الدروس السياسية من وعي البادية الشمالية * عمر كلاب

admin
مقالات
admin14 أبريل 2012آخر تحديث : منذ 12 سنة
الدروس السياسية من وعي البادية الشمالية * عمر كلاب

عمر كلاب - مجلة مال واعماليتداخل السياسي مع العاطفي والوجداني في متابعة الجولة الملكية على مضارب الاهل في البادية الشمالية , حيث الطيب والنخوة , والفطرة الصادقة التي ما زالت على عهدها مع الارض والراية , وما زالت تحفظ معارك باب الواد وشما , والقدس ايقونة للروح , فما من منزل اردني يختلف على بوصلة القدس او يخالف عشقها .

حضر السياسي في البادية شمال القلب , مطالب بالاصلاح الواعي المعبر عن ضرورات الحاجة لا عن ترفها , فالفارق بعيد بين مترفي عمان ونخب المحافظات في تعريف الاصلاح وإلتقاط مفاصله وتفاصيله وبين اصحاب المصلحة الحقيقية في الاصلاح , بوصف الاصلاح مسيرة تراكمية تتطلب معالجة الاختلالات من كل الجوانب وعلى مقياس الوطن ومقاسه .

أسقط الاهل في البادية شعارات النخبة , الهاربة من مسؤولياتها او تلك المحاولة ركوب الموجة وليّ عنق اللحظة لحسابات ذاتية , فما عاد الفساد يستأهل الحرب النخبوية او جرسا تعلقه النخبة لتمرير تسويات صامتة او التفافات دفرسوارية – بوصف ثغرة الدفرسوار اول اختراق لامس وعي جيلنا – , فالشعار المدعوم شعبيا من العقبة الى عقربا هو القضاء على الفساد وإجتثاث رموزه ورمزياته , لينعم الوطن بما في داخله من ثروات , وينعم المواطن بعين الرضى بقليل الوطن وكثيره طالما ان هذا هو المتوفر في السعن الاردني , لكنه يريده لبنا صافيا غير مخلوط او مدّنس .

ثمة من يحاول تكريس صورة نمطية للعشيرة الاردنية , خاصة في البوادي , صورة اطارها ومضمونها , الإغفاءة والموافقة المضمونة في الجيب , لكنها تجيب بغريزة الوعي وفطرة المعرفة بالانواء , بأنها تشتم النوء القادم وخطره , فتثبت واسط البيت وأركانه , فهي على خبرة ودراية برياح السموم , وانتصرت عليها مرارا , وتصادقت مع العواصف , فبات طوق النجاة معروفا وموصوفا , تمتين الداخل وترتيب اولوياته والالتفاف على رايته وتحتها .

قانون الانتخاب , كان حاضرا وطاغيا في الحضور , قانون يضمن نزاهة الصوت ويرضى بمخرجاته طالما ان الطريق الى الصندوق نزيه وعادل , فلا احد يمتلك تفويضا من الناس , إلا من زار مضاربهم وشرب قهوتم المرة من فنجانهم الثري حلاوة وصفاءً , وتعاهدوا معه وبه لخوض غمار العمر وسنينه من اجل وطن يتدثر بالسماء ويفترش الارض , فهم يألفون الخشونة مع الكرامة , ويأنفون ريش النعام بمذلة .

هناك , وبالضبط هناك , يمكن رصد الفطرة الوطنية وضمير الناس الواعي , من غير تزلف او زيف في الوعي , لذا كانت الهدايا مصاحف وسيوفا حقيقية , لا تلك المرسومة شعارات على ترويسات الاوراق ولافتات الهتاف المنصبّ على رسم القوانين بلون واحد وبرؤية واحدة , فالسيف للحرب على الفساد والمصحف طهر القسم للحفاظ على الوطن وحماية ارضه ورايته , فما قاله الملك واضح “ هدفنا من الإصلاح السياسي لا يتوقف عند إنجاز التشريعات المطلوبة، وإنما المطلوب من الجميع تحمّل المسؤولية، والمشاركة الفاعلة في طرح البرامج والخطط التي تمكننا من تجاوز التحديات وتوفير معيشة أفضل للمواطن “ .

فلا اصلاح دون موازنة الاقتصادي بالسياسي , ودون برامج عمل واضحة والاهم مسؤولية من الجميع , وليس انتقاد القائم فقط دون بدائل , فما عادت ال “ لا “ وحدها تكفي على اهميتها , لذا اختصر الوعي الفطري في بادية الشمال المشهد , حرب على الفساد وتجفيف منابعه ومحاسبة رموزه , وقانون انتخاب توافقي للجميع وعلى الجميع , وبهذا يتواءم السياسي مع الاقتصادي في برنامج عمل وطني يرسم المستقبل ويعيد التوازن والهيبة والمهابة .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.