أكدت مصادر عاملة في القطاع الفندقي أن الإقامات الطويلة في المنشآت والشقق الفندقية أصبحت تشكل مصدر الإيرادات الرئيسي في ظل الظروف الحالية التي تشهد توقف السياحة والسفر ضمن إطار الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن العديد من المنشآت الفندقية تخصص 20 – 40% من غرفها لأصحاب الإقامات الطويلة.
وقالت المصادر إن سياسة الإقامات الطويلة التي يعتمدها العديد من المنشآت الفندقية تستهدف تشكيل مظلة أمان لهذه المنشآت خلال الأزمات والمواسم التي تتراجع فيها نسب الإشغال، لافتة إلى أن المنشآت الفندقية التي تعتمد سياسة تخصيص جزء من غرفها للإقامات الطويلة تعتبر أقل تأثرا من غيرها وأكثر قدرة على تغطية نفقاتها التشغيلية.
وأضافت المصادر أن الإقامات الطويلة تصل مدتها إلى نحو عام وبعضها يزيد على ذلك بهدف الحصول على أسعار جيدة. وتتنوع هذه الفئة بين رجال أعمال، وعائلات تعمل في الدولة، وموظفين في مؤسسات وشركات، لكن النسبة العليا لرجال الأعمال وموظفي الشركات. وتسعى هذه الفئة للحصول على الخدمات التي تقدمها هذه المنشآت الفندقية حتى وإن كانت الأسعار قد تزيد بنسب تصل إلى 30% مقارنة بالشقق السكنية العادية.
نسب إشغال
وقال محمد عوض الله الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق، إن المنشآت الفندقية التي تعتمد سياسة الإقامات الطويلة تحافظ على نسب إشغال تساعدها على تغطية نفقاتها التشغيلية في حين أن هناك فنادق أخرى لا تضع هذه السياسة ضمن خطتها وتعتمد على الإقامات العادية للحصول على هامش سعري أعلى وبالتالي أرباح أكثر لكنها في ظل الوضع الحالي تعد الأكثر تضرراً في ظل التوقف شبه الكامل لهذا النوع من الإقامات.
وأضاف أن الإقامات الطويلة تشكل بالفعل الدخل الرئيسي للفنادق خلال الفترة الحالية في ظل توقف حركة السياحة والسفر العالمية في الوقت الذي كانت تسهم بحصص هامشية خلال فترات الذروة السياحة ونشاط حركة المعارض والمؤتمرات، مشيراً إلى أن هذه النوعية من الإقامات الطويلة تنتشر بشكل كبير في مجمعات الشقق الفندقية، خاصة مع توفيرها خدمات الضيافة العائلية مثل المطابخ، وأجهزة التنظيف والغسيل وغيرها. وأوضح أن رجال الأعمال والموظفين وبعض العائلات الصغيرة تشكل النسب الكبرى من أصحاب الإقامات الطويلة وفي وقت سابق كانت أطقم الطيران تفضلها قبل أن تخصص لهم شركات الطيران مباني خاصة.
وقال وليد العوا، مدير عام فندق تماني مارينا، إن معظم النزلاء في الفندق حالياً من أصحاب الإقامات الطويلة، وهو الأمر الذي يساعدنا على تغطية النفقات التشغيلية مع اتباع سياسة تقليص النفقات. كما تسهم منافذ الطعام في الفنادق بجزء من الإيرادات وتغطية النفقات. وأضاف أن معظم منشآت الشقق الفندقية تحرص على الاحتفاظ بنسب متفاوتة من الإقامات الطويلة التي قد تصل إلى أكثر من عام، مشيراً إلى أن الفارق السعري بين الإقامة في الشقق الفندقية والشقق العادية أحياناً لا يتجاوز 20% فقط، لذلك هناك العديد من أصحاب الأعمال والموظفين يفضلون هذا النوع من الإقامات للاستفادة من الخدمات رغم الفارق السعري.
المحافظة على الموظفين
وقال رياض الفيصل رئيس شركة أصايل للسياحة والخبير السياحي، إن المنشآت الفندقية في دبي تستهدف خلال الفترة الحالية تغطية نفقاتها التشغيلية من خلال الاعتماد على العملاء من أصحاب الإقامات الطويلة إضافة إلى اتباع سياسات تتعلق بتخفيض النفقات التشغيلية مع المحافظة على الموظفين سواء من خلال رواتب مؤقتة أو منح إجازات إضافة إلى الاستفادة من مداخيل منافذ الطعام بهدف توفير سيولة تساعد على تغطية النفقات. وأضاف أن القطاع السياحي والفندقي يمر بمرحلة صعبة تتطلب من الجميع التعاون سواء الملاك أو الموظفين لتجاوز هذه المرحلة التي ستكون مؤقتة وسرعان ما سيعود النشاط السياحي والاقتصادي إلى وضعه الطبيعي.