الثورة الصناعية الرابعة.. تهديد أم فرص للشركات؟

تحليل اقتصادي
5 نوفمبر 2016آخر تحديث : منذ 7 سنوات
الثورة الصناعية الرابعة.. تهديد أم فرص للشركات؟

15

ذكرت دراسة حديثة صادرة عن شركة «ديل تكنولوجيز» أن حوالي 85 % من الشركات تعتقد أن الشركات الرقمية الناشئة تشكل خطراً على مؤسساتها، سواء الآن أو في المستقبل.

وتساهم هذه الظاهرة في دفع عجلة الابتكار لدى الشركات قدماً، وتسريع زوال الأخرى، حيث أن ما يقرب من نصف الشركات (45 %) التي شملتها الدراسة تخشى من أن تندثر أعمالها خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة بسبب المنافسة من الشركات المبتدئة وليدة العصر الرقمي.

وبحسب الدراسة، فإن بعض الشركات تشعر باضطراب كبير نتيجة لشدة وتيرة التغيير، حيث شهد أكثر من نصف كبار رجال الأعمال (54 %) في الإمارات والسعودية اضطراباً في القطاعات التي يعملون بها على مدى السنوات الثلاث الماضية نتيجة للتقنيات الرقمية وإنترنت كل الأشياء، بينما لا يعرف 44 % من الشركات الشكل الذي سيبدو عليه قطاعهم خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ويشير خبراء إلى أن التحول الرقمي بات أساس الابتكار والتنافس بين الشركات، وأن على الشركات أن تنظر إلى الثورة الصناعية الرابعة على أنها فرص وليست تهديداً.

تغيير جذري

وقال محمد أمين، نائب الرئيس الأول لدى «ديل إي إم سي» في المنطقة: «إننا الآن في خضم الثورة الصناعية المقبلة التي من شأنها أن تحدث تغييراً جذرياً في الطريقة التي نعيش ونعمل ونتواصل بها مع بعضنا البعض. وسيعمل هذا التغير على تحويل الطريقة التي تعمل من خلالها كافة الأعمال التجارية في كل القطاعات.

ونحن نشهد بالفعل تحولاً في أولويات العمل مع استمرار القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء هذه المنطقة الشاسعة بالاستثمار في تقنيات جديدة ومتطورة لتلبية أفضل احتياجات وتوقعات العملاء المتغيرة. وفي المستقبل القريب، سيكون لدى كافة الشركات تقريبا خبراء في تطوير البرمجيات كجزء من الوظائف الجوهرية لديها.

وسيكون من ضمن هذه الشركات العديد من العلامات التجارية الجديدة، والبعض الآخر- والتي لم تكتب سطراً من التعليمات البرمجية على مدى 20 عاماً- ستجد نفسها في رحلة بالغة الخطورة. وستعمل المنتجات والخدمات الرقمية الجديدة كمحرك لتحويل البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في وقت تكافح فيه الشركات على إدارة المزيد من آلاف المستخدمين وآلاف البيانات.

وإننا نؤمن أن هذا التغيير الهائل غني بالفرص الكبيرة، إذ نعتبر أنفسنا عاملا محفزا في عملية التحول، وشريكا لعملائنا».

تغير المنافسة

وقال محمد عارف، نائب الرئيس في شركة «أفايا» الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا إن هنالك تحولاً جذرياً في آليات العمل والتقنيات المستخدمة، فمبادئ المنافسة بين الشركات قد تغيرت ومبادئ التوجه للعميل وإسعاده أصبحت تحتاج إلى عوامل مبتكرة لمواكبة التوجهات الجديدة التي نشهدها ضمن مختلف قطاعات الأعمال.

وبذلك فإن أي تغييرات في هذا السياق تتطلب المهارات وتخلق الفرص. وبالحديث عن المهارات، أصبح من الواجب مواكبة توجهات التحول الرقمي من خلال تعزيز مهارات الكفاءات البشرية.

الأمر الذي بدأنا ملاحظته يوماً بعد يوم عند الباحثين على الوظائف، والذين باتوا يتطلعون نحو تعزيز مهاراتهم وخبراتهم والتوجه نحو الاختصاصات التقنية. ومن جهة أخرى، تفتح هذه التغييرات المجال أمام خلق نطاق واسع من الفرص ومنها فرص الوظائف الجديدة المبتكرة مما ينعكس على أداء الاقتصاد ومؤشرات الدولة بشكل عام.

وأضاف: من شأن التحول الرقمي الذي نشهده اليوم أن يساهم بدفع المؤسسات نحو تعزيز مهارات موظفيها، والعمل على إكسابهم خبرات تساعدهم على إدارة هذا التحول.

ومن هذا المنطلق، أطلقت أفايا مؤخراً برنامج الاعتماد العالمي الفريد من نوعه في قطاع تقنية المعلومات (ِACE-FX) Avaya Certified Expert-Fx، والمخصص لمحترفي وخبراء الربط الشبكي، حيث يهدف البرنامج إلى رفد خبراء قطاع تقنية المعلومات بالكفاءات المطلوبة لبناء بيئة أعمال ذكية تساهم في تحقيق تحول رقمي سلس.

وقد أسهمت هذه الخطوة بإحداث نقلة نوعية في سبيل سد فجوة الكفاءات في أسواق الشرق الأوسط الحاصلة ضمن اختصاصات الجانب التكنولوجي.

وقالت جينيوس وانغ، رئيس خدمات الشبكة العالمية وخدمات السحابة ومركز البيانات في شركة تاتا للاتصالات إنه بعد أن أصبح استخدام تقنية المعلومات في قلب كل شركة وعمل، تحول دور المدير التنفيذي لتقنية المعلومات من مجرد ممكّن لأداء الأعمال إلى قائد يدفع عجلة التحول الرقمي ويساعد المؤسسة التي يعمل فيها في تقديم خدمات متطورة جديدة للعملاء، بالإضافة إلى تحديث وتحسين نماذج الأعمال التجارية القائمة التي تعتمد عليها المؤسسة.

وأضافت: أصبح التحول الرقمي حقيقة قائمة تحدث حاليًا في المؤسسات، وهي تعمل على الاستجابة للتحديات التي يفرضها والاستفادة من الفرص التي يخلقها، وخاصة عند التحول للاعتماد على الحوسبة السحابية الخاصة أوالعامة أو المختلطة، ودعم عمل الموظفين المتنقل، واستخدام الشبكات الاجتماعية للاتصالات الداخلية والخارجية.

وبدأت المؤسسات تحصد نتائج إيجابية من ذلك على شكل تحقيق المكاسب في الكفاءة ورضا الموظفين ومرونة استجابة الأعمال للتغيرات.

الحوسبة السحابية، وهي القوة التي تنبض كقلب للتحول الرقمي، تقدمت كثيرًا ،لتبتعد عن النموذج الخطي، وبينما أخذت فرق تقنية المعلومات تنقل أحمال الأعمال القائمة إلى الحوسبة السحابية، فإن فرق الأعمال المختلفة تسرّع العمل على خدمات أمازون ويب أو شراء البرمجيات كخدمة مع مساهمة ضئيلة أو حتى معدومة من الفرق المركزية لتقنية المعلومات.

وهذا يعني أن المديرين التنفيذيين لتقنية المعلومات سيجبرون على إدارة سحابة محتواة في سلسلة من الصوامع الكتيمة المنفصلة عن بعضها البعض، وهذه منظومة معقدة لن يستطيع مديرو تقنية المعلومات السيطرة عليها في بعض الأحيان.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.