أصدر البنك الدولي تقريرا جديدا حث فيه حكومات البلدان النامية أخذ الاعتبارات البيئية على محمل الجد في سعيها لتطبيق سياسات النمو الضرورية لاستمرار التوسع الاقتصادي في السنوات المقبلة. وأكد التقرير الذي أطلقه البنك الدولي خلال القمة العالمية للنمو المراعي لاعتبارات البيئة التي عقدت في سيول، أن هذه السياسات يمكن أن تكون شاملة للجميع وأن تتسم بالفاعلية ويسر التكلفة دون أن تتسبب بالاضرار للبيئة.
ويرسي التقرير الصادر بعنوان « النمو الشامل الذي يراعي اعتبارات البيئة: الطريق الى التنمية المستدامة»، اطارا تحليليا يأخذ بعين الاعتبار قيود الانظمة الجوية والبحرية في خطط النمو الاقتصادي اللازمة لمواصلة الحد من الفقر. ويدحض التقرير الاسطورة القائلة أن النمو المراعي لاعتبارات البيئة ترف لا تقدر عليه معظم البلدان، ويشير بدلا من ذلك الى العوائق المتعلقة بالسياسات والسلوكيات الراسخة وعدم توفير آليات التمويل المناسبة بصفتها العقبات الرئيسية التي تحول دون ذلك.
ويطالب التقرير الحكومات بتغيير نهجها الى سياسات نمو تقيس على نحو أفضل ليس ما يتم انتاجه، ولم ما يتم استنفاذه و تلويثه خلال هذه العملية. كما يؤكد التقرير أن اعطاء قيمة للأراضي الزراعية والمعادن والانهار والغابات والتنوع البيولوجي ومنح حقوق الملكية، سوف يوفر حافزا للحكومات و الافراد لادارتها بطريقة تتسم بالكفاءة والشمول والاستدامة.
ويؤكد تقرير البنك الدولي الجديد على مراعاة اعتبارات البيئة في النمو لتحقيق التنمية المستدامة والعوائق المتعلقة بالسياست والسلوكيات ونقص أدوات التمويل، بالاضافة الى المزج ما بين الاقتصاد والعلوم السياسية وعلم النفس الاجتماعي لمواجهة معوقات الاقتصاد السياسي والتغلب على السلوكيات والاعراف الاجتماعية الراسخة والادوات اللزمة للتمويل.
كما يلفت التقرير الى السعي لتحقيق التقدم الذي يتطلب حلولا متعددة الاختصاصات والاستراتيجيات التي تختلف من بلد الى آخر بما يعكس الاوضاع المحلية في كل بلد وأفضلياته وموارده. وأمام جميع البلدان الغنية والفقيرة فرص لترسيخ البعد البيئي في نموها دون أن يؤدي ذلك الى ابطائه.
وفي هذا السياق، قال مدير عام منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية كانديه بومكيلا أن هنالك فكرة خاطئة متكررة بأن البلدان الفقيرة لا يمكنها حفز النمو دون اصابة البيئة بالتدهور واستخدام أرخص مصادر الطاقة وأكثرها تلويثا مثل الفحم والكتل الاحيائية، وفي بعض الاحيان النفط والغاز.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-1H3