد الفرص المناسبة لتطوير قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة في مجالاته كافة.