يتوقع أن يؤدي انهيار سعر صرف الجنيه الإسترليني إلى إنعاش موسم العطلات الصيفية في بريطانيا، وهو الإيجابية الوحيدة التي يدور الحديث عنها في بريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث بات قضاء العطلة في لندن أرخص بالنسبة لأولئك القادمين من الخارج، خاصة السياح الخليجيين الذين ترتبط عملاتهم بالدولار الأميركي، وفقد الجنيه الإسترليني نسبة كبرة من قيمته أمام عملاتهم المحلية.
ونشرت العديد من الصحف في بريطانيا تقارير تتحدث عن أن انهيار سعر صرف الجنيه الإسترليني يمثل خبراً ساراً للسياح القادمين من الخارج، والذين يتدفقون صيفاً على لندن، كالسياح القادمين من السعودية ودول الخليج، وأولئك القادمين من اليابان وكوريا الجنوبية، لكنه في الوقت ذاته خبر سيئ لكل بريطاني يعتزم قضاء إجازته الصيفية في الخارج، حيث باتت تكلفتها أكبر بكثير بالنسبة إليه.
وتبدأ العطلات الصيفية للمدارس في بريطانيا أواخر شهر يوليو المقبل، وتستمر حتى بداية سبتمبر، على أن أغلب العائلات البريطانية تفضل السفر خلال تلك الفترة وقضاء الإجازة في الخارج، بينما تفضل عائلات أخرى قضاء الإجازات في عطلة أعياد الميلاد ونهاية السنة للهروب من برد بريطانيا القارس في تلك الفترة من كل سنة.
وتوقعت جريدة “ديلي ميل” البريطانية أن يؤدي انهيار سعر صرف الجنيه الاسترليني إلى انتعاش في أعداد السياح القادمين لقضاء إجازاتهم في بريطانيا، وذلك نتيجة الهبوط الحاد في سعر صرف الجنيه أمام العملات الأخرى، بما يقلل من تكاليف السفر إلى بريطانيا، وبما يمثل إغراء لكثير من السياح لزيارة بريطانيا بدل أي وجهة أخرى.
أما جريدة “ديلي تلغراف” فزفت خبراً سيئاً للسياح البريطانيين الذين ينوون قضاء عطلاتهم في الولايات المتحدة، وهم بمئات الآلاف سنوياً، حيث قالت إنه يتوجب على كل عائلة أن تضع في اعتبارها أن مصروفها سوف يزيد بما نسبته 15% عما كان مقرراً سلفاً، وقدرت الصحيفة في تقريرها أن العائلة الواحدة ستحتاج إلى تجنيب 146 جنيها إسترلينياً اضافياً لقضاء عطلتها في الولايات المتحدة.
وكان الجنيه الإسترليني قد انهار فور بدء ظهور نتائج الاستفتاء في بريطانيا فجر الجمعة الماضية، حيث هوى بأكثر من 12% قبل أن يقلص خسائره إلى 10% أمام الدولار الأميركي، أما أمام الين الياباني فانخفض الجنيه بأكثر من 16%، ووصل الإسترليني إلى أدنى مستوى له منذ 31 عاماً، فيما تسود التوقعات بأن الجنيه قد يواجه مزيداً من المتاعب والهبوط خلال الفترة المقبلة.
واضطرت أكبر شركة لتنظيم العطلات في بريطانيا “توماس كوك” إلى الإعلان بأنها أوقفت عمليات التحويل النقدي، واعتذرت لزبائنها، مشيرة على موقعها الإلكتروني بأن الطلب على العملة الأجنبية ارتفع بصورة قياسية فور الإعلان عن نتائج الاستفتاء، وهو ما اضطرها إلى أن تتوقف عن قبول الجنيه الإسترليني وتبديله بالعملات الأجنية الأخرى، وهو الأمر الذي يُرجح وجود مخاوف من أن يواصل الجنيه انهياره خلال الأيام القادمة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-dEj