أكد مصرف الإمارات المركزي قدرة القطاع المصرفي الكبيرة على تلبية الزيادة في الطلب على الائتمان، مع توافر السيولة الكافية لدى القطاع المصرفي التي تؤهله لذلك، مشدداً على أنه لا توجد حالياً أية نية لتعديل الآلية الجديدة للإيبور.
وأشار إلى أنه وفقاً لمتطلبات نظام الإيبور الجديد، فقد تم تعيين مكتب استشاري مختص في عمليات الرقابة والإشراف والتدقيق على مدى التزام البنوك الأعضاء بلجنة الإيبور بالضوابط والمتطلبات المتصلة بعمليات تقديم أسعار الفائدة ما بين البنوك العاملة، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من عملية التدقيق خلال النصف الأول من سنة 2019، وسيتم تزويد المصرف المركزي، قبل نهاية السنة الأولى من طرح الآلية الجديدة، بالاستنتاجات والتوصيات النهائية في هذا الشأن، وبناء عليه، سيقرر المصرف المركزي مدى الحاجة لإدخال تعديلات على نظام الإيبور، وذلك بالتعاون والتنسيق مع اللجنة الاستشارية للإيبور.
وقال المصرف المركزي رداً على استفسارات «البيان الاقتصادي» إنه رغم الارتفاع المحدود لأسعار الفائدة في السنوات الأخيرة، فإن إجمالي الائتمان المصرفي في الدولة شهد زيادة سنوية بنسبة 4.7% حتى يناير من العام الجاري، كما شهدت شركات القطاع الخاص زيادة في إقراضها بنسبة 6.1%، وذلك بالتوازي مع انتعاش نمو القطاع غير النفطي الذي من المتوقع أن يبلغ 3.1% على أساس سنوي في الربع الأول من العام الجاري.
وأضاف: «القطاع المصرفي سيكون قادرًا على تلبية الزيادة في الطلب على الائتمان بحكم السيولة المتوفرة لديه، حيث تبلغ نسبة الأصول السائلة 17.4% وهي أعلى من الحد الأدنى المطلوب من المصرف المركزي (10%)، كما تتوفر للبنوك قاعدة قوية لودائع العملاء التي ارتفعت على أساس سنوي بنسبة 8.2%، بما في ذلك ودائع المقيمين (88% من الإجمالي) بنسبة 7.8%.
أسعار الفائدة
حول مدى جاذبية أسعار الفائدة في القطاع المصرفي الحالية للقطاع الخاص والأفراد، بما يؤدي إلى تنشيط الطلب الكلي (الإنفاق) لاستمرار ارتفاع وتيرة النمو الاقتصادي، شدد المصرف المركزي على أن الحفاظ على نظام سعر الصرف الثابت للدرهم مقابل الدولار الأمريكي يفرض علينا اتباع وجهة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، لذلك فإن قرارات المصرف المركزي، بما في ذلك القرار الذي اتخذه في ديسمبر الماضي برفع سعر الفائدة، تهدف إلى ضمان توافق معدلات الفائدة قصيرة الأجل المحلية وتلك المعلنة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وأوضح المركزي: لقد اتخذنا هذا القرار دون أن تكون لدينا أية مخاوف من اضطرابات في الأسواق التي كانت تتوقع هذه الزيادة منذ فترة، ووفقًا لنتائج تحليلاتنا التجريبية، عندما يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بزيادة سعر الفائدة بمعدل 25 نقطة أساس، وبالتالي يتم تعديل سعر الفائدة من المصرف المركزي وفقًا لذلك، وترتفع أسعار الفائدة على الودائع في الإمارات بمقدار 5.3 نقاط أساس فقط، بينما ترتفع أسعار الفائدة على القروض المصرفية بنسبة 10.7 نقاط أساس بفضل السيولة الكافية في القطاع المصرفي، وبالتالي، يكون ارتفاع التكلفة للمقترضين محدودة نسبياً.
إدارة السيولة
وأكد المصرف المركزي سعيه باستمرار إلى تعزيز قدرته الفعالة والمرونة الكافية اللازمة للتدخل في عمليات السوق توفير تسهيلات إدارة السيولة اللازمة حسب الحاجة من خلال اتباع الأدوات المناسبة، لضمان أن توجهات السياسة النقدية في الولايات المتحدة لا تؤثر على وفرة السيولة وعلى قدرة البنوك على الإقراض، كما يحرص المصرف المركزي باستمرار على مراقبة وإدارة السيولة بما يتماشى مع الأهداف الاقتصادية مع الحفاظ على الاستقرار المالي.
وحول موقفه من اقتراح طرحه محللون ماليون بأن تتحمل البنوك 50% من أعباء ارتفاع أسعار الفائدة خاصة مع توقع ارتفاعها خلال العام المقبل وأن يتحمل العملاء الـ 50% المتبقية، قال المصرف المركزي إن أسعار الفائدة تتأثر بقوى السوق والمنافسة، والمصرف لا يتدخل في هذا الأمر، ولكن مطلوب من البنوك أن تكون عادلة من خلال شفافية التعامل مع عملائها.
آلية الإيبور
وحول تقييم المصرف للآلية الجديدة للإيبور بعد مرور أكثر من 7 أشهر علي تطبيقها، أكد المصرف أن الهدف الأساسي من تطبيق الآلية الجديدة لنظام الإيبور هو تحديد أسعار الفائدة ما بين البنوك العاملة في الدولة بشكل أدق تماشياً مع آخر المراجعات التي تم إجراؤها حول معايير دولية مماثلة، ووفقاً لأفضل الممارسات التي تضمنتها توصيات المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية (IOSCO) فيما يتعلق بتعزيز المعايرة والشفافية في عملية تحديد أسعار الفائدة لدى البنوك المشاركة في لجنة الإيبور، مشيراً إلى أن الآلية الجديدة مكنت من فرض إطار تنظيـمي واضح ومنهجية ثابتـة من خلالها يتعـيّن على البنوك المشاركة في «لجنة الإيبور» استخدامها في عملية تحـديد وإجـازة أسعار الفائدة.
ولفت المصرف إلى أن تطبيق الآلية الجديدة للإيبور ساهم في تعزيز الحوكمة وتعزيز المعايير القياسية والشفافية في عملية تحديد أسعار الفائدة بواسطة البنوك المشاركة في لجنة الإيبور، كما يعمل المصرف المركزي حالياً على تحليل ومراقبة الوضع القائم مع كافة الأطراف ذات الصلة ضمن إطار عمل اللجنة الاستشارية للإيبور.
دراسات جديدة
وحول ما إذا كانت هناك أية قرارات أو دراسات جديدة يعكف عليها المصرف المركزي حالياً لتعديل الآلية الجديدة للإيبور، أكد المصرف المركزي أنه لا توجد حالياً أية نية لتعديل الآلية الجديدة للإيبور.