خلال فعاليات اليوم الثالث من القمة العالمية للحكومات 2018
في كلمة بعنوان “رحلتنا نحو المستقبل” خلال فعاليات اليوم الثالث من القمة العالمية للحكومات 2018، استعرض سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، خبرات وتجارب الهيئة في استشراف وصناعة مستقبل الطاقة من خلال ابتكار نموذج مستقبلي للمؤسسات الخدماتية في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه.
وقال سعادة الطاير: “نعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي وفق توجيهات القيادة الرشيدة في مسيرة عملنا ومبادراتنا الطموحة ومشاريعنا التطويرية للوصول إلى أهداف مئوية الإمارات 2071 ورؤية الإمارات 2021 وخطة دبي 2021 لتأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل للأجيال القادمة، ورفع مكانة الدولة لتكون أفضل دولة في العالم، ولنكون دائماً الرقم واحد”.
وتطرق سعادته لانجازات الهيئة موضحاً: “يبلغ اجمالي أصول الهيئة 144 مليار درهم، ولدينا استثمارات بأكثر من 81 مليار درهم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه في الإمارة. وسيوفر ذلك فرصاً استثمارية كبيرة. ولدى الهيئة اليوم بنية تحتية قوية تتمثل بـ 10200 ميجاوات من الكهرباء و470 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً لتلبية الطلب المتنامي في إمارة دبي. وقد أسهمت جهودنا الحثيثة في تحقيق دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء بحسب تقرير ممارسة الأعمال 2018 الصادر عن البنك الدولي. كما حصدنا أكثر من 170 جائزة محلية وعالمية مرموقة في الأعوام الثلاث الأخيرة. وعلى صعيد المقارنات المعيارية فيما يتعلق بشبكات الكهرباء والمياه، فقد حققنا إنجازات عالمية، حيث بلغ معدل انقطاع الكهرباء لكل مشترك سنوياً 2.68 دقيقة، مقارنة مع 15 دقيقة مسجلة لدى نخبة من شركات الكهرباء في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. كما انخفضت نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء إلى 3.3%، وانخفض معدل الفاقد في شبكة المياه إلى 7.1% مقارنة مع 15% في أمريكا الشمالية. وتم رفع كفاءة استهلاك الوقود في وحدات الإنتاج إلى نحو 90٪ وارتفعت كفاءة الإنتاج بنسبة 28.87% بين عامي 2006 وحتى 2017. وقد نفذت الهيئة عدداً من المشاريع المبتكرة لرفع قدرتها الإنتاجية وتحسين الكفاءة، وأدت هذه المشاريع إلى رفع القدرة الإنتاجية بمقدار 861 ميجاوات، إضافة إلى وفر رأسمالي بقيمة بلغت أكثر من 1.5 مليار درهم. ووصلت نسبة تبني الخدمات الذكية إلى 90%، فيما بلغت نسبة سعادة متعاملي الهيئة 97% في عام 2017”.
واستعرض سعادة الطاير نظرة الهيئة الشمولية لقطاع الطاقة في دبي من خلال 3 محاور رئيسية، حيث يتمثل المحور الأول هو انتاج المزيد من الطاقة النظيفة خصوصا الطاقة الشمسية، قائلاً: “لدينا استراتيجية واضحة وأهداف محددة. ويتطلب تحقيق أهداف استراتيجية الطاقة النظيفة قدرة إنتاجية تبلغ 42,000 ألف ميجاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة بحلول عام 2050. وهدفنا هو زيادة نسبة الطاقة النظيفة إلى 75٪ بحلول عام 2050 من خلال استراتيجية دبي النظيفة للطاقة 2050. وأهم هذه المشاريع هي مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي ستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، وباستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم. وسيسهم المجمع عند اكتماله في تخفيض أكثر من 6.5 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً. و مشاريع الطاقة الشمسية الحالية بتقنيات الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة بنظام المنتج المستقل تتجاوز قدرتها 1700 ميجاوات. وسيكون لدينا مشاريع إضافية بقدرة 3300 ميجاوات، لتصل القدرة الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، ليكون مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الأكبر من نوعه في العالم في موقع واحد بنظام المنتج المستقل”.
وأضاف سعادته: “لدينا مركز تفاعلي للابتكار ومركز للبحوث والتطوير ومركز لاختبارات الطاقة الشمسية مجهز بأحدث تقنيات الطاقة المتجددة والنظيفة لصقل القدرات الوطنية ، وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة، وتحرص الهيئة على استخدام أفضل التكنولوجيا العالمية في مجال الطاقة المتجددة ، ونعمل في الهيئة على بناء القدرات ووضعنا برنامجاً متكاملاً للبحوث والتطوير يشتمل على 4 محاور رئيسية هي: المياه، كفاءة الطاقة (التزويد والاستهلاك) ، تكامل الشبكات الذكية، انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية المتجددة. ويضم المركز مختبرات لإجراء الاختبارات الموقعية والبيئية والبصرية، ومختبر الالكترونيات، وتخزين الطاقة، ومختبر بحوث الطائرات من دون طيار والطباعة ثلاثية الأبعاد، وكفاءة استخدام الطاقة، والمختبر الكهربائي والميكانيكي، ومختبرات التصميم والمحاكاة. ويجري الآن العمل على مختلف مجالات المشاريع الابتكارية، ففي خطوة ريادية لاستخدام مزيج من المصادر الجديدة لتوليد الطاقة الكهربائية، حققنا تقدماً في دراسات الأعمال الهندسية لمشروع المحطة الكهرومائية لتوليد الكهرباء بالإستفادة من المياه المخزنة في سد حتا، والتي تعد المحطة الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، بقدرة إنتاجية تصل الى 250 ميجاوات، كما تم إطلاق المرحلة الأولى من دراسة جدوى أولية فنية واقتصادية لتطوير جزيرة لتخزين الطاقة الكهرومائية بقدرة تقديرية تبلغ 400 ميجاوات، وقدرة تخزينية تصل إلى 2,500 ميجاوات ساعة. كما تشمل مجالات البحوث والاختبارات استخدام الروبوتات والطائرات بدون طيار، وتصنيع قطع الغيار باستخدام الطباعة ثلاثية الابعاد، واختبارات تأثير الغبار على الخلايا الشمسية، وايجاد أفضل السبل لتقليل ذلك التأثير، واختبارات على أكثر من 30 نوعاً من الألواح الشمسية واختيار الأفضل منها للمشاريع المختلفة، وغيرها من البحوث ضمن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية”.
وأشار سعادة الطاير إلى أن الهيئة تنظم “المسابقة العالمية للجامعات لتصميم الأبنية المعتمدة على الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط” والتي تستضيفها إمارة دبي في نوفمبر 2018، في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية على مساحة نحو 60 ألف متر مربع ، ويتنافس فيها 21 فريقاً جامعياً من مختلف أنحاء العالم تأهلوا للمرحلة النهائية من المسابقة لتصميم، وبناء، وتشغيل نماذج مستدامة لبيوت تعمل بالطاقة الشمسية، وتتميز بالكفاءة. وستُمنح الفرق الفائزة في الدورة الأولى من المسابقة جوائز نقدية تصل قيمتها الإجمالية إلى أكثر من 10 ملايين درهم. ونظراً لأهمية المجمع كصرح ريادي يمهّد الطريق أمام مرحلة جديدة من الاقتصاد الاخضر القائم على الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة، تم اختيار دبي أيضاً لاستضافة دورة 2020 للمسابقة تزامناً مع استضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي. وأعلن سعادة الطاير عن فتح باب الترشح لدورة عام 2020 أمام جميع الفرق الجامعية الراغبة بالمشاركة في هذه المسابقة العالمية.
وفيما يخص المحور الثاني الذي يتمثل في فصل عملية تحلية المياه عن انتاج الكهرباء وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، قال سعادة الطاير: “ساهمت المشاريع الكبيرة التي أطلقتها الهيئة في خفض تكلفة إنتاج الكهرباء عبرالطاقة الشمسية عالمياً، وقد حطمت الأسعار العالمية في هذا المجال، وتمضي في استراتيجيتها لفصل انتاج الكهرباء عن تحلية المياه والوصول إلى إنتاج 100% من المياه المحلاة بحلول عام 2030 بمزيج من الطاقة النظيفة يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والحرارة المفقودة، الأمر الذي سيجعل دبي تتجاوز الهدف المحدد عالمياً فيما يتعلق باستخدام الطاقة النظيفة في تحلية المياه. ومن المتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية لاستخدام تقنية التناضح العكسي إلى 305 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً بحلول العام 2030، لتصل الى 41% مقارنة بنسبة 5% من اجمالي الانتاج في الوقت الحالي، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار أن القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة سترتفع عام 2030 لتصل لـ 750 مليون جالون يومياً مقارنة بـ 470 مليون جالون يومياً حالياً. كما أن زيادة الكفاءة التشغيلية لفصل عملية تحلية المياه عن انتاج الكهرباء ستوفر نحو 13 مليار درهم حتى 2030 مع تخفيض 43 مليون طن من انبعاثات الكربون.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث الذي يتمثل بإعادة صياغة دور المؤسسات الخدماتية ورقمنتها، قال سعادة الطاير: “تسترشد الهيئة في جميع مشاريعها ومبادراتها برؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الرامية إلى جعل دبي نموذجاً عالمياً للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر عبر تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات الإحلالية كالذكاء الاصطناعي، والطائرات الروبوتية، وتخزين الطاقة، وتقنية البلوك تشين، وإنترنت الأشياء والعديد غيرها. ففي إطار مبادرة 10X الذي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، لتطوير خدمات حكومة دبي لتطبق اليوم ما ستطبقه مدن العالم الأخرى بعد 10 سنوات، من خلال التقنيات الإحلالية المبتكرة، قام فريق العمل على مدى عام بدراسة أفكار عديدة لمبادرة 10X وقررنا في النهاية اطلاق مبادرة تقوم على إعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدماتية للمساهمة في خلق مستقبل رقمي جديد لامارة دبي عبر إطلاق “ديوا الرقمية” الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي، حيث ستطبق الهيئة نموذجاً رائداً للمؤسسات الخدماتية يستند إلى الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة والذكاء الاصطناعيّ والخدمات الرقمية، حيث تعتزم الهيئة إحلال وتغيير النموذج التشغيلي للمؤسسات الخدماتية والتحوّل إلى أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم بأنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها والتوسع في استعمال الذكاء الاصطناعي وتقديم الخدمات الرقمية.
وأوضح سعادته: “ترتكز مبادرتنا 10X على أربعة محاور لتقديم تجربة جديدة للمؤسسات الخدماتية في دبي والعالم. المحور الأول يتمثل بإطلاق تقنيات متطورة للطاقة الشمسية في دبي، والمحور الثاني يشمل تشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات تخزين طاقة مبتكرة وسيسمح ذلك الاستفادة من مزيج الطاقة النظيفة تماشياً مع استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050. ولضمان التكامل بين الطاقة النظيفة والتخزين وتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والاعتمادية في الآداء والعمليات، سوف نعتمد على أحدث أنظمة التعلم الذاتي للأجهزة والآلات.
ويشمل المحور أيضاً مشاريع تجريبية لنظام تخزين الطاقة والفحص لمدة 10 سنوات ، حيث يجري العمل حالياً على بطارية كبريتات الصوديوم من شركة NGK. وتصل سعة طاقة البطارية في نهاية عمرها إلى 7.2 ميجاوات ساعة، بالإضافة إلى بطاريات الليثيوم قيد التقييم من LG Chem and Tesla. وتصل سعة طاقة البطارية في نهاية عمرها إلى 6.12 ميجاوات ساعة. أما المحور الثالث فيتمثل بالتوسع في استخدام الحلول المتكاملة للذكاء الاصطناعي ، حيث ستكون دبي أول مدينة تقوم خدماتها للكهرباء والمياه على تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويرتكز المحور الرابع على الاستفادة من التقنيات المتكاملة التي تساعد في توفير خدمات عالمية المستوى على مدار الساعة في دبي، حيث ستطلق هيئة كهرباء ومياه دبي منصة رقمية جديدة متطورة ، وهي عبارة عن منصة بيانات “مورو”، لتطوير الإمكانات الرقمية لدولة الإمارات في تطبيقات المدن الذكية وتقديم حلول رقمية متطورة ومبتكرة، ونموذج ناجح لدبي والعالم للاستفادة من منهجيتنا المبتكرة”.
وفي ختام كلمته، تقدم سعادة الطاير بخالص الشكر والتقدير للقمة العالمية للحكومات وللقائمين عليها على جهودهم المتميزة، وعلى إتاحة الفرصة لهيئة كهرباء ومياه دبي بأن تكون جزءاً من الفعالية الأهم والأكبر لاستشراف حكومات المستقبل.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-oen