تستضيف دبي في برج الماسة يوم التاسع من سبتمبر الجاري منتدى أعمال دول بريكس «روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا»، والذي ينظمه كل من مجلس الأعمال الروسي في الإمارات، ومجلس الأعمال التجاري والمهني الهندي، والمركز الهندي للتجارة والمعارض، ومجلس الأعمال الصيني، إضافة إلى مجلس أعمال جنوب إفريقيا، والملحقية التجارية البرازيلية.
ويناقش المنتدى أساليب وخطط تشجيع الاستثمار والتجارة المتبادلة والسياسات العامة للدول خاصة ما يتعلق باستخدام الطاقة المتجددة، وبنك بريكس والعديد من القضايا الأخرى. وستغطي المناقشات مجموعة واسعة من الموضوعات ذات الصلة ومنها التنسيق في القطاع الزراعي والتعاون في مجال البحث والتكنولوجيا وآفاق التعاون في المجال التعليمي.
«البيان الاقتصادي» تحدث مع مسؤولين في الدولة، ودبلوماسيين يُمثّلون الدول التي تُشكّل تجمع بريكس في الدولة، ورؤساء مجالس أعمال دول بريكس..
حيث أكد من تحدثنا إليهم الأهمية الكبيرة التي توليها حكومات وشركات ومستثمري دول بريكس للفرص الواعدة في أسواق دبي والإمارات بشكل عام، كما أكدوا على أن الإمارات تحظى باهتمام الشركات والمستثمرين من دول بريكس بسبب ملاءمة نظامها التشريعي للأعمال واستقرار نظامها السياسي والاقتصادي وللفرص الواعدة في شتى قطاعاتها.
ورغم الأزمات المالية والتراجع الكبير في عملات بعض الدول التي تشكل تجمع بريكس إلا أنه لا يمكن التقليل من ثقل بريكس والتي تستحوذ على ربع مساحة اليابسة وحوالي 41% من سكان الأرض. مع التوقعات بأن ترتفع نسبة مساهمة دول بريكس في الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 40% بحلول عام 2050.
ويجمع من تحدثنا إليهم على أن الإمارات والتي يعرف عنها تحويل الأزمات إلى فرص سوف تستفيد من فرص الاستثمار الواعدة التي تخلقها الأزمات التي تواجه بعض دول بريكس، كما أن الإمارات بذكائها المعهود تدرك ثقل بريكس وبالتالي فهي تسعى لتعزيز علاقتها التجارية والاقتصادية مع هذا التجمع الاقتصادي المهم للغاية..
وطبقا لإحصاءات وزارة الاقتصاد فإن إجمالي تجارة الإمارات غير النفطية مع دول بريكس الخمس (الهند والصين والبرازيل وروسيا وجنوب إفريقيا) خلال عام 2014 وصلت إلى ما يقارب 93.2 مليار دولار وتشكل ما نسبته 21% من إجمالي تجارة الإمارات الخارجية غير النفطية بما فيها تجارة المناطق الحرة خلال عام 2014.
كتل رئيسة
وقال حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» إن دول بريكس هي إحدى الكتل الاقتصادية الرئيسة في الاقتصاد العالمي..
حيث برزت خلال العقود الثلاثة الماضية كثقل لا غنى عنه في المنظومة الاقتصادية العالمية، حيث بدأت من حصة تزيد قليلا على 5% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأقل من 4% في تجارة العالم في 1990، لتشكل دول بريكس حالياً حوالي 25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و15% من تجارة العالم.
ويتوقع أن تساهم هذه الدول بحوالي 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2050، وبناءً على هذه المعطيات، يعد قرب دبي والإمارات جغرافيا من الهند والصين، الدولتين العملاقتين ضمن دول بريكس، عاملا إضافيا لأهمية هذه المجموعة بالنسبة لدبي، حيث تعتبر الهند والصين أكبر الشركاء التجاريين للإمارة. ولا يخفى على احد اهتمام غرفة دبي بالتوسع في هذه الأسواق..
حيث تضع الغرفة اللمسات الأخيرة على افتتاح مكتب تمثيلي لها في البرازيل، وهناك خطط قائمة لافتتاح مكاتب في الهند والصين، في حين يغطي مكتبنا التمثيلي في أذربيجان منطقة آسيا الوسطى وروسيا..
وتغطي مكاتبنا في اثيوبيا وغانا وموزمبيق القارة الافريقية وجنوب إفريقيا. وبالتـأكيد إننا في غرفة دبي نتطلع إلى تعزيز تواجد شركات دبي في هذه الأسواق الاستراتيجية لتعزيز تنافسيتها العالمية والاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة في هذه الأسواق.
إجمالي التجارة
وقد بلغ إجمالي تجارة دبي مع دول بريكس في 2014 حوالي 298.4 مليار درهم مسجلة معدل نمو سنوي تراكمي بلغ حوالي 15% على مدى العشرة أعوام الأخيرة. على مدى الأعوام الخمسة الأخيرة، شكلت دول المجموعة في المتوسط حوالي 29% من إجمالي واردات دبي من العالم، و19% من اجمالي صادرات دبي الى العالم.
واتجهت نسبة 79% من إجمالي صادرات دبي إلى دول بريكس في عام 2014 نحو الهند، و13% إلى الصين، و4.5% إلى جنوب إفريقيا، و2.5% إلى روسيا و1% إلى البرازيل. أما الواردات من دول بريكـــس فكـــانت كالتـــالي: حـــوالي 63.8% من واردات دبي كانت من الصين، و26.6% من الهند، 3.4% من روسيا، 3.3% من البرازيل و2.5% من جنوب إفريقيا.
وبسؤال مدير عام غرفة دبي عن إجمالي استثمارات دبي في بلدان بريكس وبالعكس رد قائلا من الصعوبة تحديد حجم استثمارات دبي في دول بريكس..
إلا أن استثمارات دبي في الخارج وخاصة في الصين والهند تتميز بتنوع كبير وإن تركزت ضمن قطاع الخدمات. ومن القطاعات الرئيسية التي شهدت نشاطا لاستثمارات دبي نجد القطاع المالي، والضيافة، وصناعة النسيج، والزراعة، والخدمات اللوجستية والطيران.
وعن تعداد أعضاء بلدان بريكس في غرفة دبي قال بوعميم إن عدد الشركات من دول بريكس والتي سجلت في عضوية غرفة دبي حوالي 25 ألف شركة حتى أغسطس 2015. وتهيمن الشركات الهندية بشكل رئيس ذلك بنسبة 89% من إجمالي الأعضاء من دول بريكس.
حيث بلغ عددها 22,396 شركة، في حين بلغ عدد الشركات الصينية 2055 شركة تليها الشركات الروسية بـ 360 شركة وثم الجنوب إفريقية بـ 115 شركة واخيراً الشركات البرازيلية التي بلغ عددها 21 شركة.
استفادة
سألت بوعميم كيف يمكن أن تستفيد الإمارات ودبي تحديداً من الأزمة التي تعيشها اقتصادات دول بريكس، وخاصة على ضوء الصورة القاتمة لأداء اقتصادات بريكس في ظل تراجع الروبل الروسي حاليا لأدنى مستوى له مقابل الدولار منذ فبراير الماضي، فيما تواجه البرازيل مخاطر سياسية واقتصادية في الوقت الراهن، وتواجه الصين أزمة حقيقية بعد خفض اليوان.
فيما تشهد الهند تراجعا في نموها الاقتصادي، كما تأثرت إفريقيا بتراجع الطلب من الصين على النفط والمعادن، فرد بوعميم قائلا:«صحيح أن الاقتصاد العالمي يواجه صعوبات تتمثل في تراجع أسعار السلع العالمية، والتقلبات في أسعار صرف العملات على خلفية رفع قيمة الدولار الأميركي وعدم الاستقرار السياسي.
ومع ذلك، تتمتع دبي باقتصاد منفتح واستثمارات واردة مقدرة وتجارة نشطة وأسواق مالية عالمية ذات محافظ مالية متنوعة. وتابع قائلا على مدى العقدين الأخيرين، استطاعت دبي توسيع قاعدتها الاقتصادية وتنويع شركائها التجاريين من مختلف دول العالم..
وبذلك تلافت مخاطر التركيز على دولة أو منتجات محددة. في 2014، بلغ عدد أسواق صادرات وإعادة صادرات دبي حوالي 221 واستوردت من 198 سوقا خارجية، وقد ساعد ذلك اقتصاد الإمارة على التحوط نسبيا من دورات بعض الاقتصادات على خلفية تنوع شركائها التجاريين.
وتوقع أن يؤدي خفض قيمة اليوان مؤخرا وقبله انخفاض قيمة الروبل الروسي إلى تأثير إيجابي على الإمارة، حيث سيؤدي إلى خفض فاتورة الواردات من هاتين الدولتين. سوف ينعكس ذلك في تراجع طفيف في أسعار السلع القادمة من الصين وروسيا بالمحلات التجارية في دبي، مما يساعد على خفض التضخم المستورد. كذلك، نتوقع أن يستفيد تجار الإمارة من هذه الخطوة..
حيث ستعزز من إعادة صادراتنا من البضائع التامة الصنع إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب الصحراء الإفريقية، حيث سوف تحفز الأسعار الرخيصة الطلب في هذه الأسواق. كما يمكن للمستثمرين في دبي والإمارات الاستفادة من الأسعار المنخفضة للأصول وذلك من خلال الاستثمار المباشر في هذه الأسواق المربحة على المدى الطويل.
وقال ان الانخفاض الأخير في قيمة اليوان سوف يعزز من صادرات الصين التي تمر عبر دبي إلى أسواق أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، ومع إبداء دبي رغبتها في إقامة مركز اوفشور لمقاصة العملة الصينية في منطقة الخليج، فإن زيادة حجم التجارة الصينية بالريمينبي سوف تعزز من وضع دبي مركزاً مالياً عالمياً صاعداً.
البرازيل
وقال باولو سيزار ميرا دي فاسكونسيلوس سفير البرازيل لدى الدولة في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»، إن دفع العلاقات التجارية هو جزء مهم من التعاون بين دول بريكس. وقد تم إنشاء مجلس أعمال بريكس الرسمي وأتيحت له الفرصة للمساهمة مع اقتراحات للحكومات. يستضيف مجلس منتدى الأعمال ويقدم استنتاجاته إلى رؤساء الدول / الحكومة خلال كل قمة بريكس.
وتضيف مبادرة مجتمع الأعمال في دبي لاستضافة هذا الحدث لأنشطة المجلس الرسمي، فهو يولد المزيد من الفرص لمجتمع الأعمال في كل بلد للتواصل مع أقرانهم. ويضيف لمنظور التعاون بين دول بريكس بشكل عام، والمساهمة في تعزيز وتشجيع العلاقات التجارية، والأعمال التجارية والاستثمارية بين مجتمعي الأعمال لدول بريكس الخمس.
وعن العلاقات التجارية بين الإمارات والبرازيل قال باولو سيزار ميرا، ان التبادل التجاري بين الإمارات والبرازيل بلغ ما قيمته 3.3 مليارات دولار في عام 2014 شكلت منها الصادرات من البرازيل ما قيمته 2.846 مليار دولار.
ومنذ بداية العام وحتى يوليو الماضي من العام الحالي 2015 بلغ إجمالي التجارة بين البلدين 1.88 مليار دولار شكلت منها الصادرات الإماراتية من البرازيل ما قيمته 1.54 مليار دولار. وتعتبر الإمارات مستوردا رئيسا للبضائع البرازيلية في المنطقة، فيما نمت التجارة بين البلدين بصورة مستمرة.
ويمكن للتجارة بين البلدين أن تنمو أبعد من ذلك بكثير، كما أن المبادرات التي تربط مجتمعات الأعمال بإمكانها أن تساعد بالتأكيد.
حاليا يوجد نحو 30 شركة برازيلية تنشط في أسواق الإمارات، والكثير من الشركات الأخرى التي تصدر لهذه السوق والتي ليس لها مكاتب هنا في الدولة.
الهند
من جانبه قال مورالد هارام القائم بأعمال قنصل عام الهند في دبي بتصريحات لـ«البيان الاقتصادي»، تأمل الهند في تعزيز علاقاتها مع مزيد من دول بريكس وتكون جزءا في تسهيل السياسات التي بدورها تسهم في تعزيز أفضل للتجارة والاستثمار مع الدول. تأمل الهند أيضا أن تحمل قصة نجاح «صنع في الهند» و«الهند الرقمية» إلى المستويات التالية.
وأكد هارام على متانة العلاقات التجارية الإماراتية الهندية، وقال ان تلك العلاقات تعود إلى آلاف السنين، وأن العلاقات بين البلدين نمت بشكل أقوى بفضل التبادل القوي للثقافة والسلع والأفكار منذ قرون.
الإمارات تستعد لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي وبالتالي تقوم اليوم بجهود لتعزيز البناء في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والبنية التحتية استعدادا لاستضافة المعرض الضخم مما يشكل فرصة للعديد من الشركات الهندية.
وأشار هارام إلى أن الهند هي واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للإمارات واستثمرت بكثافة في مشاريع تطوير البنية التحتية. ومع ذلك فإننا نتوقع مستقبلا تعاونا أكبر بين البلدين في التكنولوجيا المتطورة، الفضاء وتكنولوجيا المعلومات وقطاعات أخرى عديدة.
الاستثمارات الهندية
فيما يتعلق بالاستثمارات الهندية في الإمارات فقد تجاوزت قيمتها 55 مليار دولار تقريبا. وقد استثمرت الهند تقريبا في كل القطاعات في الإمارات، فهناك مستثمرون كبار مثل مجموعة تاتا الهندية، واشوك ليلاند، وماهيندرا، ودابور… الخ من الأسماء الكبيرة الأخرى تعمل من خارج مجمعات الأعمال في هيئة الاستثمار برأس الخيمة.
«زواري أغرو كيميكال » وتاتا للطاقة أسست أيضا وحدات لها في رأس الخيمة. «إيسار ستيل بروسيسينغ »الهندية و« إس أس بي دي) وهي جزء من إيسار ستيل أنشأت مركز خدمات لها في دبي. وكانت المنطقة تقليديا واحدة من أقوى أسواق التصدير لشركة أبولو للإطارات.
وقد تمكنت شركات هندية كبرى مثل إل تي إيسار ودودسال، وبونج لويد، وإيه آي إل وغيرها من الشركات الهندية الأخرى من تأمين عدد كبير من العقود في الإمارات.
هناك ما بين 60-70 ألف شركة هندية تنشط في مختلف القطاعات في أسواق الإمارات. وتعتبر الإمارات منصة كبيرة للهنود بسبب العلاقات التاريخية بين البلدين والموقع الجغرافية والروابط والعلاقات التجارية.
هناك نحو 700 رحلة طيران مباشرة أسبوعيا بين الهند والإمارات، عبر الناقلات الوطنية الإماراتية مثل طيران الإمارات، والاتحاد للطيران، وفلاي دبي، وطيران العربية، وكذلك عبر الناقلات الهندية إيير إنديا، وإيير إنديا إكسبرس، جت إيروايز،سبايس جت،إنديغو، فيما يزور الإمارات نحو 1.5 مليون سائح هندي سنويا ليكون بذلك السياح الهنود ثاني أكبر تعداد سياح للإمارات من العالم.
روسيا
قال كوتشا بواتشيــدزه قنصل عام روسيا في دبي بتصريحات لـ«البيان الاقتصادي»، ان منتدى أعمال بريكس في دبي الذي ينطلق في التاسع من سبتمبر يكتسب أهميته الخاصة فهو بمثابة قناة تصل صناع القرار وأصحاب الشركات الروسية مع نظرائهم من الدول المشاركة فيه لتناقش هذه الدول تطلعاتها وسياساتها الاقتصادية .
وتتمكن من مواجهة الظروف الجديدة بتدابير جماعية متناغمة مما يوجه امكانات هذه الدول نحو أهداف محددة ويوحد قواها الاقتصادية لتصبح أكثر تأثيراً وفاعلية على الساحة الدولية.
ازدهار العلاقات
وأضاف لقد شهدت الأعوام السابقة ازدهاراً ملحوظاً في العلاقات الثنائية بين الدولتين إثر توقيعهما لاتفاقية ثنائية تشجع استثمارات رؤوس الأموال وتحميها، بالإضافة إلى تأسيس صندوق مشترك بحجم مليار دولار بين كل من «مبادلة» والصندوق الروسي المشترك.
هذا إلى جانب قيام روسيا بتعريف المستثمرين الإماراتيين بالبيئة الروسية وسوق العمل وأفضل الفرص المتاحة للاستثمار فيها عن طريق الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية التي أقيمت في دبي على مدار العام. تنشط الآن في روسيا 20 شركة اماراتية وتساهم الإمارات بـ 5 مليارات دولار في استثمارات البنية التحتية الروسية.
أما بالنسبة للعلاقات التجارية فتعد الامارات أكبر شريك تجاري لروسيا في الخليج العربي، حيث يقدر إجمالي التجارة غير النفطية بين روسيا والإمارات لهذا العام 3 مليارات دولار. وهناك العديد من المؤشرات التي تبشر بمستقبل تجاري أكثر ازدهاراً بين البلدين، فقد قامت روسيا بافتتاح مكتب تمثيل تجاري جديد لها في أبوظبي وعلى الجانب الآخر قامت مؤسسة دبي لتنمية الصادرات بإنشاء مكتب تجاري لها في روســيا لتوسيع افاق التعاون التجاري وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما تقوم اللجنة الحكومية المشتركة ومجلس الأعمال الروسي بالعديد من الأنشطة والمبادرات لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وعن مدى تأثر الشركات الروسية في الإمارات بتراجع قيمة الروبل الروسي قال بواتشيــدزه لقد استطاع الاقتصاد الروسي أن يحافظ على قدر من التوازن بالرغم من انخفاض سعر النفط والعقوبات الاقتصادية التي طبقت عليه بفضل احتياطي الذهب والعملة الصعبة التي بلغت 400 مليار دولار احتياطيا أجنبيا إلى جانب 200 مليار دولار في صندوقي تحوط مما جعل الروبل العملة الأفضل أداءً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2015.
ونتوقع للسوق المالية أن تعود للاستقرار كنتيجة للتدابير التي سيتخذها البنك المركزي الروسي، وللسياسة الاقتصادية الجديدة التي تتوجه نحو شركاء روسيا من مجموعة بريكس وغيرها، واذا نظرنا من زاوية أخرى فأسعار الروبل الحالية تساعد المصدرين الروس وسوف نرى قريباً العديد من المنتجات الروسية ليس فقط في أسواق دول بريكس ولكن الشرق الأوسط أيضاً.
وبسؤاله عن فرص الاستثمار المتاحة للإماراتيين في روسيا قال إنه بإمكان المستثمرين الإماراتيين الآن الاستفادة من الظروف القائمة ودخول السوق المالية الروسية خصوصا مع ظهور بوادر استقرار الروبل، بالإضافة إلى استيراد السلع والخدمات والآلات والاحجار الكريمة الروسية. كما أن هناك فرصا عديدة لتنشيط القطاعات التي لم يتم استثمارها بشكل كامل كالمنتجات الزراعية والسيارات وغيرها.
فرص استثمارية زراعية في جنوب أفريقيا
تتمتع جنوب إفريقيا وإفريقيا بشكل عام بالعديد من الفرص الاستثمارية في مجالات الزراعة التي تستحوذ على استثمارات تقدر بنحو 500 مليار دولار والبنى التحتية التي تتطلب إنفاقاً كبيراً، وهناك جهود كبيرة لتأسيس منطقة تجارة حرة إفريقية كبرى يمكن للجانب الإماراتي الاستفادة منها للنفاذ إلى أسواق المنطقة الإفريقية.
وتتمثل الفرص الاستثمارية الواعدة في جنوب إفريقيا في قطاع المناجم والزراعة والصناعات الغذائية والطاقة التقليدية ومصادر الطاقة البديلة والنظيفة. وكان معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد قد زار جنوب إفريقيا على رأس بعثة تجارية في يونيو الماضي من هذا العام دعا خلالها إلى فتح الأجواء بين الإمارات وجنوب إفريقيا، لما لها من أثر على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين كلا البلدين.
تساهم دول بريكس بنسبة 28% من الناتج الاجمالي العالمي و15% من حجم التجارة العالمية مما يجعلها نموذجاً رائداً تستفيد منه الإمارات في مجال التنمية ومزوداً رئيساً بالقوة العاملة وشريكاً مثالياً في كافة أنواع المشاريع الاستثمارية، خصوصاُ بعد ان قامت هذه المجموعة بتخفيض المتطلبات الضريبية في دولها وطبقت إصلاحات واسعة على بنوكها ومؤسساتها المالية فتمكنت بذلك من جذب 29% من الاستثمار الأجنبي العالمي في العام 2012.
تشكل تجارة الإمارات مع دول بريكس ما يقارب ربع تجارتها الخارجية مع العالم. وقد نمت معدلات التجارة بين الإمارات وبريكس بنسبة 18% بين عامي 2005 و2009. وقد فاق حجم التبادل التجاري بين الإمارات وبلدان بريكس 44 مليار دولار.
بريكس دول ذات اقتصاد ضخم توفر فرصا للاستثمار في كل منطقة وفي كل قطاع من قطاعات الاقتصاد فيها، حيث تشكل أسواقها الاستهلاكية أكثر من 3 مليارات نسمة.
الدولة أكبر شريك تجاري للصين في المنطقة
قالت لي ليــــنغ بينغ قنصل عام الصين في دبي بتصريحات لـ«البيان الاقتـــصادي»: يأتي تنظيم منتدى أعمال بــريكس لأول مرة في دبي بتنظيم مجـــلس الأعمال الصيني في دبي فــــضلا عن مجـــموعة من مجــــالس الأعمال الأخرى في دبي وهي روســيا والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند.
ومنتدى بريكس هو حدث تجاري كبير في دبي والتي هي اليوم مركز تجـــاري إقليــمي مهم يجتذب الكثير من الشركات والمؤسسات من دول بريكس. مـــنتدى بريكـــس يوفر بالتأكيد فرصة مثالية فضلا عن أنه يشكل منصة ممتازة للشركات والمؤسسات التي تتخذ من الإمارات مقرا لها.
علاقات
وأنا أؤمــــن بقوة أن الروابط التجارية بين دول بريكس والإمارات يمكن تعزيزها من خلال هذا الحدث. وعلاوة على ذلك، إمكانية التـــعاون بين دول بريكس والإمارات يجب أن تكون مصــــدر إلهام كبير. وتــــواصل العلاقات بين الصين والإمــــارات نموها وازدهـــارها، وأصبـــحت الإمارات أكبر شريك تجاري للصين في المنــــطقة في العام 2014،
وترتبط الدولتان بعلاقات تجارية وطيدة، وفي عام 2014 سجل إجمالي التبادل التجاري بينهما ما قيمته 55 مليار دولار بنمو 18.5 % مقارنة بعام 2013، مع توقعات بنموه 10 % في العام 2015 ليصل إلى 60.5 مليار دولار بنهاية عام 2015 ويتعزز التكامل والتواصل بين البلدين اقتصاديا بشكل مطرد، ويتعمق التعاون بينهما في مجالات الطاقة والمالية والملاحة والانشاء وغيرها من القطاعات الأخرى.
أهم الشركاء
وتعتبر الإمارات أحد أهم الشركاء التجاريين للصين في العالم. ويذكر أن هناك 4200 شركة صينية تنشط في أسواق الإمارات في شتى القطاعات، وهناك 3 آلاف شركة صينية عضو في غرفة تجارة وصنــــاعة دبي، وهــناك 4 بنوك صينية لــــها تواجد في مركز دبي المالي العالمي، فيما تنشط 230 شركة صيــنية في المنطقة الحرة في جبل على .
وتعتبر الإمارات من الوجهات السياحية المهمة للسياح الصينيين، وقد زار الإمارات 550 ألف صيني في عام 2014، ونما تعداد السياح الصينيين لدبي بنسبة 25 % في عام 2014 مقارنة بعام 2013. وهناك 70 رحلة أسبوعية عبر طيران الإمارات للبر الرئيسي للصين وهونغ كونغ وتايوان في حين أن 29% من زوار فندق برج العرب هم من الصينيين.
وهناك 200 ألف صيني يعيشون ويعملون في دبي، وتستقبل دبي سنويا نحو 750 حدثا واحتفالات فنية وثقافية صينية. ويعتبر سوق التنين الصيني (دراغن مارت) أكبر مركز تجاري صيني خارج الصين، وهناك 3 آلاف متجر في هـــذا السوق في حين أن 1700 من تلك المتاجر يشغلها تجار تجزئة صينيون.
وهناك 9 مشاريع عقارية لمجموعة جميرا في الصين منها ما أنجزت بالفعل في مدينة شنغهاي الصينية وأخرى مخطط لها في العديد من المدن الصينية الأخرى.
10.4 مليارات درهم التجارة البينية الإماراتية الجنوب أفريقية
أكد مانابيلي شوجولي قنصل عام جنوب إفريقيا في دبي بتصريحات لـ«البيان الاقتصادي» على متانة العلاقات بين البلدين، وقال ان جنوب افريقيا تتطلع لرفع أرقام التجارة والاستثمار مع الإمارات، وأضاف أن نحو 40- 60 ألف سائح من الإمارات زاروا جنوب إفريقيا في العام 2014، فيما تدفق ما بين 2-5 آلاف سائح من جنوب افريقيا على الإمارات في العام نفسه بما فيهم مسافرو الترانزيت الجنوب إفريقيون عبر مطاري دبي وأبوظبي.
وأضاف أن هناك 100 ألف من أبناء جنوب إفريقيا يعيشون ويعملون في الإمارات وأن هناك ما بين 100-200 جنوب افريقي يمتلكون شركات وأعمالا أو يمارسون الأعمال في الإمارات.
أصدرت وزارة الاقتصاد مؤخرا دراسة متقدمة ألقت فيها الضوء على واقع التجارة الخارجية بين الإمارات وجمهورية جنوب إفريقيا والفرص الاستثمارية المتاحة في واحد من أكبر الاقتصادات الناشئة على مستوى العالم.
وأظهرت الدراسة أن 10.4 مليارات درهم (2.84 مليار دولار) قيمة التجارة الخارجية بين الإمارات وجنوب افريقيا بما فيها تجارة المناطق الحرة. وسجلت التجارة الخارجية بين الإمارات وجنوب افريقيا دون احتساب تجارة المناطق الحرة خلال الماضي ما قيمته 1.94 مليار دولار.
وهناك 10 سلع تم تصديرها من الإمارات ارتفعت نسبتها إلى 71 % من مجمل صادرات الدولة إلى جنوب إفريقيا. وشهدت التجارة الخارجية للإمارات وجنوب افريقيا نموا بنسبة 26 % دون احتساب تجارة المناطق الحرة في عام 2014 عن عام 2013..
حيث بلغت 1.546 مليار دولار. وكانت 10.6 % هي نسبة نمو التجارة الخارجية شاملة للمناطق الحرة بين الإمارات وجنوب افريقيا في 2014 بالمقارنة مع 2013 ما نسبته حيث بلغت 2.566 مليار دولار.
وبلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية في جنوب إفريقيا 6 مليارات دولار.
وطبقاً لوزارة الاقتصاد هناك حوالي 200 شركة من جنوب إفريقيا تعمل حالياً في الإمارات في قطاعات مختلفة إلى جانب 10 وكالات تجارية و174 علامة تجارية مسجلة لدى الوزارة إلا أن تلك الأرقام لا تعكس مستوى طموحات البلدين في ظل وجود مساحة كبيرة لتعزيز أكبر للعلاقات التجارية والاستثمارية.
وتعتبر الألواح والصفائح واللفات والأشرطة من لدائن غير خلوية، والأسلاك من النحاس، والزجاج، والألمنيوم الخام، والورق الصحي، والألواح والصفائح والقدد من اللدائن، والمدخرات الكهربائية، والقوارير الضخمة والقناني، والمنشآت، من أهم صادرات الدولة إلى جنوب إفريقيا خلال العام الماضي.
وعلى صعيد إعادة التصدير إلى جنوب إفريقيا يعتبر الماس، وأجهزة الهاتف، والجرافات وجرافات تسوية الطرق، والألواح والصفائح والقدد، وآلات المعالجة الذاتية للمعلومات ووحداتها، والسيارات، والمحركات، من أهم السلع المعاد تصديرها من الدولة إلى جنوب إفريقيا خلال العام 2014.
وفيما يتعلق بواردات الدولة من جنوب إفريقيا يعتبر الذهب بأشكال خام، والماس، والفحم الحجري، والحمضيات الطازجة أو المجففة، والتفاح والكمثرى الطازجة، والسيارات المصممة لنقل الأشخاص، وسيارات نقل البضائع، والمشمش والكرز والعنب الطازج أو المجفف، أهم واردات الدولة من جنوب إفريقيا خلال عام 2014.
مجلس الأعمال الروسي يُوسّع أعماله في دبي
صرّح الدكتور إيغور ايغوروف رئيس مجلس الأعمال الروسي في الإمارات لـ«البيان الاقتصادي» قائلاً إن الاختيار وقع على دبي لاستضافة منتدى أعمال دول بريكس انطلاقاً من أنها مركز حيوي هام وبيئة خصبة للأعمال ترحب بالفعاليات الاقتصادية وتوفر لها كل ما يضمن حسن سيرها.
هذا إلى جانب كون دبـي منصة عالمية تلتقي فيها أهم شركات وأفراد دول بريكس. وأضاف أن استراتيجية مجلس الأعمال الروسي قد ركزت في الآونة الاخيرة على توسيع نطاق عملها في المنطقة، وجاءت مساهمتنا في تنظيم هذا المنتدى الذي يضم مجموعة من أهم اقتصادات العالم تتويجاً لجهودنا السابقة في توفير منصة للقاء رجال الأعمال والشركات وتعزيز التفاهم الاقتصادي بين الدول.
وقال ايغوروف ان بريكس تجمع لا يستهان بقوته المادية والبشرية. فهو يشكل ربع مساحة اليابسة وحوالي 41% من سكان الأرض. كما تجعل منه معدلات النمو المرتفعة سوقاً متعطشة لكافة أنواع السلع التي تستطيع الإمارات تصديرها.
الصين وروسيا قادرتان على إعادة تشكيل واقع الاقتصاد العالمي
قال كلوانت سينغ رئيس المجلس الهندي لرجال الأعمال والمهنيين في دبي، إنه وفيما يتعلق بالأزمات الاقتصادية وتراجع عملات اليوان الصيني والروبل الروسي في عدد من دول بريكس، ان اثنتين من دول بريكس وهما الصين وروسيا قادرتان على إعادة تشكيل واقع الاقتصاد العالمي في المستقبل القريب.
هناك أيضا دولة أخرى في بريكس وهي البرازيل والتي تواجه مشاكل واضحة ولكنها تشكل خطرا أقل على الاقتصاد العالمي. في حين أن دولا أخرى مثل جنوب افريقيا والهند في تجمع بريكس يبدو أنها تسبب قلقا أقل في الوقت الراهن للأسواق العالمية والمؤسسات الاقتصادية العالمية. لقد انتعش بعض زخم النمو هذا العام على الرغم أنه أقل بكثير من أعلى مستوى في العقد الماضي. وبالنسبة للهند فقد رحب العديد من المستثمرين بالحكومة الجديدة التي يقودها رئيس الوزراء ناريندرا مودي، والذي تولى منصبه في مايو الماضي.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-7B1