جودة الربح وقوته من العوامل المهم توافرها في السوق وهي تنبع من المحافظة على الهوامش ونموها مقارنة بالمتوسطات. الربع الأول من كل عام يتم بناء أرضية فيه ثم ينمو الربع الثاني والثالث ويعود الرابع لقيمة مقاربة للأول. وتتكون مصادر نمو الربح من خلال المبيعات والسيطرة على المصاريف وخفضها، ويجب أن يتم ذلك من خلال المتغيرين وليس من أحدهما حتى تستمر عجلة النمو والتحسن. وعادة ما ترتبط بالإنتاج وبقدرة الشركة على التوسع من خلال الاستحواذ أو إضافة خطوط إنتاج جديدة أو الاستفادة من الطاقة المتوافرة لدى الغير.
يعول المتعاملون في سوق الأسهم السعودي على نتائج الشركات وقوتها في تحديد القيمة السوقية العادلة للسهم، ومن المتعارف عليه أن تحقيق الربح ونموه يدفع بالسعر للارتفاع والعكس صحيح. وبالتالي جودة الربح واستمراريتها مهمة للمتعامل في السوق عند اتخاذ قرار الشراء أو البيع. ولعل استمرار الشركة في تحقيق نتائج أفضل من المتوسط (المصاريف يهمنا انخفاضها والباقي يهمنا ارتفاعه) يجعل الجودة واقعا، وتحقيق معدلات نمو أفضل من المتوسط يجعل الاستمرارية أمرا ممكنا.
الربع الحالي وفي عمر السوق مرحلة حرجة اجتزناها بسلام بسبب تحرك أسعار أسهم الشركات والمؤشرات، وفي الوقت نفسه عززت الربحية الاتجاه التصاعدي. والموجة مستمرة لكنها رهن باستمرار تحسن الربحية من خلال تحسن المبيعات وترشيد المصاريف لفترات لاحقة. الدراسة ستعكس لنا الوضع العام واتجاهات الربحية ونموها. المتغيرات المستخدمة
تم اختيار خمسة عشر من أكبر الشركات في السوق السعودي بعد استبعاد البنوك (لتأخر النشر) والشركات الخاسرة (لعدم بدء الإنتاج وكونها خاسرة). وتم التركيز على آخر أربعة أرباع لحساب المتوسط والنمو. تم التركيز على صافي الربح وإجمالي الربح والمبيعات والمصاريف والإيرادات الأخرى لحساب النسب المختلفة. الشركات المحللة
حسب الجدول رقم (1) نجده احتوى على 15 شركة من أكبر الشركات المتداول أسهمها في السوق وتنتمي لشركات إنتاجية من قطاع البتروكيماويات والزراعة والأسمنت والاستثمار الصناعي وشركات خدمية من قطاع التجزئة والاتصالات وشركة قابضة. هامش إجمالي الربح الملاحظ أن هامش إجمالي الربح اختلف حسب القطاع المنتمي له حيث تجاوزت 50 في المائة في الأسمنت والاتصالات، وتراوحت في الثلاثينات في البتروكيماويات والاستثمار الصناعي والزراعة وأقل ما تكون في التجزئة والزراعة صافولا (نشاط تجزئة إنتاجي). ولعل ارتفاع هامش إجمالي الربح ناجم من انخفاض تكاليف مدخلات الإنتاج كما هو معروف من خلال الدعم والامتياز. ولا شك أن ارتفاع الهامش يدعم قوة ربحية الشركة مقارنة بانخفاضه.
ولتأكيد قوة النتائج تمت مقارنتها بمتوسط آخر أربعة أرباع، والملاحظ أن المتوسط كان أقل من نتيجة الربع الأخير في سافكو والمملكة ومعادن والمراعي والتصنيع وصافولا وسبكيم (يعكس قوة في الأداء وتعزيزا للنمو). هامش صافي الربح الملاحظ أن هامش صافي الربح كان مرتفعا (أكبر من 50 في المائة) في شركات الأسمنت وسافكو. وكان الهامش متوسطا (20 في المائة فأكثر) في اتحاد الاتصالات وسبكيم ومعادن، ومنخفض في الباقين مما يعني قدرة الشركات ذات الهامش المرتفع على تحمل الضغوط من المصاريف مع مرور الوقت. وحقق عدد من الشركات نتائج ربعية أعلى من المتوسط في سابك واتحاد الاتصالات وسافكو ومعادن والمراعي والتصنيع وصافولا وسبكيم في حين كان المتوسط أعلى في الباقين. نسبة المصاريف مرتفعة في شركات الاتصالات والمملكة والمراعي (سلبية) ومتوسطة في سابك والتصنيع وصافولا وسبكيم ومنخفضة في الباقيين (إيجابية). وكان المتوسط أقل في اتحاد الاتصالات وسافكو ومعادن والمراعي والمجموعة السعودية (وهو سلبي)، والآخرون كان المتوسط أعلى بمعنى أن قدرتهم أفضل في ترشيد المصاريف. وبالتالي التحسن هنا من خلال الخفض مهم ليدعم القدرة على تحسين وتنمية الربحية.
الملاحظ أن نمو الربح كان موجبا ومرتفعا في المجموعة السعودية وسابك وأسمنت اليمامة وأسمنت السعودية وجرير . في حين كان منخفضا وموجبا في أسمنت الجنوب ومعادن والاتصالات السعودية، وكان سالبا في الباقين من زاوية التراجع والسلبية. والمتوسط كان منخفضا في الكل مقارنة بالنتائج الربعية مما يوحي بأن هناك شركات استطاعت تعزيز وتنمية ربحيتها. نمو المبيعات النمو كان موجبا ومرتفعا في المملكة وأسمنت السعودية والمجموعة السعودية وأسمنت اليمامة وموجب ومنخفض في الباقين ما عدا المراعي والتصنيع وسافكو واتحاد الاتصالات والاتصالات السعودية التي كان سالبا فيها نمو المبيعات. وتجاوز المتوسط الربع الأخير لكل من سبكيم وجرير وأسمنت اليمامة والمجموعة السعودية وصافولا والمملكة في حين كانت النتائج سلبية للباقين من زاوية النمو السلبي أو من زاوية ارتفاع الربع عن المتوسط. نمو المصاريف كان سالبا في الكل (وهو إيجابي) ماعدا الاتصالات السعودية والمراعي ومعادن وأسمنت السعودية وأسمنت الجنوب والمجموعة السعودية. وكان المتوسط موجبا في سبكيم واتحاد الاتصالات والمملكة والمراعي ومعادن وأسمنت الجنوب. وكان التحسن بالمقارنة بين الربع والمتوسط في المصاريف في اتحاد الاتصالات والمملكة وصافولا وأسمنت اليمامة وجرير وسبكيم.
المحصلة الكلية الملاحظ أن معظم الشركات الكبيرة استطاعت بصورة أو أخرى أن تدعم ربحيتها وجودتها من خلال وجود هامش ربحي قوي أو القدرة على ضغط المصاريف. كما نجد أن هناك نوعا من النمو في مبيعات وربحية الشركات سواء من خلال المتوسط (ليعوض عدم نمو الربح) أو من النمو الربعي. ونترك للقارئ تحديد الأفضل أداء كما هو واضح من خلال الاثني عشر مقياسا التي تم طرحها في تحليلنا هذا ليتخذ قراره الاستثماري.
*نقلا عن الاقتصادية