أكد السير تيم كلارك رئيس طيران الإمارات أن الشركة ماضية في استراتيجية التوسع والنمو مستهدفة 10 وجهات جديدة داخل الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة ليرتفع إجمالي محطات الناقلة هناك إلى 20 وجهة.
وقال كلارك إن أداء الشركة المالي خلال العام الجاري مستمر في النمو تماشياً مع الأداء الجيد للقطاع خلال العام حيث يتوقع تحقيق أرباح صافية تصل إلى 29.3 مليار دولار. وقال كلارك في تصريحات صحافية أمس على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) إن هناك مدناً عدة في القارة الأوروبية طلبت من طيران الإمارات تسيير رحلات عابرة من خلالها إلى السوق الأميركية على غرار الخدمة التي تسيّرها طيران الإمارات إلى نيويورك عبر ميلانو الإيطالية.
وأضاف كلارك إن الناقلة ما زالت في مشاورات مع كل من بوينغ وإيرباص بشأن طلبية مستقبلية إما من طائرات إيرباص 350 أو بوينغ 787 دون أن يذكر عدد الطائرات التي ستطلبها الناقلة.
وفي جلسة عمل حول شركات الطيران والمصنعين قال كلارك إن أكثر من 43% من أسطول طيران الإمارات ممول عبر آلية التأجير التمويلي، موضحاً أن هذه الأداة المالية ما زالت حيوية لقطاع الطيران ولعبت دوراً بارزاً في تلبية احتياجات القطاع المالية خلال الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأشار إلى تجربة طيران الإمارات مع الشركات المصنعة لطائراتها وهي بوينغ وإيرباص، موضحاً أن الناقلة كانت دوماً على تواصل مستمر مع الشركتين لتزويدهما بما تحتاجه الشركة من الطائرة من حيث الأداء والتصميم والمنتجات، وهي رحلة بدأت منذ أول طلبية للشركة وعبر مختلف الطائرات التي اشترتها من عملاقي الصناعة إيرباص وبوينغ للتأكد من تلبية هذه الطائرات للمواصفات التي نريدها وخاصة من حيث المدى والفاعلية في استهلاك الوقود ذلك أن طائراتنا مثلاً تطير لمسافة تصل إلى 15 ساعة متواصلة.
وقال إن الصفقة الأخيرة باختيار محركات رولز رويس لطائرات إيه 380 تؤكد حاجة شركات الطيران إلى تنويع مزوديها من المحركات خصوصاً أنها تلعب دوراً محورياً في حجم التكلفة والصيانة وهي قضايا مهمة في اختيار نوعية المحرك. وأضاف إن التكنولوجيا الحديثة توفر للصناعة اليوم حلولاً عالية وناجعة لضبط النفقات وتعزيز الفاعلية والأداء وقد أثبتت من خلال تطوير طائرات ومحركات ساهمت في التقليل من استهلاك الوقود بنسب تجاوزت 20% في الطائرات الحديثة.
أيه 380
وأكد أن أسطول الشركة من طائرات أيه 380 يتمتع بفاعلية كبيرة من حيث الربحية واستهلاك الوقود ولا نواجه أي معضلة في تشغيل مثل هذه الطائرات بعكس شركات أخرى. وهناك طلب ورضا كبيرين عن الطائرة من المسافرين.
وكان كلارك أشار إلى أن صفقة محركات رولز رويس لا تعني أن طيران الإمارات غير راضية عن الطائرة بل هي تسعى إلى مزيد من الفاعلية. والمحركات الجديدة من رولز رويس خاصة بـ 50 طائرة اشترتها الناقلة خلال معرض دبي للطيران 2013 سيتم تركيبها على 25 طائرة إيرباص 380 يتوقع أن تتسلمها الناقلة بين 2016- 2018. أما الـ 25 طائرة الباقية فيتوقع أن تكون من الطراز المعدل لهذه الطائرة “نيو 380” والتي تطالب بها طيران الإمارات إيرباص منذ فترة.
وتسعى طيران الإمارات إلى تشجيع شركة إيرباص على تصنيع طراز معدل من طائرة أيه 380 وربطت ذلك بصفقة كبيرة إذا أقدمت إيرباص على هذه الخطوة.
وعلى عكس المتوقع خلت الجلسات من النقاش الدائر بين الناقلات الخليجية ونظيرتها الأميركية بشأن مزاعم الدعم، حيث أكدت اياتا أن المنظمة الدولية تقف على مسافة واحدة من جميع الشركات. وكان الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية أكبر الباكر قد دعا إلى إدراج بند الأجواء المفتوحة ضمن أعمال المؤتمر لكن الاقتراح لم يقر في الجمعية.
ضرائب
وعكست مناقشات وجلسات القمة استمرار القلق في الصناعة رغم توقعات اياتا بوصول أرباح الصناعة إلى 29.3 مليار دولار من عائدات تبلغ 727 ملياراً مع نهاية العام الجاري.
ويعود سبب القلق بين رؤساء الشركات إلى جملة من التحديات لعل أبرزها الضرائب الباهظة التي ما زالت تثقل كاهل الصناعة، حيث يتوقع أن تدفع شركات الطيران أكثر من 116 مليار دولار ضرائب خلال العام الجاري بزيادة تصل إلى 3.9% عن العام الماضي في الوقت الذي تدفع فيه بعض الشركات أكثر من 16 نوعاً من الضرائب في بعض الدول ما يتسبب في تآكل أرباح هذه الشركات رغم تحقيقها لعوائد ضخمة.
وأشار التقرير السنوي لاياتا إلى أن فاتورة الوقود للقطاع ستصل هذا العام إلى 191 مليار دولار مقارنة مع 226 ملياراً في العام الماضي رغم أنه ما زال يشكل أكبر بند للنفقات بواقع 28% من إجمالي نفقات التشغيل.
وأضاف إن الطيران التجاري يربط اليوم بين أكثر من 16485 مدينة ويعمل في القطاع 2.5 مليون شخص بشكل مباشر و56 مليون وظيفة بشكل غير مباشر. ويتوقع أن تنقل شركات الطيران 3.5 مليارات مسافر و55 مليون طن من الشحن الجوي نهاية العام الجاري.
ودعا توني تايلور مدير عام اياتا خلال تقديمه للتقرير السنوي إلى تشريعات ذكية تنسجم مع المعايير العالمية. وفيما يتعلق بالجانب البيئي قال تايلور إن القطاع تبنى خلال السنوات الماضية مبادرات عدة لخفض انبعاثات الكربون وصولاً إلى 1.5% من إجمالي الانبعاثات العالمية بحلول عام 2020 وخفضها إلى نصف ذلك في 2050. وأبرز التقرير أن الشركات الأميركية ستستحوذ على أكثر من نصف أرباح الطيران في العام الجاري بواقع 15.7 مليار دولار في حين تصل ربحية الشركة عن كل مسافر إلى 18.1 دولاراً وهي من الأعلى في العالم، كما أن هامش ربحيتها سيصل إلى 7.5% متجاوزاً فترة الذروة التي تحققت في نهاية تسعينيات القرن الماضي.
ويتوقع أن يبلغ حجم انبعاثات الكربون من الطائرات 757 مليون طن مع نهاية العام الجاري مقارنة مع 724 مليون طن في العام الماضي.
وافتتحت القمة بكلمة لوزير النقل الأميركي انطوني فوكس أكد فيها أن شركات الطيران تسيّر يومياً أكثر من 100 ألف رحلة حول العالم تنقل يومياً أكثر من 8 ملايين مسافر، موضحاً أن اتفاقيات الأجواء المفتوحة لعبت دوراً مهماً في انتشار وتوسع النقل الجوي.
ويوضح تحليل صادر عن اياتا أن المستهلك سيكون المستفيد الأكبر من تحسن أوضاع شركات الطيران، حيث زادت المحطات الجديدة التي افتتحتها شركات الطيران بنسبة 1.7%. وتتوقع اياتا أن يتم إنفاق 1% من الدخل الإجمالي العالمي على النقل الجوي ليصل إلى 760 مليار دولار. وسيحقق النقل الجوي نمواً يصل إلى 6.7% هذا العام وهي الأفضل للقطاع منذ عام 2010. وأشار تحليل اياتا إلى أن الأسعار خلال هذا العام ستكون جاذبة للمستهلك، حيث يتوقع تراجع أسعار الرحلات بنسبة تصل إلى 64% عن تلك التي كانت سائدة قبل 20 عاماً. ووفقاً للتحليل فإن هذا العام سيشهد تسليم 1700 طائرة جديدة لشركات الطيران قيمتها 180 مليار دولار.
مطارات
وعلى هامش القمة أصدر مجلس المطارات العالمي تقريره السنوي المالي للعام 2013 أشار فيه إلى أن عائدات مطارات العالم بلغت 131 مليار دولار بنمو بلغ 5.5%. وبلغ عائد المطار الدولي عن كل مسافر 20.9 دولاراً بنمو 2.2% في حين تبلغ تكلفة كل مسافر 16.9 دولاراً. وتمثل إيرادات المطار من العمليات والتشغيل ما نسبته 56.7% من إجمالي العائدات والباقي عائدات إضافية غير فنية.
شركات المنطقة
من المتوقع ارتفاع أرباح شركات الطيران في الشرق الأوسط بنسبة تزيد على 60% مقارنة مع العام الماضي لتصل إلى 1.8 مليار دولار بهامش ربح يصل إلى 3.1% ما يعني أن ربحية كل مسافر تصل إلى 9.6 دولارات وهي أعلى من المعدل العالمي البالغ 8.2 دولارات للمسافر. وسترفع شركات الطيران في الشرق الأوسط أعداد مسافريها مع نهاية العام الجاري بنسبة 12.9%، وهي المنطقة الوحيدة في العالم التي تسجل نمواً من خانتين.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-6u5