الربو، مع حلول موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يصبح الحديث عن ضرورة الوقاية من أمراض الربو والحساسية ضرورة لا بدّ منها، لاسيما بالنسبة الى سكان الدول العربية وتحديداً في منطقة الخليج، حيث تنتشر موجات من الغبار محمّلة بالرمال التي تعدّ واحداً من المسبّبات الرئيسية للحساسية.
الواقع ان “منظمة الصحة العالمية”، حذرت من ان الربو صار مرضاً شائعاً يَطولُ نحو 235 مليون شخص في العالم.
كذلك، كشفت دراسة خاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن هناك ما يقارب 13% من المراهقين وآبائهم مصابون بالربو. هذا الرقم يعكس واقعاً أليماً ومزعجاً، لمئات العائلات، إذ إنه يؤثر في حياة الفرد اليومية وفي انتاجيته، فضلاً عن انه يفرض عبئاً اقتصادياً كبيراً على الحكومات. إذ تشير التقديرات إلى ان الكلفة الصحية السنوية لمرض الربو تبلغ نحو 88 مليون درهم، في دبي وحدهاً.
في البداية ، لا بدّ من الحديث عن الأعراض الرئيسة للربو:
تشتمل أعراض الربو على نوبات من ضيق التنفس والصفير والسعال المتكرر المصحوب بسيلان الانف والعطاس وانقباضات وضيق في الصدر، فضلاً عن اضطرابات في النوم بسبب ضيق التنفس. هذه الاعراض تختلف حدّتها ووتيرتها، باختلاف درجة المرض، ما يدفع بالمريض، في نهاية المطاف، الى الاكثار من استخدام الموسّعات القصبية في اليوم.
عموماً، تتفاقم هذه الاعراض لدى تعرّض المرء لأحد المسبّبات الآتية: حبوب اللقاح والغبار والهواء البارد وممارسة التمارين الرياضية، علماً انها تصبح أسوأ خلال الليل.
إنما يبقى هناك كثير من المسببات التي يمكن السيطرة على بعضها، وهي كالآتي:
التدخين: من الضروري ان يتوقف مريض الربو عن التدخين. أما اذا كان يتعرض للتدخين السلبي، فعلى المحيطين به ان يوقفوا هذه العادة في حضوره على الاقل.
الحساسية ضد الحيوانات: كالطيور والقطط والكلاب. تشكل تربية الحيوانات الاليفة في المنازل، أحد المسبّبات الرئيسية للربو وسواه من امراض الحساسية. لذلك، إن كان وبر هذه الحيوانات منتشراً في المنزل، فقد حان الوقت لإخراجها.
الحساسية ضد بعض انواع الطعام والتوابل والمشروبات: وهذه تختلف من شخص الى آخر. البعض يعانون حساسية ضد مشتقات الخبز والقمح، فيما يعاني آخرون حساسية من الاجبان والالبان. لذلك، يجب القيام بفحوص مخبرية لتحديد نوع الحساسية.
التمارين الرياضية القاسية: من الضرورية ان يتابع المريض حياته كالمعتاد، لكن هذا القرار يتمّ بالتعاون مع الطبيب المعالج. لذلك، إذ طلب منكم ايقاف التمارين خصوصاً القاسية، فيجب الالتزام به.
الانفعالات والضغط العصبي: تتسبّب بارتفاع بعض الهرمونات التي تسهم بدورها في انقباض الشعب الهوائية؛ لذلك من الضروري ان يحرص مريض الربو على تجنّب الانفعالات ومصادرهها.
مرض ارتجاع المريء: أي الاسيد المعوي الذي يرتفع باتجاه المريء، هذا المرض الذي كنا قد تحدثنا عنه في اعداد سابقة، يشكل احياناً سبباً اساسياً للربو. لذلك، من الضروري البدء بمعالجة هذا المرض لتخفيف حدة الحساسية والربو اللذين قد ينتجان عنه.
الالتهابات الفيروسية للجهاز التنفسي: من الضرورة تجنّب الاصابة بالالتهابات الفيروسية، هذا يتّم اولا بغسل اليدين باستمرار، وتهوئة الغرفة التي تجلسون فيها باستمرار.
بعض الأدوية مثل: الأسبرين، ومضادات بيتا، ومضادات الالتهابات غير الستيرودية. هذه قد تشكل سبباً مباشراً لزيادة حدة اعراض الحساسية والربو. كذلك التعرض لبعض المواد الكيميائية في الزراعة او التنظيف او حتى في تصفيف الشعر، قد يشكل احد المسبّبات المباشرة لنوبات الربو.
السمنة: أثبتت الدراسات ان هناك علاقة وثيقة بين السمنة والربو. لذلك يوصي الاختصاصيون في هذا المجال، بضرورة اتباع نظام اكل صحّي ومتوازن.
ماذا عن العلاجات المتاحة؟
بداية، لا بدّ من التأكيد ان العلاجت المتاحة حالياً لا تقضي على المرض نهائياً، لكنها ترمي الى السيطرة عليه وتخفيف عدد النوبات بشكل تدريجي، لكي يتمكن المريض من تقليص الاعتماد على موسّعات الشعَب الهوائية. كما تهدف العلاجات الى جعل المريض يعيش حياة طبيعية يمكنه فيها ممارسة الرياضة ووظائفه اليومية بشكل اعتيادي.
العلاج الاهم يبدأ بتجنّب مسبّبات النوبات التي ذكرناها. ويستمر مع نوعين من الادوية: الاول، يكون استخدامه يومياً، ويرمي الى السيطرة على المرض على المدى الطويل، والثاني يرمي الى التدخل السريع من اجل القضاء على النوبة نفسها، وهنا تُستخدم موسّعات الشعَب الهوائية.
إنما يبقى الاهم عدم استخدام أدوية موصوفة لمريض ربو آخر، لأن لكل حالة متطلباتها. كما تجب استشارة الطبيب باستمرار، لأن المرض ودرجته قد يتغيران مع الوقت، ما يستتبع ضرورة تطوير العلاج بما ينسجم مع الحالة المستجدة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-eFo